أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - صفقة الاسلحة الروسية.. ثمن رأس بشار الاسد














المزيد.....

صفقة الاسلحة الروسية.. ثمن رأس بشار الاسد


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تياران في الاسلام السياسي يقودان الشرق الاوسط، اليوم، في مواجهة طائفية، بين قوى سنية صاعدة في مصر، ليبيا، تونس بالاضافة الى تركيا والخليج، يقابلها محور شيعي متراص تمثله ايران، العراق وسوريا، وكيانات سياسية ممتدة في دول اخرى.

هذا الانقسام الجديد هو انعكاس لشكل الحراك الدائر بين المحورين العالميين، الغرب من جهة يتمثل بالولايات المتحدة ومن خلفها الحلفاء، يدعم مجموعة الدول السنية، والشرق من الجهة المقابلة تمثله روسيا ومن خلفها الصين، كوريا الشمالية وايران، ويراهن على المحور الشيعي.

ساحة الصراع الساخنة بين المحورين اليوم، شرق اوسطيا، هي سوريا، كونها قلعة ستراتيجية هامة بسبب امتداداتها على الساحتين اللبنانية والفلسطينية. ونتيجة الصراع الدامي في سوريا ستحدد وجهة البلد المستقبلية، البقاء ضمن المحور الشرقي، في حالة بقاء الاسد، او الانتقال نحو المعسكر الغربي في حالة انتصار المعارضة. لذلك فشروط تقديم المساعدات لاي من الطرفين تدخل فيها حسابات معقدة، ومساومات طويلة النفس بين الفريقين.

الغرب الذي يراهن على عامل الزمن، يتحرك بحذر، يسجل نقاط في بلد، ويساوم بتقديم تنازلات في بلدان اخرى، كثمن لاقصاء النفوذ الروسي، والانفراد بالمنطقة، كاسواق، وكمصادر للطاقة، بينما يتشدد الروس بانتظار المزيد من التنازلات والصفقات بما يوازي ثمن خساراتها في العراق 2003م، وخسارتها سوريا اليوم، في حالة سقوط نظام الاسد، وفي ايران مستقبلا، وهذا احتمال وارد.

واذ يحقق الامريكان تقدما ملموسا على الساحة السورية المضطربة منذ اشهر، فان ساحة المساومة، وطاولتهم لكشف الاوراق اليوم هي العراق، فهذا البلد الذي يضم اكبر سفارة امريكية في المنطقة، ويعتبر بمجمله قاعدة امريكية متقدمه في المنطقة، لدية من الامكانات الكثير مما يقدمه للروس، سواء بصورة مباشرة، في موسكو، او بصورة غير مباشرة لحليفتها الستراتيجية في الشرق "ايران"، دون ان يعني ذلك خسارة كبيرة للامريكان انفسهم.

عراقيا، كل خطوة محسوبة بثمن، وكل ما يجري على الساحة السياسية هو جزء من عملية التفاوض الطويلة النفس، بين الفريقين، الغرب والشرق، حول تقاسم مناطق النفوذ في العالم، او في الشرق الاوسط على وجه التحديد.

لذا فان الحماية التي وفرتها القوات الامريكية لقوى التيار السياسي الاسلامي "الشيعي"، المتحالفة مع ايران، (الحليف الاول لروسيا في المنطقة)، وتأمين وصولها المريح للسلطة، لا تخرج عن اطار التفاوض حول ملكية مناطق النفوذ هذه.

ولعل وجود السيد المالكي اليوم على رأس السلطة في العراق، الى جانب اطلاق يد التيار الصدري، هو اكبر تنازل قدمه الامريكان الى الروس، عبر البوابة الايرانية، منذ اسقاطها نظام صدام حسين قبل ما يربو على العشر سنوات الى الان. فقد منعت وصول التيار العلماني البعيد عن ايران بقيادة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، رغم كونه الفائز بالانتخابات البرلمانية الاخيرة.

وصفقة الاسلحة الجديدة، التي ابرمها السيد المالكي في موسكو (بقيمة 4.3 مليار) هي ثالث اكبر صفقة تسليح تفوز بها روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991 الى اليوم، بعد صفقة الجزائر عام 2006 (7.5 مليار)، وفنزويلا عام 2009 (6 مليار) دولار.

وصفقة بهذا الحجم لا تتم بمعزل عن السياسة، ولا مساوماتها ابدا، ولا يمكن فهمها على ضوء الاستقطاب الطائفي الجديد في الشرق الاوسط، الا كمنحة تقدمها الولايات المتحدة للروس كثمن لخسارة روسية في المنطقة.

صفقة المالكي تساوي بقيمتها خسارة روسيا من سقوط نظام القذافي (4 مليار)، ذلك التغيير الذي ساهمت فيه الولايات المتحدة وحلفائها قبل عام. كما انها تأتي بعد ان خسرت روسيا صفقة لبيع انظمة دفاع جوي لايران بسبب الحصار الذي تفرضه امريكا، وفوق ذلك يخسر الروس سوقهم الاخير، سوريا، بسبب الدعم الامريكي للمعارضة السنية.

فهل ذهب المالكي للكرملين كوسيط، حاملا حقيبة الدولارات، الـ 4.3 مليار، التي دفعها الامريكان، الى الروس، كتسوية لحسابهم في ليبيا، وهذا جائز، ام لخسارتهم الصفقة مع ايران، وهذا جائز ايضا، لكن الاقرب للتصور انه الثمن البخس الذي اشترى به الامريكان من الروس راس بشار الاسد.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امسية شعرية في المركز الثقافي العراقي في لندن
- اللعب بالشبك.. ستراتيجية المالكي لمجابهة الارهاب
- المالكي وتوريط موريتانيا!
- كتب شارع المتنبي -الارهابية-
- عمليات دجلة... خطوة على طريق تقسيم العراق
- حرب المالكي ضد كردستان.. خطأ تاريخي ام ضرورة للتوازنات الامر ...
- القضاء العراقي بين اختلاس فلاح السوداني ومكافأة فرج الحيدري
- بمناسبة عيد الفقر المبارك..
- حتى انت يا المهدي المنتظر (عج)؟؟؟؟!!!
- حرب كردستان.. ضرورة لبقاء العملية السياسية
- المالكي اكثر خطورة على العراق من صدام حسين
- طور محمداوي نشاز
- قضية الهاشمي تكشف الشرخ الاجتماعي في العراق
- نعق الغراب على ربى ابو رمانة
- اجراس الخطر من زاخو
- الحسين يبكي على الكرد الفيلية
- اردوغان والاعتذار من الاكراد
- البعض يبيح دماء السوريين
- تركيا تستخدم الاسلحة الكيمياوية في كردستان
- كثر الحديث عن التي اهواها


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - صفقة الاسلحة الروسية.. ثمن رأس بشار الاسد