أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - داعش في بغداد.. للتغطية على كوباني














المزيد.....

داعش في بغداد.. للتغطية على كوباني


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في منتصف ايلول، استفاقت القرى الكردية باطراف كوباني على حشود من الدبابات الحديثة، والمقاتلين الملتحين المتربين، يشقون غبرة الطرق الريفية على ظهور الناقلات، وبدأت تلك القرى بالسقوط مثل اوراق مزارعها، بايديهم تباعا..

مقاتلو داعش المنتشون بانتصاراتهم السهلة في العراق، وتكاد تصل اراضيهم من تخوم الحدود الايرانية شرقا، الى البحر المتوسط غربا، واستحصلوها بدون جهد، كانوا على موعد لدخول مركز المدينة (كوباني) خلال ساعات قليلة.

الا ان مسير الاحداث اللاحقة، بالاتجاه المعاكس، والمقاومة الاسطورية التي ابداها المحاصرون في احياء المدينة اصاب التنظيم بالخيبة، وكشف لمقاتليه ضعفهم، وبانت حقيقتهم في القتال، بل ظهر ان انتصارات الموصل وديالى والانبار وصلاح الدين، في اخر ايام وزارة المالكي في العراق، كأنها اشبه ما تكون بنصر مفبرك، فهم عاجزون، رغم كل الاسلحة الحديثة التي تركها لهم الجيش العراقي، والروح المعنوية الهائلة التي منحهم اياها، عاجزون امام مدينة صغيرة شبه مفرغة من السكان.

ولأن هجمة داعش تمت بتركيز اعلامي مكثف، واستعراض عضلات امام الشاشات العالمية، فقد اكتسبت اهمية معنوية وروحية قصوى لمقاتلي التنظيم.
وفشلهم في دخول المدينة رغم تركيز كل الجهد عليها، ودعم الاتراك، وتساهل الامريكان، بعد مرور شهر كامل، وبعد تقديمهم للمئات من الضحايا (بمن فيهم قائد الحملة ابوخطاب الكردي)، فقد ادى الى هبوط معنوياتهم وانكسارهم روحيا مما يعني لهم بداية الهزيمة.

وتنظيم مثل داعش، من التنظيمات التي لا تستند على مطاليب جماهيرية، ولا تستمد وجودها من حاجة انسانية دائمة، بل تعتمد على روح الحماس والتثوير وشحذ الغرائز، الموقت، لا بد ان يتأثر بهبوط المعنويات بشكل كبير جدا عند ادنى هزيمة، ويفقد التنظيم تركيزه. ولهذا السبب فقد برزت الحاجة لتحقيق انتصارات سريعة في اماكن اخرى، حتى وان كانت وهمية، او اعلامية محضة، من اجل صرف الانظار عن اول هزيمة تتكبدها الدولة الاسلامية، حفاظا على معنويات مقاتليها.

في يوم الاثنين 13 ايلول توجهت عناصرهم الى الاراضي الرخوة في غرب العراق، هاجمت قضاء هيت، فانسحب الجيش العراقي من امامها، وليحقق التنظيم نصره فيها خلال ساعات، بعد ذلك ترك الجيش لهم معسكر المدينة بكل معداته الحربية وذخائره، عقب ذلك هاجم قضاء ابوغريب، فنشرت وسائل الاعلام خبر سقوط القضاء ( غرب بغداد)، ثم وصول القتال الى مطار بغداد من اجل اقتحامه، كل ذلك من اجل تحقيق انتصارات سهلة في هذه المناطق السهلة، التي كانت تحت سيطرتهم سابقا، ولهم فيها مواطئ قدم.

حاول العراق نفي حدوث معركة حول المطار، الا ان تصريح وزير الدفاع الامريكي مارتن ديمبسي قد كشف بان مطار بغداد كان على وشك السقوط فعلا بايدي مقاتلي داعش لولا مشاركة مروحيات الاباتشي في ضرب الارهابيين، في منطقة لا تبعد عنه اكثر من 20 كيلومترا.

كل ذلك من اجل تحقيق نصر يعيد للمقاتلين ثقتهم، وتوازنهم الذي اختل مؤخرا، ولعل اكبر "الخبطات" الاعلامية لداعش جاءت من خلال تسريب المعلومات حول نيتها دخول بغداد، الى وسائل الاعلام التي لا تعمل هي الاخرى بمهنية، من اجل دعمهم في التغطية على حالة التوتر التي استشرت بين عناصر التنظيم.

الا ان المحاولات كلها لم تستطيع تجميل الصورة، لا باحتلال هيت، ولا بدخول ابوغريب، ولا بشائعات اجتياح بغداد، فكوباني، المدينة الصغيرة، المطوقة منذ شهر حصدت من ارواح المقاتلين الدواعش المئات، واستنزفت من اسلحتهم ما يقدر بملايين الدولارات، واوقعت فيهم الهزيمة المعنوية الاولى، وهي بداية انهيارهم... فقد اوضحت لهم كوباني، وبصراحة، اين هم من دخول بغداد!!











#حسين_القطبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوباني تكشف اسرار داعش
- اللعبة الامريكية القذرة في كوباني
- نائب لا ضرورة له.. لمنصب لا صلاحيات له
- ابوبكر البغدادي.. هل هو المهدي المنتظر؟ سؤال للشيخ جلال الدي ...
- تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة
- الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة
- كش مالكي
- هل انتحرت داعش بدخول سنجار
- دخول داعش.. الفاتيكان تعلم والمالكي تفاجأ!
- اسرائيل واستقلال كردستان
- المالكي.. تهديد خجول لاربيل
- جريمة البارزاني
- جلسة البرلمان.. فاصل ونعود
- الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة
- من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن ...
- داعش... هل تستطيع البقاء في الموصل؟
- كردستان دولة عظمى في المنطقة!؟
- لماذا تفشل الحكومة العراقية في محاربة الارهاب؟
- الا الحرم الجامعي
- سامراء.. داعش قوية ام حكومة ضعيفة؟


المزيد.....




- مصر.. حملة أمنية واسعة لضبط صناع المحتوى -الخادش للحياء-
- فيديو.. لص حاول سرقة هاتف مراسلة في البرازيل
- مظاهرات في تل أبيب بعد فيديو -الرهائن الجوعى-
- 3 أشياء سامة بغرفة نومك.. تخلص منها فورا
- لجنة التحقيق في أحداث السويداء تبدأ عملها وتقدم -تعهدات-
- تعرف على عادتين بسيطتين تحسنان صحتك النفسية
- إعلام أميركي: ماسك أنفق ملايين الدولارات لاستعادة ود ترامب
- فيديو.. انفجارات قرب محطة زابوريجيا النووية
- بركان ثائر يربك حركة الطيران بإقليم تينجارا الأندونيسي
- تصعيد نووي بين أميركا وروسيا.. مناورة أم اقتراب من الهاوية؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - داعش في بغداد.. للتغطية على كوباني