أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - ترنح اسهم الدين في البورصة السياسية














المزيد.....

ترنح اسهم الدين في البورصة السياسية


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4896 - 2015 / 8 / 14 - 15:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان يكفي ان يمر رجل دين، بعمامة سوداء، من اي زقاق، حتى يتسابق الصبية على تقبيل يديه.. وتطل النسوة من الشبابيك مبهورة، كانها تنظر في مصباح كهربائي.. بل احيانا هنالك من يصيح بين الفينة والاخرى "صلوا على محمد وال محمد"..
كان ذلك في العام 2003، بعيد سقوط النظام الديكتاتوري السابق، حين كانت العمامة السوداء تمثل القوة السياسية الضاربة، الزاحفة نحو السلطة....

في ذلك الزمن كان من الصعب ان تقنع المواطن البسيط ان حكم رجال الدين، اذا استلهمنا التجارب التاريخية السابقة، لا يعني سوى السرقات والفساد الاداري وانهيار مؤسسات الدولة، وضعف الاقتصاد، واهمال النظام التعليمي، وهيمنة مافيات عشائرية وعائلية على ثروات البلد..
دائما كان يقال لنا بانكم علمانيون كفرة، معادين للقيم وللدين.

في تلك الاجواء... عندما اصرت المرجعية الدينية على اجراء الانتخابات في العام 2005 كانت تعي بصورة جيدة حجم التاييد الجماهيري الذي تتمتع به في مجتمع خارج للتو من قمع اسوء نظام بوليسي في تاريخ العراق الحديث...

ومرت السنوات الاولى على حكم رجال الدين في المنطقة الخضراء وكانهم نقلوا مكان الجنة من الاخرة البعيدة، الى الحياة الدنيا... فاسعار النفط في اوجها، والثروات تنزل كما المن والسلوى على اسطح قصورهم الجديدة، ومجاميع الشعب تصلي وتدعوا لهم بالمزيد من البركات....

الا ان المعروف عن رجال الدين في كل التجارب التاريخية التي وصلوا فيها للسلطة، انهم يركزون مفاتيح الحكم بيد الاقطاع والعوائل المتنفذة، ويصبح المعيار الاساسي في تعيين المناصب هو الانحدار العشائري، والمافيوي الديني، بدلا من الكفاءة الادارية والعلمية، ليس في المناصب الحساسة فقط، بل حتى على مستوى الادارات المحلية...

واضعاف مؤسسات الدولة بهذا الشكل المريع، لصالح هذه المافيات، يؤدي الى ضعف الرقابة على الفساد الاداري، وشيوع ثقافة الاختلاس من جهة، واهمال الجوانب الخدمية التي تهم المواطن من جهة اخرى...

وهذا ما ظهر جليا في السنين التي تلت وصولهم للحكم....

المعروف ان رجال الدين لا يمتلكون برنامجا واضحا لادارة ملفات البلاد، فالاقتصاد، وهو عملية حيوية ومعقدة، تتدارس البلدان لها برنامجا معد سلفا، ويحتاج لكفاءات علمية متمرسة لتقرير سلم اولوياته بما يتناسب مع طبيعة البلد وثرواته.. بالتاكيد سوف يشهد الانهيار في ظل سلطة رجال الدين.

مثلا في بلد فيه وفرة مائية مثل العراق، هل تعتمد سياسة الدولة توضيف الايدي العاملة في الزراعة، وتمنح هذا القطاع اولوية في الموازنه مثل انشاء السدود والاهتمام بالنقل الداخلي وتعبيد الطرق ومد سكك الحديد في المناطق القريبة من الارياف، من اجل تسهيل نقل المنتوج الى المدن.. ام تعتمد سياسة نقل الاهتمام للتصنيع وتشجيع الايدي العاملة على الهجرة للمدن وبناء صناعة وطنية رعم ان ذلك يترك اثرا سلبيا على الزراعة؟؟؟

وتحديد سلم الاولويات في الاقتصاد، في هذه المسائل يحتاج اولا الى برنامج مدروس من قبل القوى السياسية قبل ان تستلم السلطة لكي تباشر بتنفيذه بخطط تمتد لعشرات السنين، وتحتاج ثانيا لكفاءات علمية متمرسة لتقرير الخطوات بما يتوفر من امكانيات وما تحيط بالبلد من ضروف..

فكيف لا يمرض الاقتصاد، وينهار بالتدريج اذا انتبهنا الى ان ليس هنالك فكر اقتصادي واضح ومدروس عند رجال الدين اساسا، وليست هنالك كفاءات تستلم المناصب المتحكمة بشكل الاقتصاد، لان المناصب هذه وزعت على اساس الانتماء العشائري والمافيوي الديني.

لهذا السبب ولاسباب اخرى بعيدة عن متناول هذا الحيز، فقد بدات سيئات حكم رجال الدين تظهر مع استمرار بقائهم في السلطة...

ومباشرة بعد الدورة الانتخابية الاولى، بدات الاحزاب الدينية بالتخلي عن الكثير من الشعارات الدينية وتبني شعارات اليسار والعلمانيين من اجل الحصول على اصوات انتخابية مثل تبني شعار كـ "دولة القانون" و "المواطن" الخ وهذا دليل على هبوط اسهم الشعارات الدينية في بورصة الانتخابات..

تطور الامر بعد سنين الى خروج مظاهرات خجولة تزامنا مع ما اطلق عليه بالربيع العربي.. اوائل عام 2011م وكانت بدايات التذمر وخروج المواطن الى الشارع، لكن كان بالامكان قمعها انذاك..

اما الان فقد ازداد الوعي الجماهير بحقيقة حكم هذه المافيات، فكان شعار "باسم الدين باكونا الحرامية" بمثابة جرس انذار تحسسته المرجعية جيدا قبل غيرها، وامرت رجالها في المنطقة الخضراء بالامتثال، واول المنسحبين من العملية السياسية وهو اشرسهم واكثرهم انانية في القتال على المنصب، السيد نوري المالكي، بارك هو شخصيا وكتلته عملية تطهير منصبه منه! هلعا.

اي ان استمرار حكم رجال الدين هو افضل وسيلة لرفع مستوى الوعي الجماهيري، وهو افضل بكثير من التنظير، لان الشعوب تحب ان تخوض تجاربها بصورة عملية...

وكلما استمرت الحكومات باستخدام شعار الدين، كلما ارتفع مستوى الوعي، وظلت الاحزاب الدينية تستنزف المزيد من اسعار اسهمها في البورصة السياسية.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبادي... اصلاحات ام التفاف حول مطاليب المتظاهرين
- العنصرية بين الشعبين.. التركي والاسرائيلي
- تركيا وخياط الفتق من دون خيوط
- عام المالكي الكئيب
- الغرقى العراقيون في التايتانيك
- الشتاء للنازحين... اقسى من هجوم داعش
- مدى الواقعية في المطالبة باقليم للتركمان في العراق...
- الجعفري في تركيا... اسمع كلامك اصدقك...
- الشرق الاوسط... داعشي وان لم ينتمي
- داعش في بغداد.. للتغطية على كوباني
- كوباني تكشف اسرار داعش
- اللعبة الامريكية القذرة في كوباني
- نائب لا ضرورة له.. لمنصب لا صلاحيات له
- ابوبكر البغدادي.. هل هو المهدي المنتظر؟ سؤال للشيخ جلال الدي ...
- تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة
- الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة
- كش مالكي
- هل انتحرت داعش بدخول سنجار
- دخول داعش.. الفاتيكان تعلم والمالكي تفاجأ!
- اسرائيل واستقلال كردستان


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - ترنح اسهم الدين في البورصة السياسية