هل نحن بحاجة لدعاة للإسلام أم للمبدعين ؟!

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4930 - 2015 / 9 / 19 - 18:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

على عهدة صحيفة سبق الإلكترونية سماحة مفتي عام السعودية استقبل أكثر من ثلاثمائة داعية وشيخ وطالب علم !
في قصر سماحة مفتي عام السعودية في مكة المكرمة ،
وقد أوردت الصحيفة صورا للقاء سماحة المفتي مع المشائخ الدعاة ،
والحقيقة أن الصورة أظهرت فخامة قصر سماحة المفتي والكراسي التي جلس عليها هذا العدد الكبير من أصحاب الفضيلة المشائخ وطلبة العلم الشرعي من الدعاة ،
والذين تم انتخابهم للعمل في مكة المكرمة لشعيرة حج هذا العام ،
وعملهم ينحصر في الفتاوى الشرعية المتعلقة في الغالب بنسك وشعيرة الحج ،

والسؤال :

أليست مناسك الحج من السهولة بمكان ويعرفها عوام المسلمين قبل خاصتهم لتجند لهم مثل هذه الأعداد الكبيرة من المشائخ والدعاة ؟!

وبالطبع ليس بالمجان انتدابهم !
بل بأجور طائلة !
ثم أليست كتيبات الشعائر الخاصة بمناسك الحج والعمرة بل والزيارة حتى وهي نسخ بالملايين وتوزع كل عام مجانا كافية ؟!

أم أن الأمر في واقع حاله ليس خاصا بالفتوى بل متعلق بأمور أخرى تخفى علينا !!

لكن وبغض النظر عن هذا الأمر ماذا قدمنا للإبداع والمبدعين وبمختلف العلوم والمعارف الإنسانية والإختراعات والإبتكارات العلمية ؟!! ،

ولو قارنا بين الموازنات والمبالغ الطائلة والتي ترصد للشؤون الدينية وبمختلف أوجهها ومؤسساتها ومصادر إنفاقها مع ما يرصد للبحث العلمي والإبداع والابتكار فإنه مبلغ رمزي تافه لايذكر مقارنة بالأول !
بل من المضحك ابتداءا ومن الخجل مجرد التفكير بمثل هذه المقارنة ولو بالخيال ! ،

بل والمضحك المبكي معا أننا عند كل عمل إرهابي نتباكى ونسأل : عن علل وبواعث تفشي الفكر المتشدد والتطرف !! ،
نغذي معنويا وماديا مظاهر النفاق الديني بأيدينا ونرفع مكانة المتاجرين بالدين والقشور !
ونقصي ونهمل الموهوبين والمبدعين ! في العلوم والفنون الإنسانية من موسيقى ورسم ونحنت وابتكار علمي واختراعات تنفعنا ثم بغباء نسأل أنفسنا :
لماذا شبابنا المراهق يسهل استدراجه للعنف والإرهاب ؟ وتنجح التنظيمات الإرهابية المتشددة بتجنيدهم !! ،
تهميش بالكلية وتقليل من شأن المعارف والعلوم والفنون الإنسانية والعلمية والطبية في مقابل زخم متصاعد بشكل خرافي لما هو ديني من علوم وشخوص رغم أن القرآن الكريم نفسه قال :
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة !! فجمع بين الحسنيين !
وبمواضع أخرى شدد القرآن الكريم على الأخذ بالعلوم والمعارف والفنون الدنيوية والاستمتاع بها ،
إلا أن عقول البعض تصر على إقصاء ذلك وتوظيف الدين لخدمة أجندتها فأساءت إليه وأفسدت المجتمع !!
ثم يعود كغيره يتصنع الحزن والبكاء على أولئك الشباب الذين باعوا أنفسهم وعقولهم للتطرف والإرهاب !!

نحن لا نريد إقصاء الدين ! ،
بل وقف توظيفه ورفع قيمة شخوصه بمقابل تهميش الآخرين ! ،
نريد الجمع بين الحسنيين الدنيا والآخرة على الأقل حاليا !! ،
لنضمن ابتعاد شبابنا عن التطرف !

وإنفتاج عقولنا ومجتمعنا يا سادة .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل