أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - اردوغان والاعتذار من الاكراد














المزيد.....

اردوغان والاعتذار من الاكراد


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 08:48
المحور: القضية الكردية
    


تركيا، بلد الماذن والمعسكرات، التي ماتزال جدران ازقتها تنتعش بذاكرة السلاطين، وتفخر نخبها بالمجازر التي ارتكبوها في الاناضول والبلقان وبلاد الشام.

تلك التي كانت الى الماضي القريب تنكر وجود اللغات، والشعوب المتعايشه على هذه البقعة، كالاكراد والعرب والارمن، وتعاقب بتهمة الارهاب من يتحدث بغير التركية في الاماكن العامة.

تركيا، اضطرت على لسان رئيس وزرائها رجب اردوغان لتقديم اعتذار رسمي للشعب الكردي عن المجازر التي ارتكبت بين اعوام 1936 و 1938 ابان قمع ثورة ديرسيم الكردية، وراح ضحيتها حسب الاحصاءات الرسمية انذاك حوالي 14 الف قتيل.

واعتذار كهذا، في بلد عسكريتاري، تحكمه جنرالات مخضرمة على الدوام، ينظر اليه كنقطة تحول تاريخية، غير مسبوقة، ومن المفترض ان يثير لدى المراقبين، ما اهو اكبر من مجرد الدهشة.

فهو من جهة، يعتبر تقويضا للارث الاتاتوركي، المقدس، خصوصا وان المجازر المعنية، كانت قد ارتكبت في فترة رئاسة كمال اتاتورك نفسه، وارتبط اسمه بها بصورة شخصية، حيث قامت ابنته بالتبني، وهي اول طيارة في الجيش التركي، بالاشتراك بنفسها بالقصف، فى تلك المناطق المأهولة بالسكان.

وقد استعملت حينها اكثر الادوات فتكا بما فيها الاسلحة الكيمياوية، ضد ابناء "ديرسيم" التي تقطنها الاقلية العلويه من الاكراد.

ومن جهة اخرى، فان ثقافة الاعتذار كانت دائما غريبة على النخب التركية، الحاكمة خصوصا، اذا كانت ترفض (وماتزال) الاعتراف بالجرائم التي ارتكبت بحق الارمن في العام 1915، الاقلية اليونانية في ازمير (غرب تركيا) في 1923، والهجمات على اليونانيين في العام 1955.

وبهذا فان فتح المجال للاعتراف الرسمي بتلك الجرائم، ثم الاعتذار عنها، يشكل نقطة تحول مثيرة في تاريخ تركيا، فهل يعي اردوغان مايقول؟ وهل تركيا صادقة في اعترافها، وفي تقديم الاعتذار حقا؟

بعض المراقبين يضعون الخطاب والاعتذار في اطار السجال الانتخابي، موجها في الاساس الى حزب الشعب الجمهوري المعارض، وبالتحديد رئيسه كمال كليجداراوغلو، وهذا الحزب كما هو معروف، نفسه حزب كمال اتاتورك، الذي حمله اردوغان مسؤولية ما اسماه بـ "اكبر الحوادث ايلاما في ماضينا القريب".

ويعللون بان وصفه للمجزرة بانها من نتاج الماضي، يبدو وكأنه مجرد تمادي بالالفاظ، فحكومة اردوغان نفسها ماتزال تواصل ذات الاسلوب الذي اتبعه اتاتورك انذاك، بل ان الحرب التي تدور رحاها اليوم بين الجيش وحزب العمال الكردستاني في قنديل وديرسيم وهاكاري، تحت اشراف اردوغان نفسه، هي امتداد لتلك الثورة (ديرسيم) التي لن تفلح تلك المجازر، كما هو واضح، في الحد من تفاقمها.

وفوق ذالك، تواصل حكومتة ايضا، نفس سياسات اتاتورك، في منع تداول الكردية في المدارس العامة، وتهميش المدن الكردستانية اقتصاديا، من اجل اجبار الاجيال الجديدة على الهجرة، وكذلك اجبار القرويين على ترك قراهم عن طريق تشييد عشرة سدود عملاقة غمرت بحيراتها الصناعية القرى، واغرقت مساحات زراعية شاسعة في المنطقة، وادت الى نزوح سكانها.

على جانب اخر، هنالك رأي يشير الى ان ثمة تغير قد طرأ بالفعل على العقلية الكلاسيكية للقادة الترك، المعروفة بتصلبها، وان ثمة لين بدأ يتسرب، بفعل الضغوطات الاوربية، وفشل السياسات العسكرية في كردستان، فبدت اكثر تقبلا للمطاليب الثقافية، كخطوة اولى، وان مرحلة جديدة من التفهم بدأت تشق طريقها في اروقة قصر جانكايا الرئاسي.

فاذا كانت الحكومة التركية جادة بالفعل في تطبيق معايير حقوق الانسان، وان خطاب السيد اردوغان ليس مجرد شبكة، يلقيها الصياد في بحر الاصوات الانتخابية، فان عليه اولا ان يتجاوب مع نداءات السلام، التي يطلقها حزب العمال الكردستاني، وانهاء حقبة الاقتتال الطويلة، لكي يجعل من المجازر والحروب "ماض قريب" بالفعل، ومن ثم، تقديم الاعتذار.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعض يبيح دماء السوريين
- تركيا تستخدم الاسلحة الكيمياوية في كردستان
- كثر الحديث عن التي اهواها
- شعوب غير مؤهلة للثورة
- استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم
- بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح
- ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت
- المغرب يطل على الخليج العربي.. والعراق لا
- انهم يحرقون البحرين في العراق
- مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين
- التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية
- مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه
- الشيوعية تدخل من الشباك
- فادية حمدي، صفعة على مقياس ريختر
- شكرا بن علي
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟


المزيد.....




- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - اردوغان والاعتذار من الاكراد