أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة














المزيد.....

تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 18:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زرقة الماء المائلة للاخضرار، وبضع اغصان محترقة، حاضرة في اغلب كليبات تحرير سد الموصل، هي التي اشاعت روح الامان لدى لمواطن العراقي، وهو يتابع بتوتر وريبة اخر اخبار المعارك الدائرة ضد مسلحي داعش.

الجيش في جبهات، والبيشمركة في اخرى، يستنشقون الدخان وتراب السواتر لاستعادة الارض، ولا يهم المواطن من يحرر اين، فكل شبر يتقدم به الجيش هو نصر، وكل تلة يرفع عليها البيشمركة لواءه هو انتصار للانسانية.

لكن الذي حدث مؤخرا، عندما اطلقت مجموعة من قوات سوات التابعة لادارة السيد المالكي شريطا مصورا في مكان ما عند بحيرة السد، بعد يومين من تحريرها، يظهر فيه احد منتسبي هذه "الفرقة الذهبية"، بملابس تبدو مكوية على عجل، ووجه ممتلئ "شابع نوم" ليقول "نحن حررنا السد وسلمناه للبيشمركة"، تقاطيعه التي حاولت ان ترسم مسحة من الامتعاض وضحت عمق المأساة التي يعيشها الكثير من العراقيين في احرج فترة من تاريخ هذا البلد.

ففي اليوم التالي ثارت زوبعة من الجدل والنقاس، ثم التراشق بالتهم بين مناصري الفريقين (الجيش من جهة والبيشمركة من اخرى) وكانهم لا يقدرون حجم الخطر الحقيقي الذي يهدد حواضر العراق على ايدي هذه المخلوقات الصحراوية المنفلتة من الجحور.

مناصرو السيد المالكي ينفون دخول البيشمركة في المعارك، كحلقة من مسلسل التشفي من القوات الكردستانية اثر انسحابها من سنجار، وينسبون النصر لقوات سوات التي ليس لها طريق بري لنقل الاتها العسكرية اللازمة اصلا للقتال الضاري على السد. والكرد يتهمون المالكي بمحاولة سرقة دماء شهداء البيشمركة وخلق انتصارات وهمية للتغطية على الفشل العسكري التاريخي الذي ختم المالكي به عهده في العراق. دون التفات الاخوة لحاجة المالكي ومناصريه لمثل هذه الجرعات الاعلامية.

ورغم ان الحرب على داعش اخذت ابعادا اكثر سعة على صعيد العالم، اذ اعترف المجتمع الدولي بان هذا التنظيم الارهابي هو تهديد للانسانية جمعاء وليس للعراقيين فقط، الا ان البعض من المترفين، العراقيين، بدوا وكانهم يتابعون مباراة "ريال مدريد وبارسلونا" وليست معارك وجود مصيرية امام قوى ظلامية، مما يكشف عن حقيقة التردي الروحي التي يعيشها الكثير من العراقيين للاسف.

وللاسف الاشد، فان الامر لم ينتهي عند مجاميع من المترفين في مواقع التواصل الاجتماعي، بل تعداه الى مسؤولين في الجيش والحكومة، واصداءهم من الاعلاميين المرتبطين، فمن المفترض ان هؤلاء يمتلكون بعد نظر اوسع وثقافة اقل ما فيها هو الاحساس بجسامة الخطر الذي يعيشه العراقيون اليوم. لكن تبين بانهم يحملون نفس العقلية غير الناضجة، ويفتقدون لادنى فكرة عن ستراتيجيات الحروب، ولا يقيمون المواقف الحرجة حق قيمتها.

لو قدر لافراد داعش البقاء فترة اطول عند بوابات السد لازدادت مخاطر تفجيره واغراق الالاف من القرى والبلدات واتلاف الاطنان من المحاصيل الزراعية وتشريد الملايين من البشر ولاعتبرت كارثة قد لا تقل عن انفجار تشرنوبيل، كما وصفها احد المتخصصين. لو قدر لداعش البقاء عند بوابات السد لاعتبر التهديد بتفجيره ورقة ضغط وابتزاز بوجه الحكومة العراقية، وقد تضطر الحكومة لتقديم تنازلات وخسائر اخرى قد لا تقل جسامة، اما اجلاء داعش عن السد بسلام فهو مكسب ستراتيجي للحكومة العراقية، ليس لانه انتزع هذه الورقة من يد التنظيمات الارهابية فقط، وليس لدرء الخطر عن مدن حوض دجلة من الفيضان ايضا، بل لانها مناسبة يمكن استغلالها لتعزيز الثقة والتعاون بين فصائل القوات المسلحة، والتذكير بالمصير والخندق المشترك الرابط بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة، وامكانية دمج القوى العسكرية الاخرى خدمة للعراقيين جميعا.

للعالم، من اجل انقاذ حياة الابرياء ووقف مسلسل المجازر بحق المدنيين لا يهم من حرر البحيرة والسد، من يحرر جلولاء وامرلي، من يعيد سنجار والفلوجة، من يدافع عن بغداد واربيل، المهم ابعاد شبح المزيد من الكوارث الانسانية وعدم تكرارها في مدن اخرى.

المهم للعراقيين وهم على اعتاب تغيير حكومي ان يتجاوزا اخفاقات السنوات الثمان الاخيرة، سنوات حكم السيد المالكي وما خلفته من تزايد روح الطائفية بابشع صورها، وروح التخندق القومي الشوفيني التي لم تكن مسبوقة من قبل، ووصول المرتشين والفاسدين الى سدة الحكم بدل الكفوئين، وهذا ما قاد العراق الى اكبر خراب ودمار يصبة منذ تاسيسة في سنة 1921 الى اليوم.

ادعوا الاخوة الذين يفضلون انتمائاتهم الطائفية والعرقية على انسانيتهم، خصوصا اولئك الذين حاولوا سرقة دماء شهداء البيشمركة، التي سالت على شواطئها، ان يطهروا ارواحهم بمياة بحيرة سد الموصل العذبة، وينسوا مناكفات سني المالكي البائدة

حسين القطبي



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة
- كش مالكي
- هل انتحرت داعش بدخول سنجار
- دخول داعش.. الفاتيكان تعلم والمالكي تفاجأ!
- اسرائيل واستقلال كردستان
- المالكي.. تهديد خجول لاربيل
- جريمة البارزاني
- جلسة البرلمان.. فاصل ونعود
- الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة
- من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن ...
- داعش... هل تستطيع البقاء في الموصل؟
- كردستان دولة عظمى في المنطقة!؟
- لماذا تفشل الحكومة العراقية في محاربة الارهاب؟
- الا الحرم الجامعي
- سامراء.. داعش قوية ام حكومة ضعيفة؟
- حول سرقة النفط... ملاحظات لم يتطرق لها الاعلام
- الاكراد يبدأون بسرقة النفط
- خيار الجماهير العراقية في الميزان
- المرحلة الثانية من ماراثون الوصول للسلطة
- الناخب الغلبان بين مطرقة داعش وسندان ايران


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة