محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 14:09
المحور:
الادب والفن
في الجِبالِ النّائيَّةِ تَعْصِفُ الرِّيَّاحْ
مَفْتولَةً بِسِحْرِالسَّرابِ
والضَّبابْ،
تَعْبُرُ المَسارِبَ السِّرِّيةَ
في العُروقِ،
تَحْتَ التُّرابْ
نَشيداً يَتَغَنَّى،
كالفَرَحِ، كالعَوِيلْ،
كَخَريرِ ماءٍ
كالنُّوَّاحْ،
كَلَمْسِ شُعَاعٍ يُدْفِئُ الرُّؤْيَةَ،
كَنِداءٍ في تَلاَفيفِ المَساءْ،
كَسَهْمٍ يَقْدِحُ الضِّياءْ
كَفَتِيلْ،
كَالبَرْقِ الأخْرَسِ يَمْتَزِجُ
بِالرَّاحِ والأقْدَاحْ،
يَسْتَنْهِضُ العاشِقَ
في أنْفاسِ الصَّباحْ.
عاشِقُ الجَمْرِ
يَسْتَخْلِصُ الرُّؤيَةَ
حَارِقَةً مِنَ حَفِيفِ النارِ
لِتَطيرْ
إلى مَعْشوقاتٍ عَلَى بَابِ الأضلُعِ،
إلى مَنْ يَهْوَى.
يَسْبِكُ نَظْرَةً تَنْقَضِي
مَلْحَمَةً
وُجوداً بِجَناحْ
يَحْضِنُ كَوْناً في السَّراحْ.
العاشقُ يُغالِبُ العَدَمْ
بالإشاراتْ،
يَحْضِنُ حُلْماً يَتَحَلَّلْ
في الأغْوارِ الدُّنْيا
في بِحارِ الذّاتْ.
يُراقصُ الخَلْقَ في النَّهاراتِ،
الدّامِسَةْ،
في التَّغاريدِ الهامِسَةْ،
في نِداءاتٍ تُخْمِدُ الجِراحْ،
طَعْمُها كَجَمْرٍ لَهيبٍ
كَأجيجِ رُوحٍ في الدُّنَا
يُحْكِمُ رَدَّ السأمْ؛
الموتُ لا يُخْمِدُ عَقْلاً
عَلَيْهِ تاجٌ مِنْ خَيالْ
خَصيبُ الجَمَراتْ.
محمد الشوفاني
رابط مدونة الكاتب :
http://poetryarabnow.blogspot.com/
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟