محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 14:33
المحور:
الادب والفن
عَانِقينِي يَا نَسْمَةً
ذَكِّرينِي لِمَ جِئْنا أُسَارَى حُبٍّ
وَافْتَرَقْنا؟!
بَعْدَمَا كُنْتُ قَطْرَةً ذَابَتْ
في فَضَاءٍ ساكِنٍ مِنَ اللّيْلِ
وَحُلْماً ظَهَرْ؛
أرْجوكِ عانِقينِي
قَبْلَ أنْ أثُوبَ لِنَبْعِي
وَيَرْتَدَّ بَريقٌ حَضَرْ.
فِي غَفْلَةٍ منَ الليْلِ كُنَّا
نَلْقِطُ أطْرافَ الذِّكْرَياتِ
مِنْ رُكامِ النِّسْيانْ،
بَعْضُها عَلى المَاءْ
لاَ يَبوحُ بِسِرٍّ نَحَتْناهْ،
وَبَعْضُها على الصَّخْرِ حَفَرْناهْ
بِدَمْعٍ حَارٍّ مَعاً
وَنَحْنُ نَرْجُفُ في المَدارْ.
عانِقينِي يَا نَسْمَةً فَاتِنَةً
أُذْكُريني قَبْلَ سُقوطِي
في فَضاءٍ مَّا مِنَ الليْلْ.
عِنْدَ كَبْوَتِي لَمَّا أتَلَعْثَمْ
أراكِ ظِلاًّ شَفيفاً فِي مِرْآتِي
تَرْنيمَةَ عُصْفورٍ شَارِدٍ
وَأسْألْ :
هَلْ خَطَأً طارِئاً عِشْنا؟
هَلْ وَهْماً يَتَرَدَّدُ
مَا قَطَعْنا؟
دُونَ إعْجَابٍ بِمَا كَانَ
بِمَا كُنا؟
الآن أرَى أمْسَنَا
أرَى أيَّامَنَا نُتَفاً تَداعَتْ
الآن أرَى دَمْعَنَا، هَمْسَنَا
مُقيماً هُنَا؛
لَوْ لَمْ نَكُنْ أكْبَرَ مِنْ نَدَى
قَطْرَةٍ مَحْمُومَةٍ
مِنْ سَحَابَةِ نَغْمَةٍ
مِنْ نَسْمَةِ رُوحٍ
مَا أدْرَكْنَا مَا أضَعْنَا؛
مِنْ حِصْنِكِ عَالٍ يَا فَاتِنَتي
مَتَى نَعُودُ
إلَى مَكانٍ مَّا مِنْ فَجْرِنا؟
مَتَى نَجْرِي في حُقولِ النَّارَنْجِ
كَمَا شاءَ الهَوَى
على بِساطِ بَراعِمٍ وَأزاهيرْ.
أنْفاسُكِ عاطِرَةٌ على المَدَى
يانسْمةً حَدِّثيني
لِمَ جِئْنا أُسارَى حُبٍّ
يَسيلُ في دِمَائِنَا
وافْتَرَقْنَا؟!
محمد الشوفاني
15 ـ 09 ـ 2015
مدونة : http://poetryarabnow.blogspot.com/
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟