أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - السوريون بانتظار رامبو














المزيد.....

السوريون بانتظار رامبو


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ركام من اتربه وحجارة تشبه قرية النمرود الاثرية قرب الموصل، هكذا تشير الصور الى ازقة حلب القديمة، ولم يعد هنالك فرق بين حمص والبلدات النائية في اطراف افغانستان، فمن هنا مر نفس الزائرون... قوى الاسلام السياسي، عندما تستلم السلاح، تحيل المكان الى اطلال خلال شهور.

وليت الدمار هذا اختص بهد الاماكن فقط، المباني والبيوت، اي جهاد ضد الحجر، بل تعدى الى قتل شامل، الى جهاد ضد البشر، يكفي ان يغضب احدهم على رجل من بلدة معينة، او قومية ما، فيقررون قتل المئات من الناس من تلك البلدة، او القومية، دون اي رابط لهم بذلك المغضوب عليه، من قريب ولا من بعيد.

وجبهة النصرة الاسلامية السورية اليوم تمارس الجهادين، ضد الحجر وضد البشر. تضرب وعيونها معصبة، دون تمييز بين القوات الحكومية، او فصيل من ضحاياها، بل تخصصت مؤخرا بالقتال ضد مجموعة كردية في مدن معينة، وكأنها نالت من الاله شهادة تخصص.

ولحد هنا فالامر رغم غرابته يعتبر معقولا في ظل اجواء الاحتراب الداخلي، اي ان تتناسى اسباب اشتراكها في القتال ضد السلطة (الجهاد) وتتخصص بقتال مجموعة عسكرية اخرى، حتى وان لم تكن لها معها عداء مسبق.

ولكن اقامة حفلات اعدام جماعي للعوائل على اساس انحدارها القومي، كما حصل في قرى تل عرن، تل حاصل، في ارياف حلب، الرقة والحسكة فتلك الجرائم جرس انذار يشير الى ان الصراع قد دخل مرحلة جديدة، اكثر خطورة من ان يستمر العالم بصمته، لها تبعات لا يمكن التغاضي عنها، ويكفي ان نتساءل هنا، ماذا لو قامت مجموعة كردية متطرفة باعدام عوائل عربية في قرى اخرى كانتقام مثلا؟

احدى اعراس الدم التي قامت بها "النصرة" ودولة العراق والشام "الاسلامية" هي مجزرة "تل ابيض"، اذ جمعت من ابناء هذه البلدة المنكوبة اكثر من 450 مدني بينهم 120 طفل، والباقين من النساء والشيوخ الذين لم يستطيعوا حمل السلاح، قتلتهم جميعا تحت هتافات "الله واكبر"، ولم تذكر سببا اكثر منطقية من "انهم اكراد"، والنصرة في حالة "جهاد" ضد حزب كردي في مدينة اخرى!

فـ "الاسلام" السياسي لا يعترف بالمبدأ الاسلامي "ولا تزر وازرة وزر اخرى"، بل يشرًعون حسب منطق البداوة الجاهلية كما كان الاسلاف يصنفون البشر، ويحملونهم وزر الجرائم على اساس انحدارهم القبلي.

من الجانب الاخر، ولحسن الحظ، ان القوى الكردية تلك لم تكن دينية، بل كانت تيارات سياسية مدنية، تؤمن بموازين العدالة المدنية وليست الدينية، فلم تنجر لردود افعال مشابهه في حينها.

احتجاز المدنيين كرهائن، واعدامهم بهذه الطريقة قد ينتشر الى مناطق سورية اخرى، تعاني من نعرات اخرى، دينية او طائفية او مناطقية، تنتشر على كل مساحة البلد. واذا وجد العالم نفسه متفرجا لعامين ازاء دمار المدن، كتحويل المباني الى اتربة، والاحياء العامرة الى اطلال، فان العالم، وبالخصوص دول الجوار، لا يستطيع ان يستمر بالتغاضي "يدي الطناش" ازاء قتل المواطنين هكذا، العالم امام مسؤولية تاريخية واخلاقية بان لا يساوي بين اضرار "الاسلاميين" في الجهاد ضد الحجر، مع جرائمهم في الجهاد ضد البشر.

فاجأتني دعوة البارزاني، رغم كونها متأخرة، لارسال قوات لحماية المدنيين الكرد في المناطق المنكوبة، لجرأتها، ولكن ما فاجأني اكثر هو استمرار ذلك الصمت في دول الاقليم المحاذية والعالم، وكأن ما يحدث في سوريا هو فيلم رعب من كوكب اخر، يتابعه العالم وهو في حالة شرود ذهني مصطنع.

فالرامبو الامريكي، الذي عودنا على "التدخل السريع" في المناطق الملتهبة، من البوسنة وكوسوفو الى العراق وافغانستان، مايزال في انزوائه، كطفل منشغل بلعبة الكترونية، والحكومات الدينية في السعودية، تركيا وايران ماتزال صائمة، ودول اوربا المتحضرة نائمة.

فهل يستفيق العالم على وقع الحصاة التي رماها البارزاني في البركة السورية؟ سواء بارسال قوات حفظ امن مشتركة، او تشكيل حواجز بين "المتجاهدين" ليس في مناطق كردستان فقط، وانما في عموم سوريا؟ ام يظل السوريون بانتظار ان يستفيق رامبو؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد اسود على الاخوة في المنطقة الخضراء
- هل اصوم من اجل ارضاء الاصدقاء؟
- ملعب الشعب وتصدير الكهرباء
- سوات وجه المالكي
- قراءة في تهديدات السيد الشهرستاني لاسرائيل
- المالكي واجواء حرب الكويت
- للاردن.. نفط وفوقه بوسه!
- لا للحرب في كردستان
- عبد الامير الزيدي هو رجل المرحلة
- اللطم مقابل الغذاء
- -صفعات- الاسلحة واعادة العسكرة الى اين تقود العراق؟
- صفقة الاسلحة الروسية.. ثمن رأس بشار الاسد
- امسية شعرية في المركز الثقافي العراقي في لندن
- اللعب بالشبك.. ستراتيجية المالكي لمجابهة الارهاب
- المالكي وتوريط موريتانيا!
- كتب شارع المتنبي -الارهابية-
- عمليات دجلة... خطوة على طريق تقسيم العراق
- حرب المالكي ضد كردستان.. خطأ تاريخي ام ضرورة للتوازنات الامر ...
- القضاء العراقي بين اختلاس فلاح السوداني ومكافأة فرج الحيدري
- بمناسبة عيد الفقر المبارك..


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - السوريون بانتظار رامبو