أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح














المزيد.....

بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلجأ الديكتاتوريات الى الجيش لقمع تظاهرات المعارضين، ولكن الحكومات شبه الديمقراطية محرومة من هذه النعمة، لان منظر الجنود المدججين بالاسلحة وهم يفترسون مجموعة من الطلبة في الشوارع يسيئ الى صورة الديمقراطية ويكشف الحقائق الخافية عن عيون البسطاء.

وغالبا ما تستخدم الحكومات المدعومة من قبل الغرب الى حيلة شرعية وهي تجنيد مجاميع من "شبه المدنيين" ليقوموا بدور الجيش، والقمع المنظم الذي لا يختلف عن قمع الديكتاتوريات من جهة، والحفاظ على صورة الديمقراطيات التي تدعي احترام اراء الجماهير، وشرعية الحكومات من جهة اخرى.

لجأت الى هذه الحيل الانظمة الصديقة للغرب مثل الهند، باكستان وايران الشاه، اذ كانت مجاميع "الجماغداران" في صيف 1978 تسرح في ازقة طهران في بدايات الثورة الجماهيرية، مسلحين بالعصي والهروات لتفريق الطلاب وتكسير لافتاتهم، واعطاء صورة مزيفة عن شعبية نظام الملك البهلوي الثاني.

ومؤخرا استخدم نظام الرئيس المصري المخلوع مجاميع من هؤلاء الذين اطلق عليهم " البلطجية" وتشبها بهذا الاجراء الديمقراطي استخدم النظام السوري "الشبيحة" ولجأ لهذا الاسلوب القذافي وعلي عبدالله الصالح.

الا ان الحكومة العراقية لم تعرف هذه اللينة، لان العراقي اعتاد رائحة البارود، فلجأت الى الجيش المدعوم من المروحيات في ساحة التحرير عند شروع اول مظاهرة في اواخر شباط الماضي.

ولما كان من المسيئ لنظام صديق للولايات المتحدة، مثل النظام العراقي الجديد، ان تظهر على شاشات التلفزة كل هذه الحشود العسكرية لكبح مئات قليلة من المتظاهرين، فقد تراجع المشهد الى اسلوب اكثر حضارية وهو استقدام مجاميع من "الجماغداران – البلطجية – الشبيحة"، كما حصل يوم الجمعة الفائت.

وقد اثمر ذلك في الايحاء بمدى شعبية الحكومة، ورضى قطاع من الشارع العراقي عن الواقع الخدمي، وارتياح هؤلاء المواطنين لوزارة نوري المالكي، وما انجزته في فرصة الـ 100 يوم المعجزة.

وقد تكون حكمة الحكومة العراقية بعدم استقدام وحدات الجيش للبطش بالمتظاهرين هذه المرة خطوة ايجابية نحو عراق اكثر تحضرا بالفعل، لولا انها في العراق تختلف كثيرا عن ما هو عليه في ايران او مصر او اليمن.

فالوضع في عراق اليوم اشبه ببركان طائفي يلقي حممه على نوبات متباعدة دون ان ينطفئ، وقد اتخذت خطوة دولة رئيس الوزراء باستقدام البلطجية من كربلاء، وجلهم من عشيرة بني مالك لقمع متظاهري بغداد بعدا طائفيا تبعا لذلك.

واللجوء الى هؤلاء الناس البسطاء، تحت اغراءات المال والتحزب، وباستغلال الفزاعات الطائفية المعروفة، يفضى الى مردودات سلبيه في العراق، مثل توسيع الفتق الاجتماعي، والى مردودات ايجابية كذلك، مثل الوعي الاجتماعي الكامل بان الحكومات التي تلعب بالطائفية لا يمكن اصلاحها، بل يتوجب المطالبة باسقاطها.

وقد اوفت صور ساحة التحرير، ظهيرة الجمعة الماضية بأن الوضع في العراق يسير بالاتجاه الصحيح.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت
- المغرب يطل على الخليج العربي.. والعراق لا
- انهم يحرقون البحرين في العراق
- مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين
- التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية
- مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه
- الشيوعية تدخل من الشباك
- فادية حمدي، صفعة على مقياس ريختر
- شكرا بن علي
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟


المزيد.....




- كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية ...
- شاهد.. طاقم CNN يضطر للإخلاء أثناء البث المباشر تزامنًا مع إ ...
- رحلة اللقالق تحت المجهر: رومانيا تطلق مشروعًا علميًا فريدًا ...
- أهداف الناتو الجديدة أعباء وتحديات جديدة للجيش الألماني
- خبراء يحذرون من -سلبيات- العمل قبل السابعة صباحاً!
- 7 بدائل طبيعية للسكر تقلل استهلاكك دون التخلي عن حلاوة المذا ...
- قائد الجيش الإيراني: نقاتل اليوم من أجل النصر
- شمخاني يؤكد: اليورانيوم الإيراني المخصب لا يزال موجودا
- عراقجي يجري في موسكو محادثات -جادة ومهمة- مع بوتين
- واشنطن تحذر رعاياها بالداخل والخارج وتقلص بعثتيها في لبنان و ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح