محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4915 - 2015 / 9 / 4 - 13:53
المحور:
الادب والفن
جلستُ عند صديقي في حانوته المليء بتحف شرقيّة يبيعها للسيّاح، ومجسّمات لمساجد وكنائس ومسابح من خرز وأخرى من صدف، وكوفيّات، وبلوزات عليها صور لمقدّسات دينيّة، ومنحوتات من خشب ومشاهد من المدينة مرسومة على مربّعات من خزف ونحاس. جلست وتأمّلت المارّة، وكانت السوق رطبة تحفّ بها بنايات متراصّة. والمدينة في كامل بهائها، والنساء يعبرن أسواقها للتسوّق وللتخفّف قليلاً من ضغوط الحياة.
رأيت المصلّين وهم يعبرون درب الآلام. تتقدّمهم مجموعة من حاملي المباخر وبعض آلات موسيقيّة. أصواتهم تترنّم بتراتيل شجيّة. أصغيت للتراتيل وللموسيقى التي تملأ فضاء السوق. شعرت بأنّ المدينة تغطس في حالة من خدر ونعاس، ثم رأيتها تمشي في آخر الموكب. فوجئ صديقي وهو يراني أنهض. استوقفني مستفسراً، ولم أجبه إلا بتمتمة غامضة.
اقتربت من الموكب، وأنا مصمّم على البوح لها بما يضنيني منذ سنوات. دقّقت النظر ولم أجدها هناك.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟