أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - كوباني تكشف اسرار داعش














المزيد.....

كوباني تكشف اسرار داعش


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 15:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كوباني تكشف اسرار داعش

رغم ان الاعلام العراقي لخص لنا، وبسذاجة، ان اجتياح داعش للموصل كان استجابة لنداء من اثيل النجيفي والبارزاني، ورغم ان الكثيرين صدقوه، وبسذاجة ايضا، الا ان الحقائق التي تنكشف حول هذا التنظيم، وفي كوباني بالتحديد، توضح لنا ان داعش اكبر من النجيفي ومن المالكي ومن العراق ومن الشرق الاوسط برمته.

عملت على صناعة هذا التنظيم الاخطبوطي جهات ودول عالمية واقليمية. السعودية وقطر، بالنيابة عن البترودولار الخليجي، قامت بتمويله. تركيا تقوم بدور الحاضنة التي تقدم الخدمات اللوجستية وايصال الدواعش الى ساحات القتال في سوريا. العراق قام بتقديم الاسلحة بما قيمته مليارات الدولارات عن طريق الانسحابات وترك المعدات بكامل جهوزيتها. سوريا قامت بتوفير الارض وابار بترولها. ايران ساهمت بتقديم الدعم الدبلوماسي كمعارض لضرب الامريكان لقواعد داعش، واخيرا امريكا هي مهندس ومنسق ومخرج هذه اللعبة.

بالنسبة لقطر والسعودية، فهما افضل من يستطيع توفير دعم مادي، فلديها فائض من السيولة اكبر بكثير مما تستطيع توضيفه في مشاريع تجارية مثمرة، قطر وصلت للحد الذي تلجأ فيه لشراء اسواق في لندن لا تدر عليها المردود المادي مثل سوق هارودز وبعض العقارات الجامدة. فلم تجد استثمارا لاموالها افضل من تقديمها للمشاريع الامريكية في المنطقة من اجل المحافظة على مراكزها السياسية، والبقاء في الحكم، وتفادي المؤامرات الخارجية التي تستهدف نظم الحكم فيها.

تركيا هي افضل من تلعب دور الوسيط لانتقال المقاتلين كون رأسها يقع في اوربا، وارجلها تتمدد على طول حدود سوريا والعراق الشمالية. وفيها حكم اسلامي سني اطلق العنان للمدارس الاسلامية ومراكز التثقيف الديني المتطرف، والمئات من المنتجعات المتباعدة، تحت تصرفهم.

العراق هو افضل من يقدم الاسلحة، فله ترسانة على الارض تقدر بمليارات الدولارات، تفوق حاجة الجيش العراقي، الذي لا وجود فعلي له، وفيه ميزانيات انفجارية تؤمن شراء احدث المعدات الحربية الامريكية، جمد اكثرها في المناطق المستهدفة من قبل داعش. كما انه يعيش فترة انقسامات طائفية ساهمت في اخراج افضل سيناريو، وحرب تصفية حسابات بين السياسيين مكنت المالكي (رئيس الوزراء السابق) من ترويج التهمة على الشخصيات السياسية المنافسة.

سوريا الاسد ساهمت بشكل كبير في توفير اجواء النمو للتنظيم عن طريق ضرب منافسيه من جهة وتسخير الموارد النفطية له والانسحاب من المدن والمناطق الستراتيجية لتكون معقلا للتدريبات العسكرية وجمع اشلاء التنظيم ورص صفوفه.

الاتحاد الاوربي لعب دوره في بحماية المراكز الدينية المتطرفة باسم "الدفاع عن التنوع الفكري" ووفرت لدعاته الحماية باسم حقوق الانسان وقدمت لهم الحصانة الفعلية كون الكثير من كوادرهم يحملون جنسيات اوربية.

وبالنتيجة فان الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة القادرة على اخراج عمل بهذا الحجم، وتوزيع الادوار بهذه السلاسة، اي بجمع المال الخليجي، والارض التركية، وساحات التدريب السورية والاسلحة العراقية، وفوقها الحماية الاوربية. وهي الوحيدة القادرة على تحييد القوى الرافضة لنشوء داعش، في حال معارضة روسيا او الصين او الحكومات العربية.

وبالمقابل فان هذه الاطراف كلها قد حققت نجاحات في اداء ادوارها، وحصلت على مكاسب من اشتراكها في العملية الاخطبوطية الكبيرة.

الخليج، قطر والسعودية على وجه الخصوص، تحافظ على ضمانات بقاء انظمتها مستقرة، وتبعد الارهاب عن اراضيها، رغم انها ساحة الارهاب الحقيقية ومنها تنطلق الافكار والدعوات المتطرفة.

تركيا حصلت على ضمانة ضرب مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وحليفه ي ب ك في سوريا، وتدمير قواعده في المدن الكردية المحررة.

العراق حصل على ضخ اعلامي طائفي متطرف ساهم في استمرار لعبة الطائفية وجرت فيه عملية تبادل سلسة بالكراسي بين نفس الوجوه بسبب الرعب الذي تركته داعش لدى الناخب العراقي الشيعي على وجه الخصوص.

وامريكا هي المستفيد الاكبر، فمشروعها الطويل الامد بتدمير كل القوى السياسية اليسارية، والافكار الطبقية التي تناوئ التوجهات الرأسمالية في الشرق يحقق النجاحات، وينسف قواعد الفكر الطبقي في حواضنة الطبيعية (الاحياء الفقيرة) المدن التي تعيش تحت خط الفقر، والكتل السكانية التي تعاني من سلطة الحكومات وديمقراطيتها الشكلية الجائرة.

وامام هذه القوى المستفيدة، من هم الخاسرون.. الخاسرون هم الشعوب التي تدمر مدنها وقراها في شمال العراق وسوريا، الخاسرون هم الشعب العراقي برمته الذي يتفرج على رقاب ابنائه تحز بالسكاكين، والذي يفقد ثرواته الهائلة ويعيش كافقر شعوب الارض. والخاسرون هم الشعوب الاسلامية قاطبة، التي ينمو فيها التطرف الديني والطائفي بدلا من انتشار العلم وبناء اسس وقواعد التنمية المطلوبة لازدهار المجتمعات.. والخاسرون هم شعوب العالم اجمع، المهددة بانتشار ثقافة الصحراء ومزاج القرون المظلمة، وازدهار الكراهية بدلا من تعزيز ثقافة التحضر والاحترام المتبادل بين الشعوب وبناء مجتمع انساني مسالم.

ولولا مقاومة رجال ونساء كوباني.. ومشاهدة العالم وهو يتفرج بانتظار سقوطها، لما انتهنا الى المفارقة العجيبة في تعامل هذه القوى مع داعش... فكل الدول تدعي انها تحارب داعش، لكنها كلها واقفة بانتظار سقوط المدينة الاهم، ووصول الدواعش الى نقطة الحدود التركية، وتحقيق النصر العسكرية الستراتيجي والنفسي الاعلامي المهم لتجنيد الالاف من المقاتلين الجدد..!

وكل ما طالت مقاومة كوباني، انكشف زيف هذه القوى التي تنافق باسم الانسانية وحقوق البشر، وادعاء معاداة داعش.

حسين القطبي



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة الامريكية القذرة في كوباني
- نائب لا ضرورة له.. لمنصب لا صلاحيات له
- ابوبكر البغدادي.. هل هو المهدي المنتظر؟ سؤال للشيخ جلال الدي ...
- تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة
- الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة
- كش مالكي
- هل انتحرت داعش بدخول سنجار
- دخول داعش.. الفاتيكان تعلم والمالكي تفاجأ!
- اسرائيل واستقلال كردستان
- المالكي.. تهديد خجول لاربيل
- جريمة البارزاني
- جلسة البرلمان.. فاصل ونعود
- الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة
- من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن ...
- داعش... هل تستطيع البقاء في الموصل؟
- كردستان دولة عظمى في المنطقة!؟
- لماذا تفشل الحكومة العراقية في محاربة الارهاب؟
- الا الحرم الجامعي
- سامراء.. داعش قوية ام حكومة ضعيفة؟
- حول سرقة النفط... ملاحظات لم يتطرق لها الاعلام


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - كوباني تكشف اسرار داعش