أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة














المزيد.....

الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 17:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست زهورا، بل غابة من الملفات الشائكة تنتظر على طاولة السيد العبادي، يوم يدشن مكتبه الجديد في المنطقة الخضراء. فقد ورث من سلفه، ورفيقه الجهادي عراقا في اسوء حالة، لم تمر عليه منذ تاسيسه وتنصيب الملك فيصل في 23 اب عام 1921 الى يوم وصول السيد المالكي للحكم.
والازمات التي تنتظره ليست فقط سياسية، وانما امنية وعسكرية، خدمية وادارية، اقتصادية ودبلوماسية... الخ فالعراق يبدو من الخارج وكأنه تنين يحتضر.

وامام السيد العبادي، في اسابيعه الاولى، خياران في التعامل مع الملفات "الازمات" المؤجلة هذه. خياره الاول هو الاحتفاظ بطاقم مستشاري المالكي السابق، اي الاستمرار بسياسة سلفه، وهي التصعيد الدائم، سواء داخليا، مع المكونات المجتمعية الاخرى، او خارجيا، مع الجوار الاقليمي، وبذلك يحصد نقاط انتخابية كثيرة ، ولكن على حساب الاستقرار في العراق.. كون التصعيد السياسي دائما يوحد صفوف فئة كبيرة من الجماهير الشيعية المتأثرة بالاعلام خلف القائد الراديكالي، خصوصا في الوضع الاقليمي المتشنج الذي نعيشه.

او الخيار الثاني وهو الاستغناء عن طاقم المستشارين للرئيس السابق وانتهاج سياسة جديدة في الانفتاح هدفها التنظيم العقلاني للعلاقة بين الاطراف والمركز، والدخول بحوارات جادة بعيدا عن لغة التشنج والتهييج الاعلامي، وبذلك يفقد قاعدة جماهيرية تعب على بنائها السيد المالكي طوال السنين الثمان المنصرمة، وهم فئة "الامية السياسية" التي يحركها الاعلام، ولكنه في الوقت نفسه يبني لعراق متصالح مع نفسه، ويوفر قاعدة اساسية وضرورية من اجل عودة البلد للاوضاع الطبيعية واسترداد عافيته.

وامام هذا المفترق، فان خيار السيد العبادي مازال مجهولا، فمن جانب هو لا يختلف عن سلفه السيد المالكي كونه ينحدر من تصور "ديني-سياسي" ليس من اولوياته الاهتمام بالخدمات وتحسين المستوى الاقتصادي، ويفتقر الى برنامج علمي متكامل لادارة بلد وتحقيق النمو، بل يعتبر ان البقاء في السلطة باية وسيله هو فرض وحق الهي وان تعددت السبل لذلك.

ومن جانب اخر فان السيد العبادي رجل علمي، شقى لنيل شهادة الدكتوراه في الهندسة وعاش اغلب سني عمره في كنف المجتمعات العصرية الناجحة ولا شك انه قد تأثر بالمنهج العلمي في ادارة البلدان نتيجة معايشته المباشرة للتجربة البريطانية على الاقل، عكس سلفه الذي عاش حياته كلها في ظل نظامين متزمتين هما ايران وسوريا، الاول ثيوقراطي "جهادي" راديكالي، والثاني ديكتاتوري قومي متطرف، هذا بعد ان غادر العراق وهو في ظل نظام البعث السابق.

على السيد العبادي ان يختار اي الطريقين، والزمن يمر مسرعاً على ضوء الوضع الامني المتردي في العراق، ولن يمنح ادارة السيد العبادي سوى فرصة واحدة، وخيارين، اما ان يواصل سياسة سلفه في الهدم، او تغييرها باتجاه البناء. وقرار السيد العبادي في الاختيار سوف لن يقرر مستقبل العراق للسنوات الاربع القادمة، فقط، وانما ستمتد تاثيرات هذا القرار الى المدى البعيد ايضا. واتمنى ان يعي بالفعل خطورة هذه الاسابيع القليلة القادمة على التاريخ العراقي.

صحيح ان ارث المالكي ثقيل جدا على كاهل سلفه، العبادي، يحمله مثل خزانة مسروقة، وهو يقف حائرا في مفترق الطريق، الا ان الفرصة الاخيرة ماتزال، والعراقيون مايزالون بالانتظار، في اي الاتجاهين سينقل الرئيس الجديد القدم؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كش مالكي
- هل انتحرت داعش بدخول سنجار
- دخول داعش.. الفاتيكان تعلم والمالكي تفاجأ!
- اسرائيل واستقلال كردستان
- المالكي.. تهديد خجول لاربيل
- جريمة البارزاني
- جلسة البرلمان.. فاصل ونعود
- الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة
- من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن ...
- داعش... هل تستطيع البقاء في الموصل؟
- كردستان دولة عظمى في المنطقة!؟
- لماذا تفشل الحكومة العراقية في محاربة الارهاب؟
- الا الحرم الجامعي
- سامراء.. داعش قوية ام حكومة ضعيفة؟
- حول سرقة النفط... ملاحظات لم يتطرق لها الاعلام
- الاكراد يبدأون بسرقة النفط
- خيار الجماهير العراقية في الميزان
- المرحلة الثانية من ماراثون الوصول للسلطة
- الناخب الغلبان بين مطرقة داعش وسندان ايران
- شعدنه غير ابو سريوه!!!؟؟؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة