أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - خيار الجماهير العراقية في الميزان














المزيد.....

خيار الجماهير العراقية في الميزان


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 02:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعجب الكثيرون من نتائج الانتخابات العراقية التي اعلنت اليوم، فلو اخذنا على سبيل المثال محافظة مثل البصرة، فهي ماتزال بعد ثمان سنوات من حكم "دولة القانون" تعيش بلا ماء صالح للشرب وهي من اغنى بقاع الارض، كيف تنتخب مرشحي السلطة، نصفهم من الحزب الحاكم، والنصف الثاني هو الوجه الاخر لها، وقد جعلوا منها واحدة من افقر مناطق العالم! والامر يسرى على المحافظات الاخرى، الاكثر فقرا في وسط وجنوب العراق.

اما لو اخذنا محافظة ميسان مثلا، فانها كانت تفخر بانجازات محافظها الذي اعتبر اكفأ من مر على تأريخها، واكثرهم تقديما للخدمات، كونه الوحيد من المسؤولين الذي لم تأخذه المظاهر للحد الذي لوحظ وهو يشارك عمال بلديته بتنظيف الشوارع، وكان هو، او تياره السياسي، هو الاكثر حظوظا لاكتساح نتائج التصويت، الا ان جماهير المحافظة خذلته، وانتخبت ممثلي السلطة "دولة القانون" المنافس له.

الامر تعداه في محافظة بابل، ففازت مرشحة السلطة حنان الفتلاوي بالمركز الاول، وهي التي لم يعرف عنها اي نشاط خدمي، وكل ما قدمته في مسيرتها السياسية لا يتعدى بعض التصريحات الحماسية قبيل، وخلال فترة الاستعداد الانتخابي على حساب كل الاحزاب والتنظيمات الاخرى.

هنا لا يشك اي متابع في ان الاحداث السياسية المتشنجة، والازمات التي عاشها البلد في الاشهر الاربع الاخيرة، التي سبقت انطلاق العملية الانتخابية هي التي ساهمت في توجيه بوصلة الناخب العراقي.

لابد اذا من وجود اليات تتحكم باهواء وامزجة المواطن العراقي السياسية، بعيدا عن مصالح المواطن نفسه، اي ان نتائج الانتخابات لا تصب في مصلحة صاحب البرنامج الاكفأ، او من يقدم افضل الخدمات، وانما الازمات الانية التي ترافق استعدادت العملية الانتخابية على وجه الخصوص هي العامل الحاسم، والكلمة الفيصل حين يجابه الاصبع البنفسجي فتحة الصندوق.

الازمات هذه اذا هي سند نجاح العملية السياسية، وهي التي توجه الناخب العراقي، وبما ان السلطة هي التي تمتلك ادوات تسير هذه الازمات، فانها هي التي تمتلك امكانية توجه الناخب العراقي حسب مشيئتها، وحسب براعتها في التعامل مع الازمات الطارئة هذه.

وللحق، فان ميكانيزم توجيه الناخب بواسطة الازمات الانية هي ليست حصرا على عراق ما بعد 2003 فقط، وانما هي التعويذة التي تعتمدها اكثر الحكومات شبه الديمقراطية في الشرق الاوسط، وتلك الانظمة التي فشلت في تصنيع الازمات واجهت في مراحلها الاخيرة فشلا ذريعا وانتهت الى مصير مؤسف.
من هذه البلدان "الجمهوريات" تونس، مصر، ليبيا، والى حد ما سوريا واليمن. اي ما عرف ببلدان الربيع العربي.

على العكس فان الجمهوريات "شبه الديمقراطية" التي تعيش على الازمات، وتجد وسائل ناجحة لتجديدها وتنشيطها في الفترات الحاسمة، ظلت انظمتها بعيدة عن التصدع، مثل تركيا التي تعيش على ازمة الحرب الداخلية مع ثوار حزب العمال الكردستاني، ايران التي تدفع العالم ليفرض عليها حصار اقتصادي، افغانستان، الخ.

والعراق الذي ينخرط سياسيا ضمن مجموعة بلدان شبه الديمقراطية، تنطبق عليه القوانين السارية في منطقة الشرق الاوسط بالتاكيد، تعتمد نتائج الانتخابات فيه على حسن تعامل السلطة مع الازمات الداخلية وحرفنتها، في توقيت تثويرها او تنويمها اكثر مما تعتمد على برامجها الخدمية.

لهذا فلا عجب حين تتصدر قوائم دولة القانون نتائج الانتخابات في كل محافظات الوسط والجنوب، ابتداءا من البصرة "الغنية الفقيرة" الى بغداد العاصمة، رغم فشلها السافر في توفير ابسط الخدمات للمواطن العراقي، فان السلطة قد تعاملت بحرفنة مع ملف الازمات الانية وساهمت في توجيه الناخب لصالحها من جهة، ولصالح الحفاظ على العملية السياسية من الهبوط في هوة الربيع العربي.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة الثانية من ماراثون الوصول للسلطة
- الناخب الغلبان بين مطرقة داعش وسندان ايران
- شعدنه غير ابو سريوه!!!؟؟؟
- قطع رواتب الاقليم.. من هو المتضرر الحقيقي؟
- ان سرقت اسرق سوبر موشاك.. فضيحة جديدة في صفقات التسلح العراق ...
- داعش الدجاجة التي تبيض ذهبا
- محافظة للكرد الفيلية، بحاجة لتوقيع لينين
- مولد بلا حمص
- الخطوة التالية.. كبش فداء شيعي
- الارهاب اندحر الى غير رجعة
- الطائفية، حاضنة فكرية للارهاب
- ما بين فيروز وحسن نصرالله
- بوشار الاسد .. فرقعة شعارات
- فتوى الكنيسة: الشيوعية كفر والحاد
- غازات سامة ليس لها صاحب
- السوريون بانتظار رامبو
- عيد اسود على الاخوة في المنطقة الخضراء
- هل اصوم من اجل ارضاء الاصدقاء؟
- ملعب الشعب وتصدير الكهرباء
- سوات وجه المالكي


المزيد.....




- تواصل القصف بين إسرائيل وإيران وترقب لقرار حاسم من ترامب
- قائد القوات البرية العراقية يوجه الجيش بالاستعداد القتالي وا ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في استخدام صاروخ إيراني برأس متفجر يزن ...
- سفارة الصين لدى إسرائيل: هناك حالة ضبابية بشأن الوضع مع استم ...
- بعد فشل القبة الإسرائيلية.. الدفاعات الأمريكية تعترض الموجة ...
- -أكسيوس-: شكوك في ذهن ترامب بشأن فعالية القنابل الخارقة للتح ...
- كوريا الشمالية: الهجمات الإسرائيلية على إيران تصرف غير قانون ...
- -إيه بي سي-: الولايات المتحدة تستعد لشن هجوم على محطة -فوردو ...
- ?? مباشر: ترامب يترك الباب مفتوحا أمام العمل العسكري ضد إيرا ...
- ترامب ينهي اجتماعه بشأن إيران بلا بيان ومجلس الأمن الدولي يج ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - خيار الجماهير العراقية في الميزان