أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة














المزيد.....

الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 18:33
المحور: القضية الكردية
    


بعد ان تركت القوات العراقية مواقعها سارعت ميليشيات داعش الى دخول ناحيتي السعدية وجلولاء، قبل غيرها، والسبب هو ان الاكثرية في هاتين البلدتين هم من الكرد الفيلية "شيعة"، والهدف هو قتل اكبر عدد ممكن من السكان، باسرع وقت، وترويع ابناء النواحي والقرى الكردية الشيعية المجاورة.
وليت امر القوات المسلحة انتهى عند انسحابها واخلاء هذه القصبات، فعندما توجهت طلائع البيشمركة لانقاذ السكان في السعدية، عادت القوات العراقية الحكومية هذه الى قصف قوات البيشمركة، التي تعرضت حينها لحرب على جبهتين هما داعش، ومؤازرها الجيش العراقي.
الا ان اصداء هذه الجريمة لم تصل لاسماع الاعلام الحكومي، او تعمد اخفائها عن قصد، لان ذلك لا يتماشى مع الحملة الاعلامية الرسمية المعادية للكرد، وتجريمهم، وتخوينهم، ومن شأن انتشار الخبر كهذا ان يفتح اعين المواطنين العراقيين، وخصوصا الشيعة، على الحقيقة المرة.
اضطرت قوات البيشمركة، التي لم تكن بالعدد الكافي حينها لمواجهة الفريقين معا، ولم تكن الكفة متوازنة فاضطرت الى التراجع، بعد ذلك توقف القصف الحكومي على السعدية اذ دخلتها ميليشيات داعش وتحصنت في بيوتها، كل ذلك صعب من مهمة عودة البيشمركة لها، وفي هذه الاثناء كانت تدور رحى معارك اخرى في احياء جلولاء المجاورة، بين داعش وقوات البيشمركة.
واستهداف الكرد الفيلية في ديالى ليس جديدا على الميليشيات المتطرفة، فكانت مندلي وقراها مسرحا لعمليات اجرامية وتطهير عرقي تمتد الى عهد النظام البعثي السابق، وماتزال مستمرة الى هذا اليوم، مما ادى الى افراغها من السكان تقريبا، في حملة تطهير عرقي صامتة.
ومنذ العام 2003 الى اليوم تتعمد الحكومة المركزية في بغداد اخلاء هذه المناطق من القوى الامنية، كما تمنع تنفيذ المادة 140 فيها من اجل ابعاد البيشمركة عن حمايتها ايضا، مما سمح للعصابات والميليشيات التكفيرية ان ترتكب المجازر في ما تبقى من السكان فيها.
ولعل من اقسى الجرائم العرقية هو ما وقع في قرية "حميد شفي" الخالية تماما من اية حماية عسكرية، في العام 2007 حيث دخلتها ميليشيا مجهولة واعتقلت السكان، ثم صفت الرجال، واطلقت النار عليهم امام مرأى اطفالهم ونسائهم وغادروا القرية دون ان تكلف الحكومة العراقية نفسها حتى عناء التحقيق بعد الحادث.
لهذا السبب فليس من الوارد مطالبة القوات الحكومية هذه بحماية المناطق الكردية الفيلية في ديالى، لانها "الحكومة" كانت ومنذ سقوط النظام الفاشي السابق مشاركة بصورة غير مباشرة في هذه الاعمال اللاانسانية عن طريق افراغها من القوى الامنية، ومنع تشكيل وحدات حماية من اهل المناطق، ثم ابعاد البيشمركة عنها بحجج وحدة الاراضي العراقية.
ولا يفهم من تواطئ الحكومة العراقية في مندلى، جلولاء والسعدية وغيرها من المدن الا من اجل اجلاء السكان الكرد من هذه المناطق، وافراغها، تحسبا لاي احصاء سكاني او استفتاء يتم عبر المادة 140 فيما لو قدر لها ان تنفذ.
الحكومة من جهة، والميليشيات من الجهة المقابلة، تطبقان فكي الجريمة على السكان في منطقة الكرد الفيلية، دون حساب لأية مشاعر انسانية، يستغلون افضع الطرق الاجرامية واكثرها بربرية من اجل القضاء على السكان بغية تغيير طابعها الديموغرافي. ولم يسلم منها سوى مدينة خانقين وبعض القرى المحيطة بها لانها كانت ومنذ سقوط النظام السابق تحت حماية قوات البيشمركة.
والطرفان، الحكومة، ترفع تبريرات دينية طائفية لتغطية قصورها، والميليشيات، ترفع شعارات دينية طائفية لتبرير جرائمها.
والواجب الانساني يحتم على قوات البيشمركة حماية ارواح السكان، فهي الوحيدة التي لا تستخدم الغطاء الديني، وانما تتحرك بدوافع انسانية مثل ما عملت بالضبط على حماية ارواح ابناء الطوائف الشبكية والايزدية والمسيحيين في سهل نينوى، فان عليها واجبا انسانيا اخر، وهو حماية ارواح المدنيين من الكرد الفيلية في شرق محافظة ديالى، في السعدية، جلولاء، مندلى، من هجوم برابرة داعش، وكذلك في قضاء بدرة من تهديدات ميليشيات عصائب اهل الحق وتهور اتباع قيس الخزعلي.
الخلود لكل قطرة دم ينزفها اي بيشمركة شهم دفاعا عن ارواح المدنيين، في اية بقعة معفرة بالطيب، من مناطق اضعف من خلق الله على الارض. وهؤلاء الضعفاء من المدنيين العزل لا يجدون امامهم من سبيل للحياة سوى تعاون الاحزاب والمنظمات الكردية الفيلية، وايصال صوتها الضعيف، من اجل وصول ابطال البيشمركة فقط.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن ...
- داعش... هل تستطيع البقاء في الموصل؟
- كردستان دولة عظمى في المنطقة!؟
- لماذا تفشل الحكومة العراقية في محاربة الارهاب؟
- الا الحرم الجامعي
- سامراء.. داعش قوية ام حكومة ضعيفة؟
- حول سرقة النفط... ملاحظات لم يتطرق لها الاعلام
- الاكراد يبدأون بسرقة النفط
- خيار الجماهير العراقية في الميزان
- المرحلة الثانية من ماراثون الوصول للسلطة
- الناخب الغلبان بين مطرقة داعش وسندان ايران
- شعدنه غير ابو سريوه!!!؟؟؟
- قطع رواتب الاقليم.. من هو المتضرر الحقيقي؟
- ان سرقت اسرق سوبر موشاك.. فضيحة جديدة في صفقات التسلح العراق ...
- داعش الدجاجة التي تبيض ذهبا
- محافظة للكرد الفيلية، بحاجة لتوقيع لينين
- مولد بلا حمص
- الخطوة التالية.. كبش فداء شيعي
- الارهاب اندحر الى غير رجعة
- الطائفية، حاضنة فكرية للارهاب


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة