محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 00:47
المحور:
الادب والفن
النسيانُ كالفناءْ
بِقُدْرَتِه الماحِقَةْ
يَطْوِي مَا يشاءْ.
غَيْرَ أنّ ذِكْرَاكِ
يَا بَليلَةَ الشّفَتينْ
تُبْرِقُ فِي الخَاطِرِ الْوَاِني
كُلَّ بُرْهَةٍ مَرّتَيْنْ
تَتَصَفّحِينَ عَلَى الأرِيكَةِ
خَبَايَا السّنينْ،
هَلْ تَذْكُرِينْ؟
تتَمَدّدِينَ
وَتَكْوِينَنِي بِنْظْرَةٍ أُعَانِقُهَا
تُعانِقُنِي
فأطْوِي الكِتَابْ،
وأغْرِقُ فِي بَحْرِكِ
أسْتَشِفُّ الجوابْ؛
مَا مَصِيرِي
مَا يَسْتَغْلِقُ ذا الإكْتِئَابْ؟
يَعْصِرُنِي
يُحَاصِرُنِي فِي كُلِّ بَابْ.
يَا بَلِيلَةَ الشّفَتَيْنِ،
أَأُعَانِقُكِ
أمْ أُعانِقُ السَّحابْ؟
هلْ في بَحْرِكِ أغْرِقُ
أمْ أنا غارِقٌ فِي بَحْرِ العَذابْ؟
هلْ أكُونُ بِكِ،
أوْ لاَ أكُونْ؟
هلْ قَلْبي في هَواكِ أسِيرْ
أمْ في الصّفِّ لِنَيْلِ الرِّضَا
قَلْبي يَزْحَفُ،
يَنْظُرُ مَا تَرْسُمينَ
لِميلادٍ عَسيرْ؟
هلْ أحْببتُكِ؟ أمْ أحْبَبْتُ نَفْسِي؟
أمْ أحْبَبْتُ القَدَرَ المَجْهولاَ ؟
لِمَ
تُسَدِّدينَ نَظْرَةً
فَأطْوِي الكِتَابْ،
لِمَ
يَخْتَلِطُ الوُجودُ في عَدَمي،
فَأنْصَهِرُ
فِي جَحِيمٍ مُمْتِعٍ
عُنْصُراً مَخْبُولاَ.
يا بَلِيلَةَ الشّفَتَيْنِ عَلَى الأريكَةِ الفَارِهَةِ
مَا لِلصُّورَةِ تَبْهَتُ
هَلْ طَوَاكِ النِّسْيَانُ أوْ طَوَانِي؟
مَا رَسَمْتِهِ،
مَحَا الدّهْرُ رَسْمَهُ
صَارَ رَمادَا،
هَلْ أفْنَاكِ الدَّهْرُ يَا حَبِيبَتِي؟
أمْ أفْنَانِي؟
مِنْ وَرَاءِ السَّدِيمِ النّائِي،
كُنْتِ عَلَى الأرْضِ
أوْ غَادَرْتِ المُقامْ،
أهْديكِ يَا حَبِيبَتِي السَّلاَمْ.
بَعْدَ أنْ كَتَبْتِ فِي سِفْرِ الكَوْنِ بِدَايَاتِي
إجْتَرّنِي الكَوْنُ لاَهِيّاً
سَائِباً،
فِي أعْتَابِ الكَلاَمْ.
كُنَّا ذاتَ ليالٍ،
حُزْمَتينِ مِنَ الهَوَى تَمازَجَتَا
ذاتاً واحدةً،
ماءاً بماءْ،
لِمَ غِبْنَا
كَنُدْفَتَيْ ثَلْجٍ ذابَتَا
على مَهْبِطِ الأوْهامْ؟
محمد الشوفاني
رابط مدونة الكاتب
http://poetryarabnow.blogspot.com/
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟