أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - الحسين يبكي على الكرد الفيلية














المزيد.....

الحسين يبكي على الكرد الفيلية


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 20:46
المحور: القضية الكردية
    


من اشهر المواكب الحسينية في العراق هي مواكب الكرد الفيلية، فهم يحيون الذكرى الاليمة على قلوبهم بمقتل الامام الحسين ابن علي، الذي وقع في سنة 61 هجرية.

فمن لم يستطيع منهم، في يوم العاشر من كل محرم، شج رأسه بالسيف "ضرب القامة"، كعادة متوارثة، ضرب قفاه بالزنجيل، وهي سلاسل ثقيلة تضرب خلف الرئتين، ومن لم يقوى على حمل تلك "الزناجيل"، لطم على صدرة، والمريض الذي لا ترتفع يده شاطر الاخرين بالبكاء.

ففي يوم العاشر من محرم، من ذلك العام قتل 72 شخص في واقعة كربلاء. هم الامام وبعض من اخوانه واتباعه.

وبكاء الكرد الفيلية على الحسين ملفت للانتباه فعلا، فاذا كان للحسين مصيبة، ففي تاريخ هذه الشريحة من الماسي ما يكفي اذا تذكروا مناسباتها، ان ينشغلوا 365 يوم، سنويا، في الحداد.

فمناطقهم تاريخيا هي نقاط التماس بين الامبراطوريتين الفارسية والعثمانية، وكانت مسرحا للحروب، والغارات المتبادلة، وحملات اخلاء القرى القسري، والتهجير الذي عادة ما كان يودي بحياة الالاف في الطرق الجبلية الباردة.

وقد ابيدت منهم قبائل باكملها، وهجرت اخرى، ونفي الباقون منها على قيد الحياة الى خراسان والاناضول.

ولو اقتربنا في التاريخ، فمنذ تأسيس الدولة العراقية اعتبرت مناطقهم (نقاط ملتهبة) كونها تشكل شريطا على جانبي الحدود العراقية الايرانية. وقد قامت السلطات على الدوام بعملية تطهير للبشر فيها حتى ازيلت مدن من الخارطة، بعضها ما يزال يحتفظ باطلال خربة، لا احد يعرف اين انتهى المطاف بمن كانوا يوما من الايام سكانها.

ولو تركنا التاريخ البعيد، ففي العقود الاخيرة فقط، قامت سلطات البعث باكبر عملية سبي، شملت اكثر من مليون ضحية، من العوائل، الذين انتزعت منهم كل املاكهم، وصادرت اموالهم، ثم هجرتهم مشيا بشيوخهم، ونسائهم واطفالهم، الى خارج الحدود.

وفوق هذا فقد قامت تلك السلطات باعتقال اكثر من 12 الف شاب، تتراوح اعمارهم بين 18 و 28 سنة، اودعت جلهم في سجن ابي غريب، ثم قامت بتصفية اجسادهم اثناء اجراء البحوث المختبرية على الاسلحة الكيمياوية.

كل هذا، وليس هنالك من يواسيهم، في اي من رزاياهم، وليس هنالك من يحزن لأي ذكرى من ماسيهم، ولاحتى هم انفسهم!

كل ذلك مر بصمت، وكان الكرد الفيلية بشر من فصيلة السحاب، تمرق قوافلهم في غفلة من الزمن، يحملون مصائبهم دون ان تذرف دمعة من عين انسان لهم.

الذي قتل الامام الحسين بن علي هو الخليفة الاموي يزيد بن معاوية، ولو سألت يزيد، الذي يعرفه الشيعة كاكبر مجرم في التاريخ، عن الجرائم التي ارتكبتها الحكومات "العراقية" المتعاقبة بحق الضحايا الكرد في العراق، لخجل مستصغرا نفسه.

ولو سألت الحسين عن تلك المصائب التي تعرض لها المئات من الالاف من هؤلاء الضحايا، الذين يبكوه، بلا كلل، دون ان يتذكروا شيئا من مصائبهم، لكل هذه السنين، لاستوقهم لحظة، وقال لهم.. ابكوا انتم على انفسكم، فانتم اولى به منى.. وبكى هو ايضا، حزنا عليهم.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اردوغان والاعتذار من الاكراد
- البعض يبيح دماء السوريين
- تركيا تستخدم الاسلحة الكيمياوية في كردستان
- كثر الحديث عن التي اهواها
- شعوب غير مؤهلة للثورة
- استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم
- بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح
- ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت
- المغرب يطل على الخليج العربي.. والعراق لا
- انهم يحرقون البحرين في العراق
- مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين
- التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية
- مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه
- الشيوعية تدخل من الشباك
- فادية حمدي، صفعة على مقياس ريختر
- شكرا بن علي
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟


المزيد.....




- الصحة العالمية تحذر من -حمام دم- ومن امتداد المجاعة لجنوب ال ...
- فرار 8 معتقلين من سجن في هايتي والشرطة تقتل 4 آخرين
- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة باتفاق رهائن مع حماس
- ميقاتي ينفي تلقي لبنان -رشوة أوروبية- لإبقاء اللاجئين السوري ...
- فيديو.. سمير فرج يُشكك في عدد الأسرى الإسرائيليين: حماس تخفي ...
- برنامج الأغذية العالمي: أجزاء من غزة تعيش -مجاعة شاملة-
- مديرة برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة يواجه بالفعل مجاعة كا ...
- -جيروزاليم بوست-: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ...
- فعلها بحادثة مشابهة.. اعتقال مشتبه به دهس طفلة وهرب من مكان ...
- المياه ارتفعت لأسطح المنازل.. قتلى ومفقودون وآلاف النازحين ج ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - الحسين يبكي على الكرد الفيلية