محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4930 - 2015 / 9 / 19 - 17:55
المحور:
الادب والفن
أمره عجيب. لا يغادر المدينة. محشور داخل سورها على الدوام. قابع في الحانوت، كما لو أنه هو والحانوت توأمان. لم يتزوّج ولا يفكّر في الزواج. يحتسي النبيذ منذ الضحى حتى ساعات المساء. يحتسي جرعة كلّ خمس دقائق أو ست . تلذّ له الحياة حيناً ولا تلذّ له في بعض الأحيان.
يضحك بصخب كما لو أنه ينفّس غيظاً مكتوماً في داخله. ثم يتأسّى على المدينة التي لا يغادرها. يواصل احتدامه مثل مرجل يغلي، يمدّ يده إلى كأس النبيذ الذي يخفيه عن أعين زبائنه في مكان ما، وعيناه على الطريق كأنّه على موعد ما.
يخرج تاركاً كلّ شيء خلفه، ولا يعود إلا بعد وقت. يعود إلى نقطة البدء من جديد، في دوّامة لا تنتهي، وهو لا يغادر المدينة، كما لو أنه هو والمدينة توأمان.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟