أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - هل انتحرت داعش بدخول سنجار














المزيد.....

هل انتحرت داعش بدخول سنجار


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4536 - 2014 / 8 / 7 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سنجار هي اول مدينة غير عربية وغير مسلمة يدخلها مقاتلو داعش منذ نشأة هذا التنظيم الارهابي في اكتوبر 2006، وهذه الواقعة غير المسبوقة تعني ان المنظمة بدأت بالاعتماد على قدراتها العسكرية المجردة، وليس فقط بالاستناد على حواضنها وخلاياها النائمة.

ما دفع داعش لتغيير ستراتيجيتها بهذا الشكل الراديكالي هو الغرور الذي اصاب قادتها بعد ان وجدت نفسها "القوة التي لا تقهر"، اذ حققت نجاحات لم تكن تتوقعها سواء في سوريا او في العراق.

لكن التغيير الذي حصل في سير الاحداث، بعد دخولها المدينة الايزدية، قلب كل المعادلات والتوافقات الشفوية التي كانت تحكم الموقف العسكري في نينوى والمناطق القريبة. فهل كانت سنجار هي الفخ الذي نصبته داعش بنفسها، لنفسها؟

ربما كان انسحاب الجيش العراقي امام التنظيم في المحافظات الشمالية والغربية، والغنائم العسكرية التي حصلوا عليها، قد قادهم الى الشعور بالعظمة، وساد بينهم الاعتقاد بانهم قادرون على احتلال اربيل وبغداد وصاروا يتحدثون عن دخول طهران بنفس الطريقة التي دخلوا فيها مدينة الموصل.

وخطأ تقديرات داعش انها لم تقرأ الوضع السياسي الذي يمر به العراق اليوم، فالاحتراب السياسي من اجل الفوز بكرسي رئاسة الوزراء يحتدم في المنطقة الخضراء مما ترك الجيش وتأمين المحافظات الشمالية خارج اولويات القيادات العراقية.

فالقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية والامن الوطني منشغل بمساومات جانبية مع البرلمانيين من اجل تأمين الولاية الثالثة، وهي عملية طويلة تستنزف وقت القيادة العراقية وقدراتها وتركيزها، ابتدأت منذ اعلان نتائج الانتخابات في التاسع عشر من مايس الى هذه الساعة.

هذا الوضع الاستثنائي وتراجع الاهتمام الامني الذي تعيشه بغداد هو الذي وفر هذه الامكانية لتنظيم داعش لهذا الدخول السهل والسلس في المحافظات الشمالية والغربية، وليس بسبب قوة التنظيم الذاتية، ويبدو ان هذه هي الحقيقة التي غابت عن امراء التنظيم ودفعتهم للتمادي والتفكير بدخول مدن غريبة ليس لهم فيها حواضن.

دخول سنجار ايقظ القوة الكردية المعطلة، وفعلها، وجعل الدواعش في مواجهة مباشرة وشاملة لاول مرة مع قوات البيشمركة، فلم تدوم سيطرتهم على المدينة اكثر من 24 ساعة، اذ بعد دخولها المباغت في يوم الاحد (3 اب)، خرجت تحت حمم النار التي طوقتها في اليوم التالي، الاثنين (4 اب)، وعادت البلدات والقرى المجاورة، بالتدريج، تحت سيطرة البيشمركة من جديد.

والامر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد دفعت مخلفات مغامرة سنجار الى تقارب لم يكن ليحدث بين اربيل وبغداد، مما اسفر عن تعاون عسكري بين الطرفين، اشبه بحلف شفوي جديد، توج بالهجوم على الموصل ودخول البيشمركة لاحياء من الجانب الايسر، مسنودا بطلعات جوية عراقية، تمهيدا لطرد مقاتلي التنظيم من اكبر مدينة تمكنوا من دخولها الى الان.

ويبدو ان محاولات التنظيم استعادة توازنه عن طريق شن هجمات على مناطق اخرى لاشغال البيشمركة بعيدا عن المدينة، في الكوير وحول سد الموصل، قد انتهت الى الفشل، وحتى الدعم الاعلامي الذي حصلت عليه مثل نشر اخبار غير صحيحة عن دخولها الى الحمدانية وتلكيف، واحتلالها لقضاء مخمور، ثم وصولها الى مطار اربيل لم ينقذ الانهيار المعنوي والعسكري الذي لحق بالتنظيم.

فهل كان دخول سنجار هو الفخ الذي نصبته داعش لنفسها، وانتحرت فيه؟ هذا ما تشير له الاحداث، وربما ستوضحه الاسابيع القادمة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دخول داعش.. الفاتيكان تعلم والمالكي تفاجأ!
- اسرائيل واستقلال كردستان
- المالكي.. تهديد خجول لاربيل
- جريمة البارزاني
- جلسة البرلمان.. فاصل ونعود
- الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة
- من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن ...
- داعش... هل تستطيع البقاء في الموصل؟
- كردستان دولة عظمى في المنطقة!؟
- لماذا تفشل الحكومة العراقية في محاربة الارهاب؟
- الا الحرم الجامعي
- سامراء.. داعش قوية ام حكومة ضعيفة؟
- حول سرقة النفط... ملاحظات لم يتطرق لها الاعلام
- الاكراد يبدأون بسرقة النفط
- خيار الجماهير العراقية في الميزان
- المرحلة الثانية من ماراثون الوصول للسلطة
- الناخب الغلبان بين مطرقة داعش وسندان ايران
- شعدنه غير ابو سريوه!!!؟؟؟
- قطع رواتب الاقليم.. من هو المتضرر الحقيقي؟
- ان سرقت اسرق سوبر موشاك.. فضيحة جديدة في صفقات التسلح العراق ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - هل انتحرت داعش بدخول سنجار