أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - المالكي اكثر خطورة على العراق من صدام حسين














المزيد.....

المالكي اكثر خطورة على العراق من صدام حسين


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اذا كان الديكتاتور الاسبق صدام حسين قد مثل خطرا على العراق، كونه زج البلاد بحروب، فان المالكي يقحم العراق اليوم في عاصفة من الطائفية و"العرقية"، تدمر الهوية الوطنية العراقية، اكثر خطورة من الحروب الخارجية السابقة.

فالحرب العسكرية الخارجية مهما حصدت من ارواح، ورغم كل تبعاتها الاقتصادية، وتأثيراتها النفسية في المجتمع، فان بالامكان خلال سنين تجاوزها، وهذا ما حدث بعد حرب الخليج الاولى، اذ عادت العلاقات بين الشعبين الجارين (العراق وايران)، وكأنها لم تتأثر اساسا، بدليل هذه الاعداد المتزايدة من الزوار التي تتنقل على جانبي الحدود يوميا، وبكلا الاتجاهين، بل حتى القوى السياسية الايرانية، الموالية للحكومة، والمعارضة (مجاهدي خلق)، على السواء، تجد حلفاء لها في داخل العراق.

حتى الحرب الثانية، فانها لم تخلف صدعا بين الشعبين الجارين (الكويتي والعراقي)، ولو تتصرف القيادات الحاكمة في البلدين بحكمة وروية افضل لانتهت جميع الخلافات المالية والحدودية منذ زمن، ولبدأ البلدان مرحلة جديدة من التعاون والشراكة الاقتصادية والتعايش المزدهر.

الا ان ما يقوم به السيد المالكي من تجييش اعلامي لتعبئة مكونات المجتمع العراقي ضد بعضها البعض، والتاصيل لحالة العداء المزمن بين المكونات العراقية، من اجل استمراره في السلطة، فانه يقود الى نتائج اكثر كارثية، ويترك تبعات اكثر خطورة من حروب صدام، ومخلفات نفسية على الفرد العراقي اسوء بكثير مما تركته تلك الحروب السابقة.

فلاول مرة يؤمن العراقي (من مكون معين) بان العراقي (من مكون اخر) هو "اخر"، بمعنى بروز ثمة تعارض في الانتماءات بين فرد عراقي واخر، يصل الى حد الاصطدام، وهذا ما لم يكن معروف سابقا، وسياسات التجييش الاعلامي التي انتهجتها القوى الدينية من اجل تهيئة اجواء ومسببات بقائها وانتشار شعبيتها، بتسخير كل الوسائل الاعلامية المتاحة لها، هي التي زرعت هذا الشعور.

واذا كانت السياسات الطائفية السابقة (منذ 2003) قد اوجدت شرخا في العلاقة بين "الشيعي" و "السني"، فان التجييش القومي في الاعلام، والذي يشعل فتيله السيد المالكي شخصيا، لايقل خطورة على تجانس المجتمع العراقي من التجييش الطائفي، اذ صار يؤسس لثقافة خطيرة اخرى هي "العربي" ضد "الكردي" هذه المرة، والخطورة تكمن في انها قد تمثل رصاصة الرحمة في جسد الهوية الوطنية العراقية الشاملة، التي حددت سمة العراقي منذ تاسيس هذه الدولة في العام 1921 الى 2003.

سياسة التجييش الطائفي التي مارستها الحكومات الدينية بعد عام 2003 افرزت ثقافة التقسيم للمرة الاولى، اذ برزت الى السطح مطاليب شعبية تختلف "الشيعة" منها عن "السنية" في تراجع واضح للمشاعر الوطنية "العراقية"، الامر الذي لم يكن معروفا من قبل، بل برزت مصطلحات جيو-طائفية على شكل المثلثات الجديدة، كالمثلث السني، ثم التقسيم الاكثر وضوحا، مثل "المحافظات السنية" مقابل "المحافظات الشيعية"، بل امتد الاستقطاب الطائفي الى احياء المدن نفسها في ظاهرة جديدة وخطيرة وهي نشوء الاحياء الطائفية!

وسياسة التجييش القومي التي يدفع بها السيد المالكي الى الواجهة، من اجل اجنداته الخاصة، والتي تتلخص جلها بـ"افضل طريقة للبقاء على الكرسي"، فانها في بدايات تشكيل شرخ جديد في جسد المجتمع العراقي، يسخر السيد المالكي خلالها ما يتوفر له من اجهزة اعلامية، ومن برلمانيين وصوليين وساسة حديثي عهد "انتهازيين" على شاكلة احد المتزلفين الذي يدعو الى طرد الكرد من بغداد. وهذا الشرخ اخطر بكثير من الشرخ الطائفي السابق، وهو ملف حساس ينبغي التعامل معه بعلمية وايثار بعيدا عن المصالح الذاتية.

يتلخص سيناريو السيد المالكي من اجل البقاء في السلطة في سعيه لرسم ملامح عدو وهمي للعراق، يحاول هذا العدو ان يمزق جسد الكيان العراقي، وقد اختار له كردستان، وانه (السيد المالكي)، مقابل هذا العدو، هو المدافع الوحيد عن وحدة الاراضي العراقية، وهكذا فانه يتقدم الصفوف في حرب اعلامية، تتحول لاحقا الى شن مناوشات عسكرية، يعد لها على هامش اجتماعات مجلس الوزراء، فى كركوك والموصل. لتكون النتيجة ايهام الشرائح نصف المتعلمة في المجتمع، وهي الاكثر تأثرا بالاعلام الحكومي، بان شرط بقاء العراق موحدا هو في بقائه على الكرسي، هذه الشرائح بالتحديد هي التي اوصلته في الانتخابات السابقة، وهي التي يراهن عليها مجددا.

سيناريو كهذا للعراق، يشبه فرحة طفل رضيع يمارس هواية اللعب بالسكاكين، فاذا كانت حروب صدام الخارجية، واثارها قد اندملت، بفعل الزمن، فان حروب المالكي الداخلية، باستخدام سلاح الاعلام الجماهيري، واللعب بسكاكين الطائفية سوف تترك، في حالة نجاة العراق، اثارا اكثر خطورة، لن يستطيع الزمن تجاوزها، لانها تقطيع، واجتثاث للهوية الوطنية العراقية من الاساس، وهو على ما يبدو الثمن الذي يدفعه المجتمع العراقي من اجل بقاء المالكي على كرسي الحكومة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طور محمداوي نشاز
- قضية الهاشمي تكشف الشرخ الاجتماعي في العراق
- نعق الغراب على ربى ابو رمانة
- اجراس الخطر من زاخو
- الحسين يبكي على الكرد الفيلية
- اردوغان والاعتذار من الاكراد
- البعض يبيح دماء السوريين
- تركيا تستخدم الاسلحة الكيمياوية في كردستان
- كثر الحديث عن التي اهواها
- شعوب غير مؤهلة للثورة
- استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم
- بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح
- ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت
- المغرب يطل على الخليج العربي.. والعراق لا
- انهم يحرقون البحرين في العراق
- مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين
- التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية
- مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه
- الشيوعية تدخل من الشباك


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - المالكي اكثر خطورة على العراق من صدام حسين