محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 12:44
المحور:
الادب والفن
أدخل المقهى كالمعتاد.
سور المدينة والسوق أمامي، ومدخل الجامع على يساري والطريق الصاعد إلى الحيّ الفقير على اليمين، والحجارة القديمة تثير في النفس مشاعر شتىّ عن عصور قديمة.
عند مدخل الجامع جنود يرقبون حركة السوق. ثَمّة نداءات ممطوطة وسلع رخيصة، ونساء يساومن الباعة على السلع.
وفي المقهى، أرى المرأة الأجنبيّة النحيلة الشقراء، تمدّ ساقها (كما لو أنها في البيت) من تحت الطاولة إلى حيث يجلس صديقها. تريح قدمها الملساء في حضنه، وهو يمرّر يده على القدم كما لو أنها قطّة، وصاحب المقهى يقترب منهما، يضع فنجانين من القهوة فوق الطاولة ثم يغيب.
والجنود لا يغيبون. يدخل المصلّون إلى الجامع ثم يخرجون. والمرأة لا تستردّ قدمها من حضن صديقها إلا عند الغروب. وأنا أتأمّل كلّ شيء حولي كما لو أنني هنا للمرّة الأولى، والمقهى حائر في أمره لا يدري ماذا يقول.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟