أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - العراق ليس سلعة معروضة للبيع!!














المزيد.....

العراق ليس سلعة معروضة للبيع!!


ضياء رحيم محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4915 - 2015 / 9 / 4 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميعنا يعرف البيع، بأنه عبارة عن عرض سلعة من قبل شخص على الآخرين بسعر محدد، وقد يكون عرض السلعة في مزاد معين، وفي هذه الحالة سيكون المشتري، هو من يدفع سعرا أعلى للسلعة المعروضة؛ تبعا لنوع السلعة المعروضة وقيمتها الزمنية والمادية.
يعد البيع عملية تبادل سلعة بالمال، وتختلف السلع المعروضة للبيع، فبعض الباعة يعرضون سلع معمرة و وأخرون يعرضون الفواكه والخضر، وسلع لها علاقة بحياتنا اليومية، وهناك كثير من السلع التي لا يمكن حصرها هنا.
لم نسمع أن شخصا أو جماعة أو جمعية أو منظمة عرضت بلادها للبيع، وحتى لو إفترضنا وجود مثل هكذا نموذج فماذا يمكن أن تشتري بثمن بيعها وطنها، ومن يقبل المال الذي جاء عن طريق بيع الوطن، ألا يعد هذا مال سحت، أو في أقل تقدير مال فيه إشكال شرعي، لأن هناك ذمة تتعلق فيه، خاصة وأنهم ليسوا وحدهم يعيشون في هذا الوطن، وبالتالي قد يكون الآخرين لا يوافقون على بيع بلدهم.
فقط في العراق نجد مثل هكذا نماذج، أحزاب وشخصيات تسارع الى بيع العراق بأبخس الأثمان، والمشترون يقفون على باب النخاسة ليستعبدوا أهل العراق ومقدساته وخيراته، والأسباب كثيرة لا حصر لها، فتارة تجد من يبيع العراق جذوره مقطوعة منذ عشرات السنين، ويرتبط ببلد أخر من خلال جنسية مُنحت له منذ أن وضع العراق وراء ظهره، وتارة تجد من يبيع العراق لأنه يعتقد بأنه أحق بأن يحكم البلد من الأخر، الذي صعد الى سدة الحكم عن طريق الإنتخابات، وبوجود دستور صّوت عليه العراقيون، وهناك من يبيع العراق لأجل أن يقال بأن دخل المزاد، وأن له صوت ليس إلا.
لكن الغالبية العظمى من العراقيين لا يريدون أن يباع وطنهم، ولديهم أسبابهم الموضوعية التي تنسف كل ما يحاك ضد بلدهم، من هذه الأسباب أنهم عاشوا وتربوا فيه، وأنه يضم رفات أولياء وأئمة وأنبياء في طول البلاد وعرضها، فذاك بيت أبينا إبراهيم عليه السلام، وذاك مرقد النبي يونس، وليس ببعيد مرقد النبي العزير، ولا ننسى مراقد الأئمة بدءاً من الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) مرورا بالإمام الحسين وأخيه العباس، والإمامين الكاظمين، وإنتهاءاُ بالإمامين العسكريين (عليهم السلام)، ولا نغفل عن مراقد الصالحين، فذاك مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني، وكذا مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان، وليس إنتهاءا بمرقد الشيخ احمد بن حنبل (رضوانه تعالى عليهم).
كما أن العراق يضم رفات مبدعين في مجالات كثيرة، بدءاُ من المتنبي وليس إنتهاءاً بالجواهري.
لا أدري ما هو السعر المعروض للبيع، وكم دفع الذي إشترى، وهل كان في مزاد علني أم ان المزاد كان في صالات مغلقة، ومع ذلك فإني اعرف أمراً واحدا، أقوله لمن باع وكذلك لمن إشترى، إن العراق ليس سلعة للبيع، وأن العراق لعنته ستصيبكما معا؛ ذلك لأنكما لستما من أهل هذا البلد، حتى وإن كنتم تحملون هويته، فهذه الأرض تسمو بأهلها وإن هي إلا أزمة سنعبرها بإذنه تعالى، أما من حاول أو يحاول أن يبيع العراق، فإن مصيره المزبلة.



#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيدر العبادي، هذا ما نريده منك!
- المحاكمة الكبرى 3/القضاء والسلطة التنفيذية
- المحاكمة الكبرى2
- المحاكمة الكبرى
- لماذا تحالف وطني جديد؟
- إنفراط عقد التحالف الغربي السعودي
- الإتفاق النووي الإيراني الدولي. ماذا بعد؟
- الحشد الشعبي والسيستاني
- الحشد الشعبي. خطر على العراق!
- المرجعية الرشيدة، بطل إستثنائي
- الحكم المركزي وصلاحيات الحكومات المحلية
- السعودية، بين الحلم واليقظة
- أوباما وذر الرماد في العيون..!
- الدعم الغبي 2
- قمة كامب ديفيد الخليجية
- الرياضة في العراق بين جيلين
- لماذا المملكة العربية السعودية وإسرائيل تعارض اتفاق نووي إير ...
- فساد الوضع وحقارة النخب الحاكمة
- السعودية والخوف من إهتزاز عرشها
- مملكة آل سعود، بين نيران واليمن


المزيد.....




- فيديو لمصافحة غريبة بين ترامب وماكرون خلال قمة غزة في مصر
- من لاجئ إلى مصمم عربي على منصّات باريس.. تعرف على قصة معاناة ...
- -هذه هي بداية النهاية لنتنياهو- - الإندبندنت
- مقتل ستة فلسطينيين في غزة بـ-نيران الجيش الإسرائيلي-، والجيش ...
- إيطاليا.. مقتل ثلاثة رجال شرطة في انفجار أثناء إخلاء منزل
- القضاء الإيراني يصدر أحكاما بالسجن المطول بحق فرنسيين اثنين ...
- كيف تقوم إسرائيل بالتعرف على هوية الجثث التي تسلمها إليها حم ...
- المغرب.. حركة -جيل زد 212- تعتزم استئناف احتجاجاتها السبت ال ...
- القضاء الإيراني يصدر حكما بسجن فرنسيين اثنين بتهمة التجسس
- هل تحققت وعود زيادة المساعدات وتسليمها لسكان قطاع غزة الجائع ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - العراق ليس سلعة معروضة للبيع!!