أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسين القطبي - داعش الدجاجة التي تبيض ذهبا














المزيد.....

داعش الدجاجة التي تبيض ذهبا


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 18:30
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قوات سوات، معززة بطائرات استطلاع امريكية، وجنود عراقيون تثقل اكتافهم معدات الكترونية، لا يستطيعون ان يحدوا من حركة مقاتلي داعش، او اخراجهم من مدينة الفلوجة، هذا بعد ان استطاعت قوة بسيطة من ميليشيات كردية شكلت على عجل، من طردها من كل كل مدن وقصبات كردستان السورية، بدأ من المخافر الصحراوية على حدود العراق وحتى بساتين عفرين غربا، حيث تندى النسائم هناك من رطوبة البحر المتوسط.

ان يفشل الجيش العراقي، وقبله السوري، وثم تخيب كل التعزيزات الامريكية في مقارعة مقاتلي داعش في الفلوجة، بينما تتقهقر امام عدد من مقاتلي ومقاتلات البيشمركة السوريين في تربه سبي وسري كاني وديريك. الا يدعو ذلك لوقفة تأمل، او تساؤل عن حقيقة ما يجري على الارض، وما هي الاجندات التي تلعبها داعش مع الحكومات في ما اطلق عليه سابقا بـ "الهلال الشيعي"؟

ظهور داعش المفاجئ في سوريا قلب موازين المعادلة لصالح نظام بشار الاسد، وشل المعارضة، فقد انشغل منذ انطلاقة مشواره بالحرب ضد معارضي النظام في حلب والرقة. ثم توجه الى كردستان ودخل في حروب جانبية. هذا القتال المتشعب سمح لقوات النظام بتلقف الانفاس والعودة من جديد، وكان بمثابة طعنة من الخلف ضد قوى المعارضة السورية، في ذات الوقت الذي كانت فيه ضواحي دمشق بقبضتها.

وظهور داعش في العراق قلب الموازين ايضا، وتلاعب بالرأي العام، فشعبية السيد المالكي التي كانت في اسوأ الاحوال منذ وصوله للحكم قبل ثمان سنوات، بدليل نتائج انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، انتعشت فجأة، فقد خفتت الاصوات التي كانت تعارض ترشيحة من جديد لولاية ثالثة، تدريجيا، حتى استعاد توازنه، وتفرد من جديد بخيار الناخبين في اوسع مناطق العراق (جنوبا).

داعش اذا، كانت هي الحل الغامض، او الجن الذي ظهر فجأة، من لا مكان، ولا زمان، لينقذ ليس فقط رؤوس كانت في طريقها للرحيل، وانما النظام الاقليمي الجديد برمته، ويعيد التوازن لمحوري المنطقة، الشيعي بقيادة ايران، والسني بقيادة السعودية.

اي ان هذا التنظيم "الارهابي" يلعب دورا ايجابيا، من وجهة نظر القوة العظمى، في الحفاظ على توازن الشرق الاوسط الجديد، ويساهم بقسط وافر في منع تفرد محور على الاخر، سواء كان لقادة هذا التنظيم دراية بدورهم التاريخي هذا ام لا.

وفشل الجيش وفرقه الخاصة المدربة وفق احدث التقنيات، والمعززة بالدعم الامريكي، في دخول مدينة الفلوجة يثير تساؤلا، ويشير الى احتمالين لا ثالث لهما.
اما ان الجيش عاجز بالفعل، وضعيف، للحد الذي يفشل في دخول مدينة عراقية، او انه قادر ولكن اسلوب الضرب الذي يتبعه هو دغدغة فوق الحزام، قد يكون الهدف منها مشاغلة الرأي العام، فقط، او ربما استقطاب القيادات الداعشية للمدينة من اجل الاجهاز عليها مستقبلا؟

فاذا كان الجيش عاجزا، فان العجز لا يأتي من ضعف التسليح، ولا من قلة الموازنة العسكرية، ولا فقدان الحافز النفسي للمجندين، فالعراق يشهد فورة عسكرية معززة بمشاعر طائفية غير مسبوقة. وانما العجز، منطقيا، يأتي من قيادات الجيش، والاصابع تشير هنا الى القائد العام للقوات المسلحة شخصيا، وهو رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، فهو غير عسكري اساسا، ولابد ان يكون الحلقة الاضعف، وهو الذي يتحمل مسؤولية الفشل في حرب الانبار.

اما اذا كان العكس هو الصحيح، اي ان الجيش قادر على توجيه ضربات عسكرية قوية وقاتله لميليشيا داعش، خصوصا وان الاخيرة تتجمع في حدود مدينة تكاد تكون خالية من السكان، فان ذلك يشير باصابع الاتهام الى قيادة الجيش ايضا، لماذا هذا التقاعس، او ما هي الاجندة التي تقف خلف حماية الارهابيين وهم على مرمى حجر؟

اي لو كان الجيش العراقي غير قادر على هزيمة ميليشيا الفلوجة، فلماذا بدأ الحرب في الاساس، لماذا هاجم ساحات الاعتصام، ولم تكن حينها سوى تظاهرات سلمية، ولماذا جر النزاع من سلمي الى عسكري؟
ولو كان الجيش العراقي قادرا على هزيمة هذه المجموعة فلماذا هذا التكاسل في توجيه الضربة الحازمة التي تنهي القتال وتحقن الدماء، وقد اصبحت الحرب باسابيعها الاخيرة اشبة بمصارعة ثيران مقززة لا تفرز من جلودها سوى قيح الطائفية؟

بنظرة واقعية للاحداث، وبعيدا عن الشد الاعلامي، فلا داعش، ولا اية ميليشيا اخرى بامكانها اختطاف مدينة، وان الجيش العراقي المزود باحدث الاسلحة، وبالمعنويات "الطائفية"، فضلا عن تقينة الاستطلاع الامريكية، قادر على سحق اي تمرد من هذا النوع خلال ساعات قليلة فقط.

الا ان الدور السياسي الذي تلعبه داعش، وغيرها من التشكيلات الارهابية، منذ تغييرات عام 2003 الى اليوم هو الدرع الواقي للحكومة العراقية امام رياح الربيع العربي، فلا سوء الخدمات، ولا انقطاع الكهرباء، ولا فقدان الماء الصالح للشرب، ولا كل المصائب التي يعيشها العراقيون اليوم يمكن ان تحركه، او تدعوه للاعتراض، مادامت داعش في الوجود.

اكثر من هذا فان هذه الميليشيا، ومن خلال اصطفافها الطائفي، تتلاعب باراء الناخبين العراقيين بما يضمن الولاء للسيد المالكي، وكل يوم يمر من حرب الانبار يزداد رئيس الوزراء شعبية، وتزداد فرص بقائه لولاية ثالثة.

لهذا السبب برأيي لا يفرط المالكي ولا الامريكان بداعش، قبل الانتخابت القادمة، لانها تحفظ للاول بقائه في الحكم، وللثاني بتوازن المحورين، ولهذا السبب لا يستخدمون الجيش لسحق راس الدجاجة التي تبيض لهم ذهبا.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محافظة للكرد الفيلية، بحاجة لتوقيع لينين
- مولد بلا حمص
- الخطوة التالية.. كبش فداء شيعي
- الارهاب اندحر الى غير رجعة
- الطائفية، حاضنة فكرية للارهاب
- ما بين فيروز وحسن نصرالله
- بوشار الاسد .. فرقعة شعارات
- فتوى الكنيسة: الشيوعية كفر والحاد
- غازات سامة ليس لها صاحب
- السوريون بانتظار رامبو
- عيد اسود على الاخوة في المنطقة الخضراء
- هل اصوم من اجل ارضاء الاصدقاء؟
- ملعب الشعب وتصدير الكهرباء
- سوات وجه المالكي
- قراءة في تهديدات السيد الشهرستاني لاسرائيل
- المالكي واجواء حرب الكويت
- للاردن.. نفط وفوقه بوسه!
- لا للحرب في كردستان
- عبد الامير الزيدي هو رجل المرحلة
- اللطم مقابل الغذاء


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسين القطبي - داعش الدجاجة التي تبيض ذهبا