أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - المالكي.. تهديد خجول لاربيل














المزيد.....

المالكي.. تهديد خجول لاربيل


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد هبوط اسهمه في البورصة السياسية، يمر السيد المالكي هذه الايام باصعب فترة من حياته السياسية، فقد تصدعت الثقة التي منحها العراقيون له في الانتخابات الاخيرة، اذ لم تفلح محاولاته في التأسيس للولاية الثالثة. ولم يستطع اختراق الجدار البرلماني الشيعي، من اجل تحقيق الاغلبية، ولا حتى تحسين صورته امام ممثلي المكونات الاخرى، فبدا انتخابيا وكأنه في موقع الهزيمة اكثر منه في موقع المنتصر.

وفي هذه الايام التي تخيم فيها تداعيات سقوط الموصل على عقلية وذاكرة الفرد العراقي، وناخبي السيد المالكي على وجه الخصوص، يكتشف الرجل نفسه بانه قد يفقد ليس فقط شرعيته الانتخابية في الاسابيع القادمة، بل اكتشف نفسه عاريا، بلا "ثياب الامبراطور" التي اوهموه بها.

من هنا فان تهديده "الخجول" لاربيل ينبع من حاجته لاعادة الهيبة "المهزوزة"، ومثل كل السياسيين، ليس في جعبته اجراء اسرع وانجح من التصريحات النارية ليعيد بها توازنه في الاعلام الرسمي، واذا كانت التهديدات النارية التي سبق واطلقها بـ "سحق داعش خلال سويعات" عند سقوط الموصل اصبحت مثارا للسخرية، وحديثا للتندر، واستهلك معظم شعاراتها، فان تصعيد المواجهة "عسكريا" مع اربيل مازال يحمل بعضا من الاثارة الاعلامية.

الا ان اربيل، التي تمر في اقوى فتراتها، عسكريا وروحيا، وحتى دبلوماسيا، في المقابل، لا تبدو عليها امارات الضعف لتتلقى هذا التهديد على محمل الجد، والسيد المالكي يعي جيدا ان محاولة اخضاعها عن طريق التصريحات النارية الحماسية سوف ترتد عليه على شكل تعليقات ساخرة تجتاح الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الاخرى، ولن يحصد بها سوى المزيد من الفشل.

لذلك جاء تهديد السيد المالكي خجولا مترددا لم يقوى فيه على ذكر اسم خصمه اللدود "البارزاني" على الاقل، ولم تسعفه عضلاته الضامرة بالتلويح بالعصا تجاه الشمال، واكتفى بصياغة مترددة في جمل متباعدة، دون ذكر الخيار العسكري بالاسم.

قال: "الحكومة لن تسكت على تحول اربيل كمقر لداعش"، ثم تطرق الى ان القوات سوف تدخل في محافظات الانبار، صلاح الدين، ديالى ونينوى، واستكمل جملته بـ "والمحافظات الاخرى" تاركا الحرية لمعجبيه بتفسيرها بانها محافظات اقليم كردستان، وللاخرين بانه لا تعنيها.

وهذا الدوران بين الكلمات في لغة الخطاب السياسي، قد يكون مؤثرا وناجحا في اوقات السلم، ولكن وعلى ضوء ما تشهده البلاد من حرب داخلية، فانه لا يترجم سوى بالضعف والتردد في اطلاق التصريحات الصارخة المباشرة، خوفا من ان تتحول حسب ما توصف في الامثال العراقية، بانها اكبر من الفم.

نعم، لقد حقق السيد المالكي بهذا التهديد نقاط ايجابية تحسب له. اولا حقق تقدما طفيفا في اعادة الثقة بينه وبين البعض من اتباعه المتعطشين للمزيد من المواقف الصارمة بعد ان اتعبهم هذا اللعب الهادئ بالاعصاب المتوترة.
وثانيا يحاول احراج القوى والشخصيات المنافسة له داخل البيت الشيعي، وجرهم خلفه، وان يتبعوه فليس لقناعة منهم، بل من اجل تفويت الفرصة على محاولات اتهامهم بالخيانة.
وثالثا وجه رسالة اقليمية، الى الدول المعارضة لمشروع استقلال كردستان، وعلى رأسهم ايران، بانه مستعد للمواجهة مع الاقليم، ولعب دور الذراع الداخلي ضد هذه القوة النفطية الناشئة، واستعداده لاجهاض تجربة الاقليم التي ليس لها صديق في المنطقة.
ورابعا تمرير رسالة من تحت الطاولة الى الراعي الامريكي بانه مايزال يمتلك المزيد من الاوراق، وانه على استعداد للدخول في كل اوجه المجابهات، اذا قرر الامريكان الاعتماد علية للسنين الاربع القادمة.

الا انه، ورغم كل ذلك اخفق في استعادة صورة القائد العسكري الحازم ورجل الدولة "المهيوب" في الشارع العراقي، لأنه لم يستطع ان يمحو من ذاكرة العراقيين، وهو يهدد الاقليم القوي، وضعه العسكري امام داعش الضعيفة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة البارزاني
- جلسة البرلمان.. فاصل ونعود
- الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة
- من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن ...
- داعش... هل تستطيع البقاء في الموصل؟
- كردستان دولة عظمى في المنطقة!؟
- لماذا تفشل الحكومة العراقية في محاربة الارهاب؟
- الا الحرم الجامعي
- سامراء.. داعش قوية ام حكومة ضعيفة؟
- حول سرقة النفط... ملاحظات لم يتطرق لها الاعلام
- الاكراد يبدأون بسرقة النفط
- خيار الجماهير العراقية في الميزان
- المرحلة الثانية من ماراثون الوصول للسلطة
- الناخب الغلبان بين مطرقة داعش وسندان ايران
- شعدنه غير ابو سريوه!!!؟؟؟
- قطع رواتب الاقليم.. من هو المتضرر الحقيقي؟
- ان سرقت اسرق سوبر موشاك.. فضيحة جديدة في صفقات التسلح العراق ...
- داعش الدجاجة التي تبيض ذهبا
- محافظة للكرد الفيلية، بحاجة لتوقيع لينين
- مولد بلا حمص


المزيد.....




- ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة ...
- ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي ...
- هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟ ...
- وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ ...
- مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
- عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين ...
- إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
- صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت ...
- موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
- زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - المالكي.. تهديد خجول لاربيل