أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - حرب كردستان.. ضرورة لبقاء العملية السياسية














المزيد.....

حرب كردستان.. ضرورة لبقاء العملية السياسية


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منهك، ورائحة فمة اشبه بمخلفات بركان تتبخر من تحت معدته، ومع العطش الرمضاني يتحمل الصائم الحر، ولا يجرؤ على مطالبة الحكومة بتوفير الكهرباء له، اسوة بالشعوب المجاورة، لان المطالبة بالكماليات مثل الماء الصالح للشرب والوقود والكهرباء يضر بالعملية السياسية، كونه يظهر للملأ فشل القادة في المنطقة الخضراء ويوفر العذر لاعداء "العملية" السياسية.

و"العملية السياسية"، وانا فرح بها اسوة ببقية العراقيين، لا تتوقف عند تحريم المطالبة بالكهرباء، بل يجب مداراتها مثل طفل مريض، او امرأة مزاجية، فعلى العراقي ان يتحمل من اجل عينيها الكثير.. ارتفاع اسعار السكن، قلة الادوية والمستشفيات... يقال ليس هنالك جهاز لغسل الكلى في محافظة ميسان، فعلى المريض ان يسافر الى البصرة وينام بالدور، او ان يقيم في ايران.

وعلى العراقي ان يغض الطرف عن نقص المدارس وانحطاط التعليم وما لذلك من تبعات مستقبلية على الجيل الناشئ.. وان يسكت عن تفشي الفساد الذي طال القضاء واصبحت النزاعات تحل في دواوين العشائر، والعدالة يقطع بها شيخ قد لا يكون اختصاصه سوى سرد الحكايات وفي افضل الاحوال حفظ الابوذية.

الاسوأ من هذا هو العيش في هذا الوضع الامني الذي يعتبر من الاخطر في العالم، لم تجابهه الحكومة الا باساليب بدائية فاشلة، حتى بات الارهاب يتعب ثم يستريح ثم يضرب من جديد. والحديث عن مقاضاة المسؤلين عن هذا التقاعس يعتبر محرما ايضا، لانه قد يطيح ببعض المسؤولين، مما يضر بالعملية السياسية.

وصبر العراقي على تردي الحصة التموينية وارتفاع الاسعار وتكاليف السكن، ثم على انعدام الخدمات كالكهرباء والصحة، ثم على الوضع الامني، امر ميسور، فبامكان السيد المالكي اللجوء الى ابر تخدير يحقن بها الشارع العراقي، على غرار "حقنة" المئة يوم، التي اظهرت سرعة بديهته.

هذه المرة العملية السياسية بحاجة الى تنامي الشعور الطائفي في العراق، لان هذه المشاعر الملتهبة والمشدودة هي التي تحافظ قدر الامكان على نفس تشكيلة المنطقة الخضراء، وتحد من مخاطر انقلاب الطاولة على العملية السياسية.

وبمعنى اوضح ان الروح الطائفية، كل ما قوت اكثر في الشارع العراقي، كلما جاءت اصوات الانتخابات سلسة، بالشكل الذي يرضي العملية السياسية، ويساعد على نموها بنفس الرتابة التي عهدناها منذ نشأتها في العام 2005 الى اليوم.

والساسة الموجودون في المنطقة الخضراء هم كلهم ابناء هذه "العملية السياسية" التي تستمد بقائها من الشحن الطائفي والعرقي في العراق. فمن هم افضل من هؤلاء الساسة من نواب ووزراء وروساء لحمايتها وديمومتها؟

نحن بحاجة لتعزيز الروح الطائفية من اجل حشد التأييد لهؤلاء السياسيين، الا انه وفي ظل تراخي الشحن الطائفي "الشيعي السني" بفضل الوعي المتنامي، فان هنالك بوادر "حقن" طائفي من نوع اخر، يعتمد على العرقية القومية، يستهدف حشد الشارع العراقي لهذه الشخصيات التي بدى جليا بان لها القدرة ان تستبدل جلدها بسرعة وسهولة من "اسلامية" الى "قومية".

فرسان هذا الشحن هم السيد حسين الشهرستاني، الذي يبالغ كثيرا بمسألة تهريب النفط من اقليم كردستان، ويغض الطرف عن التهريب الى ايران عبر منافذ الوسط والجنوب، كذلك بعض البرلمانيين والمتزلفين لـ"العملية السياسية".

وكنا نعتقد بان الدفع باتجاه هذا التصادم القومي ليس سوى شحن اعلامي من قبل ساسة تدفعهم طموحات المناصب العليا، وذلك بالظهور امام الشاشات بمغالاة في استعراض دروس الوطنية. الا ان ذلك الرأي كان شديد التفاؤل.

بدى مؤخرا بان الشحن القومي هو خيار ستراتيجي فكري امام العملية السياسية من اجل الحفاظ على ديمومة الاستقطاب الانتخابي فيها. وما الحرب الاعلامية ثم التحشيدات العسكرية التي تتحرك باوامر رئاسة الوزراء، الا دليل واضح على التوجه الجديد.

ولأكن متفائلا واقول بان التصعيد الاعلامي سيكون كافيا لرص صفوف بعض فئات الشارع العراقي خلف راية السيد المالكي، خصوصا من تلك التي ما تزال تحن الى عهد الديكتاتورية وزمن الحروب الكارثية المباد، وان التصعيد العسكري سيقتصر فقط على تحريك بعض القطعات على مناطق التماس بين القوات الحكومية وقوات الاقليم.

ولكني لا اخفي سرا اذا قلت بان التصعيد هو حاجة ماسة لسد جوع العملية السياسية، هذه التي اصبحت كالتنين، تلتهم الاخضر واليابس دون ان تمتلئ معدتها، وهي بحاجة الى حرب جديدة بدأت نذرها تلوح في الافق، وليس السيد المالكي، والسيد البارزاني، برغبة او مكرهين، سوى اذرع لهذه العملية التي لم تعد سياسية.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي اكثر خطورة على العراق من صدام حسين
- طور محمداوي نشاز
- قضية الهاشمي تكشف الشرخ الاجتماعي في العراق
- نعق الغراب على ربى ابو رمانة
- اجراس الخطر من زاخو
- الحسين يبكي على الكرد الفيلية
- اردوغان والاعتذار من الاكراد
- البعض يبيح دماء السوريين
- تركيا تستخدم الاسلحة الكيمياوية في كردستان
- كثر الحديث عن التي اهواها
- شعوب غير مؤهلة للثورة
- استقلال جنوب السودان، الخطوة الاولى على طريق شرق اوسط مسالم
- بلطجية ساحة التحرير، خطوة بالاتجاه الصحيح
- ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت
- المغرب يطل على الخليج العربي.. والعراق لا
- انهم يحرقون البحرين في العراق
- مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين
- التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية
- مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الصاروخ -فتاح- الذي أعلنت إيران إطلاقه على إسرا ...
- ما هو الرقم الذي قد يُحدد نتيجة الصراع الإيراني الإسرائيلي؟ ...
- أوكرانيا.. مقتل وإصابة 58 شخصاً في هجوم روسي على كييف
- لوس أنجلس تستعيد هدوءها وسط مواجهة قضائية بين كاليفورنيا وتر ...
- المستشار الألماني: إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابة عنا في إي ...
- تصعيد عسكري متواصل بين إسرائيل وإيران وترامب يطالب طهران بـ- ...
- الولايات المتحدة ترفض بيانا قويا لمجموعة السبع حول أوكرانيا ...
- ترامب يمنح -تيك توك- مهلة جديدة 90 يوما لتجنب الحظر في الولا ...
- قصف متبادل بين إيران وإسرائيل وتحذير لسكان منطقتين بطهران وت ...
- ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها من أجل تخليص ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - حرب كردستان.. ضرورة لبقاء العملية السياسية