أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين القطبي - لا للحرب في كردستان














المزيد.....

لا للحرب في كردستان


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 16:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


رائحة الدم الممزوج بالدخان تخيم على سهول الرافدين، وجباله، من جديد، وابتسامة المالكي الحازمة عندما يتحدث للصحافة عن "البارزاني المتامر"، لا تختلف عن غمزات صدام حسين عندما كان يحذر الشعب من "البارزاني عميل الامبريالية"، وكأن التاريخ يعيد نفسه، والحاكم في بغداد يرى في القضية الكردية الدجاجة التي تبيض ذهبا، فهي التي تمنحه هيبة القوة المفرطة، ومصداقية الحفاظ على السيادة الوطنية..

شن الحاكم السابق حربه ضد البيشمركة، "كانوا طلائع المتطوعين من الشعب الكردي"، في العام 1974، اذ ارسل الجنود لمطاردة اشباح الجبال، فكانت تلسع جباههم برصاصات البرنو القاتلة، ثم تذوب في ممرات الكهوف.

وكانت النتيجة خسائر بعشرات الالاف بين الجنود العراقيين، وشل الاقتصاد، وتبديد ثروات البلد. ولم تقد حروب الديكتاتور السابق (انتهت في العام 2003) الا الى كوارث اضرت بالبيئة والبنية الاجتماعية، وحتى بسايكولوجية الفرد العراقي، لن يتعافى منها العراق بعد عقود، وربما المئات من السنين العجاف.

واليوم يدق المالكي طبول الحرب من جديد، وكأن قدر العراق ان يعيش بدورة ابدية من الدمار، كلها من اجل بقاء الحاكم "وسيناريو الخلود" في السلطة. فسياسات المنطقة الخضراء بدأت تأخذ منحى العداء بما يشبه السنوات الاول لوصول البعث (وصدام). الاولويات لصفقات التسلح التي تعادل ميزانيات دول كاملة. الاعلام يحاول بكل وسائله تعميق الشروخ بين العرب والكرد، الساسة الانتهازيون من بطانة الحاكم يتسابقون بتصريحاتهم، والشعراء والزجالة الشعبيين يتبارون بذم "كاكة حمة" كناية عن الفرد الكردي البسيط.

وسيناريو حرب المالكي اليوم لا تختلف عن حرب صدام في اسلوبها، بدأت بتصعيد اعلامي بحجة "مؤامرة التقسيم"، كانوا "العصاة عملاء الامبريالية" سابقا، واليوم "البيشمركة يسرقون النفط"، فالاعلام يهيئ الاذهان لحرب وشيكة، والمناوشات مع البيشمركة تفتعل لاتفه الاسباب.

ونتائج الحرب ايضا، لن تختلف اليوم عن سابقتها، سترتهن ثروات العراق لتغطية تكاليف هذه الحرب، من اسلحة الى تنازلات للدول المجاورة، الى رشاوي ملياردية للقوى الكبرى لشراء المواقف الدولية، وكل ذلك ينعكس مباشرة على القطاع الانتاجي للبلد، يولد الفقر، ويشل الخدمات العامة، وفوق ذلك يؤسس لبركان قادم من الاحقاد والثارات يزيد انقسام الشارع العراقي انقساما.

الشيئ الوحيد الذي يختلف اليوم هو ان حجم الدمار سيكون اكبر بكثير، فاذا كان سلاح البيشمركة في سبعينيات القرن الماضي هو البنادق الصدئة القديمة، والقليل من مضادات الطائرات، فانها اليوم تمتلك من السلاح ما يمكن استخدامه في حرب منظمة بامكانه ان يوقع خسائر مهلكة في صفوف الجيش.

واذا كان الكرد يعانون من عزلة دولية في سبعينيات القرن الماضي، فانهم اليوم يمتلكون قدرة دبلوماسية في العالم، ولهم وزن في الصراعات والتحالفات الاقليمية خصوصا بعد ان وجد اقليم كردستان نفسه امام اغراءات الانضمام للمحور السني الجديد "التركي القطري السعودي" المدعوم من الغرب، والفضل بذلك طبعا يعود الى القوة الطاردة في المركز العراقي، التي من اقطابها السيد المالكي، وحسين الشهرستاني وتصريحات بعض السياسيين العدائية، التي دفعت الاقليم للبحث عن تحالفات خارجية بعد ان فض ساسة "الشيعة" تحالفهم، من جانب واحد.

ولكردستان علاقات اقتصادية مع بلدان الجوار الاقليمي تتمثل بعقود استثمارية بملياردات الدولارات ستلعب دورا بارزا في تحييد هذه البلدان، بل قد تصل الى تحالفات او "احلاف" عسكرية، وهذا غير مستبعد خصوصا ان كردستان بثروتها قادرة على شراء (تقديم تنازلات) وهي اكثر تجربة وحرية في مجال المناورة السياسية مما كانت عليه سابقا.

ولن يسمح الضرف الدولي لبروز علي كيمياوي جديد، لذلك فان حرب المالكي ضد الشعب الكردي لن تكون مجرد نزهة للجند العراقيين، كما لم تكون بالتأكيد للبيشمركة ايضا، كما لم تكن حرب صدام من قبل، وهنا على المثقفين والواعين من العراقيين تقع مسؤولية تاريخية، في الدعوة الى منع وقوع الحرب، ورفع الشعار القديم الجديد "لا للحرب في كردستان".



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الامير الزيدي هو رجل المرحلة
- اللطم مقابل الغذاء
- -صفعات- الاسلحة واعادة العسكرة الى اين تقود العراق؟
- صفقة الاسلحة الروسية.. ثمن رأس بشار الاسد
- امسية شعرية في المركز الثقافي العراقي في لندن
- اللعب بالشبك.. ستراتيجية المالكي لمجابهة الارهاب
- المالكي وتوريط موريتانيا!
- كتب شارع المتنبي -الارهابية-
- عمليات دجلة... خطوة على طريق تقسيم العراق
- حرب المالكي ضد كردستان.. خطأ تاريخي ام ضرورة للتوازنات الامر ...
- القضاء العراقي بين اختلاس فلاح السوداني ومكافأة فرج الحيدري
- بمناسبة عيد الفقر المبارك..
- حتى انت يا المهدي المنتظر (عج)؟؟؟؟!!!
- حرب كردستان.. ضرورة لبقاء العملية السياسية
- المالكي اكثر خطورة على العراق من صدام حسين
- طور محمداوي نشاز
- قضية الهاشمي تكشف الشرخ الاجتماعي في العراق
- نعق الغراب على ربى ابو رمانة
- اجراس الخطر من زاخو
- الحسين يبكي على الكرد الفيلية


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين القطبي - لا للحرب في كردستان