محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 16:15
المحور:
الادب والفن
قال: أحدّق فيهم وهم في الشرفة المقابلة لشرفتنا، فلا ينظرون نحوي، لا ينظرون في عينيّ. يتصرّفون معي كما لو أنني لست موجوداً. نظراتهم مصوّبة نحو البيت. يتأمّلون حجارته، شبابيكه، وسطحه الذي نستخدمه لنشر الغسيل، وللسّمر في بعض الأحيان. يتأمّلون كلّ شيء له علاقة بالمكان. أقول لهم: انظروا إليّ. ضعوا عيونكم في عينيّ، فلا ينتبهون لي كما لو أنـني غير مرئيّ.
ينظرون إلى البيت فقط باعتباره المرئيّ الوحيد. أصيح فيهم: مكاني هنا ومكانكم ليس هنا أيها المستوطنون، فلا يكترثون. واحد منهم يكفّ عن النظر، ينشغل في تأمّل لحيته الطويلة كما لو أنّه يراها للمرة الأولى هذا النهار.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟