أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين القطبي - الطائفية، حاضنة فكرية للارهاب














المزيد.....

الطائفية، حاضنة فكرية للارهاب


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 15:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اعجب من بعض المحللين الذين يشيعون ان لا مشاعر طائفية لدى الشعب العراقي، ثم يتهمون المالكي بانه يلعب على الوتر الطائفي من اجل تحقيق مكاسب انتخابية!!

اي لا اعرف كيف يفسرون ان الطائفي، الذي يستغل "النفور والتضاد بين عناصر المجتمع العراقي" يحصد اكثر الاصوات ويستحوذ على الاغلبية الانتخابية، ثم يعارضون ان تكون هذه الاغلبية من الجمهور تتحرك سياسيا، وتفكر، على اساس من المشاعر الطائفية؟

اي انهم يثبتون وجود ما ينفون وجوده، اما لحسن نية، او تخوفا من هجوم وتسقيط الشعاراتيين والمزايدين بالوطنية.

وبنفس الدرجة من الغرابة، اجد من يقف في الخندق المقابل، فمع نفي تفشي المشاعر الطائفية، يجدون ان الاحداث التي تشل محافظة الانبار ، وتتستنفر الدولة الان، هي بتحريك من "قوى طائفية"،

ربما يعتقد هؤلاء المثاليين ان انكار الحقائق وتناسيها، مهما كانت واضحة للعيان، هي افضل طريقة لحل المشاكل، وانا اعتقد ان هؤلاء الاخوة يمارسون عملية ايهام الذات، وخداع النفس، وهم لم يفشلوا في علاج هذه الظاهرة المستفحلة، "الطائفية" فقط، بل ساهموا دون دراية بترسيخها وتجذيرها اكثر في العقل الجمعي للمجتمع العراقي، وهم اشبه بمريض ينكر انه يعاني من القروح فقط من اجل ان لا يحس الالم..

قد ترى بين هؤلاء الاخوة من يعتقد ان العالم لا يعدو سوى فكرة تمر في مخيلته، ولذلك فبامكانه تغيير ملامح الكون من خلال التخيل، والتوهيم الذاتي، ورسم صور منمقة للاشياء، تحاكيها ولكن بنهايات سعيدة. وهذا التصور ربما يعزى الى تركيبة سايكولوجية خاصة تميز الفرد بذاته، قد تساهم في تخفيف حدة التوتر النفسي، ولكنها بالتاكيد ليست الدواء الناجح للامراض الاجتماعية كما يتصورون.

الاكثر خطورة هو ان هذه الديماغوجية التي يمارسها الاعلامي ضد الذات، ويعممها على المتلقين، تصبح فكرة اجتماعية سائدة، لما تحضى به وسائل الاعلام الحديثة من سطوة على العقل الجمعي اليوم، فيصاب المجتمع بمرض المثالية، والتوهم بامكانية تغيير الظواهر السلبية بمجرد ان نتخيل عدم وجودها، ونوهم انفسنا باننا بعيدين عنها.

وقد كان لموقف هؤلاء الرهط من الكتاب والمحللين تداعيات سلبية على عملية تشخيص الداء الاجتماعي المتفشي هذا، فقد تسللت الحمى، تحت غطاء انكار وجودها، الى نظام المحاصصة الادارية، ثم الى الدستور، حتى ترسخت في لاوعي المواطن العراقي، واليوم تعد هي المحرك الاساسي للصراعات الداخلية.

وبالعودة لاحداث الانبار، فان القتال الدائر هنا هو نتيجة منطقية لحالة الشد التي لم تسترخ منذ سقوط النظام الديكتاتوري الى الان. ولو كانت النخب السياسية في العراق قد وعت خطورة التخندق الطائفي هذا في العام 2003 لتجنب العراقيون اليوم هذه الاحداث
المأساوية.الا ان الحكومات العراقية التي تعاقبت، كانت تتتبع سياسة ترحيل الازمات، وتأجيل الحلول للمشاكل العالقة انذاك، ففوجئنا اليوم بتحول ماكان انذاك "ازمات"، الى "مشاكل" الان، تهدد النسيج الاجتماعي العراقي،

فابتداءا من دولة السيد ابراهيم الجعفري الى اليوم، لم تقدم الدوائر المعنية اية مبادرة، ولم تتقدم باي حل، او اي تطوير على النظام الاداري العراقي، من حدود الاقضية والنواحي، وعائدية القرى اداريا، وصولا الى تبني النظام الفيدرالي، وهذا ما سمح بتمرير دستور "حمال اوجه" غير واضح المعالم.

وما تزال الحكومة تكرر، بعد كل هذه الدروس، سيناريو واحد اثبت فشله، وهو الحل العسكري، وتنكر دور الحواضن الفكرية، ومازال الاعلاميون الحكوميون يتباهون بفيديوهات القصف الجوي على مراكز الارهابيين، واعترافات من يسقط منهم في قبضة العسكر، ويجدون هذا التخدير افضل من الاعتراف بالمشكلة الحقيقية.

سياسة ترحيل الازمات ماتزال "خيار" الحكومة في مواجهة مشاكل المجتمع العراقي، والخوف من نظام اداري جديد متطور هو الهاجس الاول لاعلاميي السلطة، وانكار الحقائق من اجل التوهم بعدم وجودها يسيطر على فكر بعض المثقفين، تماما كما كان الوضع عليه في يوم سقوط النظام الديكتاتوري، فاذا كانت تبعات هذه السياسة، التي بدأت مع بداية الحقبة البريمرية هو ما نحصده اليوم، فماذا سيحصد ابناء العراقيين بعد عشر سنوات من انتهاء الحقبة المالكية؟

الانواء السياسية تشير الى ان الغيوم الحمراء المحملة بالمطر ما تزال تلبد الاجواء، وان رشقات الدم لن تنقطع، وذلك بسبب المنخفض الطائفي الذي يمر فوق المنطقة، ومازال الاخوة ألمثاليون يرفضون رفع المظلات، او حتى الحديث عن الجو.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين فيروز وحسن نصرالله
- بوشار الاسد .. فرقعة شعارات
- فتوى الكنيسة: الشيوعية كفر والحاد
- غازات سامة ليس لها صاحب
- السوريون بانتظار رامبو
- عيد اسود على الاخوة في المنطقة الخضراء
- هل اصوم من اجل ارضاء الاصدقاء؟
- ملعب الشعب وتصدير الكهرباء
- سوات وجه المالكي
- قراءة في تهديدات السيد الشهرستاني لاسرائيل
- المالكي واجواء حرب الكويت
- للاردن.. نفط وفوقه بوسه!
- لا للحرب في كردستان
- عبد الامير الزيدي هو رجل المرحلة
- اللطم مقابل الغذاء
- -صفعات- الاسلحة واعادة العسكرة الى اين تقود العراق؟
- صفقة الاسلحة الروسية.. ثمن رأس بشار الاسد
- امسية شعرية في المركز الثقافي العراقي في لندن
- اللعب بالشبك.. ستراتيجية المالكي لمجابهة الارهاب
- المالكي وتوريط موريتانيا!


المزيد.....




- أفعى برأسين تزحف في اتجاهين متعاكسين.. شاهد لمن الغلبة
- بعد توقيع اتفاق المعادن مع كييف.. ماذا قال نائب ترامب عن نها ...
- تساقط الثلوج يسجل رقما قياسيا في موسكو خلال شهر مايو
- دبي.. منصة -تلغرام- تنظم عرضا مميزا للطائرات المسيرة
- قبرص.. انهيار هيكل معدني ضخم خلال مهرجان للطيران
- مسيرات روسية تستهدف موقعا أوكرانيا في مقاطعة خاركوف
- فولغوغراد.. سائق سكوتر يتعرض لحادث مروع
- أول رحلة ركاب روسية لمطار سوخوم الأبخازي بعد عقود من التوقف ...
- الرئاسة السورية تعلق على القصف الإسرائيلي لمحيط القصر الرئاس ...
- هجوم على قافلة أسطول الحرية في مالطا قبل توجهها إلى غزة واته ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين القطبي - الطائفية، حاضنة فكرية للارهاب