محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 14:36
المحور:
الادب والفن
سَيِّدَتِي
طَيْفُكِ لاَحَ لِي بَعْدَ أنَّاتِ السَّهَرْ،
سَنَا بَهِيَّةٍ
شَعَّ
في وِشاحِ زُمُرُّدٍ وقَمَرْ.
وَحينَ تَرْتَعينَ في الخَاطِرِ
في مَطْلَعِ كُلِّ حَنينْ
يَتَبَلْوَرُ الوُجودُ نُوراً شَفيفاً
في فَلَكِي،
يَفْتَرُّ الفَجْرُ عَنْ تَرْنيمَةٍ
جَذْلانَةٍ،
عن لَحْنٍ حَبيبْ.
تَنْحَطُّ المَآسِي إلى مَهْوَى
وَراءَ وَعْيٍ كَسِيرْ
وَتَغيبْ.
سيدتي
عِنْدَما تُطِلينَ عَلَى الخَاطِرِ
في عُبورِ كُلِّ غَسَقْ،
أتَلَمَّسُ أنْفاساً بِطَرْفِ البَصيرَةِ
دانِيّةً
تَذْكُرُنِي بِهَمْسٍ آسِرْ.
وَحينَ تَمْرَحينَ خَيَالَ بُشْرَى
يَحْتَلُّ فُؤادِي لِينُ الطُّفولَةِ
وادِعاً في مَلهَى البَسَمَاتْ
أنا الأسيرُ على العَتَبَاتْ.
سيدتي
(أحِبُّكِ مُلْتاعاً)!؟
لا تَكْفِي كَيْ يَأنَسَ
رَوْعِي بِأمْنِ السُّكونْ.
لا تَفُكِّي أصْفادي
عَنْ مَدارِ أثِيرِكِ
حَتَّى أُسْلِمَ خدِّي لِصَدْرِكِ
كَتَرْتِيلَةِ وَجْدٍ
كَتَنْهيدَةِ رُوحٍ حَميمٍ،
كَنَبْعٍ يَفيضُ كَصَوْتِ صَبيبْ.
سيدتي
لاَ كُنْتُ جَدْوَلاً في رَوْضِكِ
يَسْكُبُ العِشْقَ بَيْن أنامِلِكِ
إذا مَسَّتْ عِطْرَكِ هَبَّةُ نِسْيَانْ،
لاَ كُنْتُ جَوْهَراً وَفِيّاً لِمَطْلَعِكِ
إذا لَمْ أكُنْ جَديراً بِقَيْدِكِ،
وَلاَ خُلِقْتُ في الكَوْنِ
لَوْ خَلاَ ظَنِّي في يَوْمٍ
منْ ظِلّكِ،
كَأرِيجِ رَيْحانْ؛
إذا لَمْ يَسْرِ مَعَ النَّبْضِ اسْمُكِ،
لاَ كُنْتُ أهْلاً لِلْأسْرٍ في المَكانْ.
سيدتي
أيُّ رَحْبٍ في فضاءٍ يَسَعُ القَلْبَ
مَذْهولاً،
يَنْهَلُّ حَوْلَهُ الرُّكامْ؟
أيُّ سَخاءٍ يَرْأفُ بِالجَدْبِ
إلاَّ نَفْحَةُ نَدَى مِنْ فَراديسِكِ؟
أيَّةُ قدرةٍ، أيُّ سُلطان؟
محمد الشوفاني
في 31 ماي 2015
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟