أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - العبادي... اصلاحات ام التفاف حول مطاليب المتظاهرين














المزيد.....

العبادي... اصلاحات ام التفاف حول مطاليب المتظاهرين


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 02:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست رواتب خمسة او عشرة موظفين، او حتى مئة هي اسباب المعاناة الاقتصادية التي يعيشها العراقيون اليوم... ففي افقر دول العالم هنالك نواب لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والبرلمان، ولهم حمايات ايضا، بما في ذلك بلدان في افريقيا تشكل المساعدات الانسانية عماد ميزانياتها السنوية، بل الامر يبدو مضحكا عندما يتعلق ببلد مثل العراق، يعتبر من اغنى دول العالم بالموارد الطبيعية.

بل ان اختزال معاناة العراقيين بالرواتب الاسمية لنواب رئيس الجمهورية، باعتراف الحكومة ان هذه المناصب كانت زائدة عن الحاجة، وليست لها ضرورة، هو بحد ذاته اعتراف ضمني بفشل النظام الاداري، الذي اوجد هذه الوظائف الزائدة من الاساس...

اي ان وجود وظائف عليا في جهاز الدولة على انها ليست ضرورية، هو بحد ذاته اشارة الى ان الخلل ليس في وجود هذه الوظائف وانما بالنظام الاداري، الطويل العريض، الذي اوجدها.

وبالتالي فان الغاء هذه الوظائف وترك النظام الاداري على صيغته الحالية يعني ان حزمة الاصلاحات المقدمة من السيد العبادي تتجاهل اساس المشكلة، تتناول القشور وتترك جوهر الازمة، وهذا بالتاكيد ليس حلا.

واهم عناصر هذا الخلل هو سياسة الموازنة بالمناصب الحكومية، ومحاصصتها حزبيا وطائفيا، ومحاولات ارضاء مراكز القوى الدينية والسياسية، بعدد المناصب الممنوحة لها، ونوعيتها.. الخ.

الحل الحقيقي، اذا كانت هنالك نية صادقة للحل، هو في الحد من استفحال ظاهرة التحاصص، واعتماد مبدأ الكفاءة قبل الانتماء في اشغال المراكز الحساسة، وهو ما تاخر العبادي باجراءه، فكان يجب ان يكون ذلك على راس اولوياته عند تشكيل الوزارة في 8 سبتمبر 2014، خصوصا وانها جاءت على انقاض اكبر وزارة فساد شهدها تاريخ العراق الحديث وهي وزارة السيد نوري المالكي.

الا ان هذا كان يتطلب من السيد العبادي جرأة لم يكن يمتلكها، اذ كيف يستطيع معالجة هذا الخلل وهو شخصيا دخل الحكومة من الاساس، من بوابة المحاصصة الطائفية-الحزبية؟

لهذا السبب فان خيارات السيد العبادي اليوم باتت محدودة، وحزمته العجولة المضطربة لما يسميها بـ "الاصلاحات" لا تمس جوهر المشكلة اساسا.

حتى انه في تقييم سطحي، يجد المتتبع لسير الاحداث في اليومين الاخيرين، ان السيد العبادي نفسه غير مقتنع بان حزمته سوف تنهي التذمر الجماهيري، والدليل هو زج اسم المرجعية الدينية، واعطائها دورا اعلاميا في صياغة الاصلاحات، وهذا مؤشر على وعي العبادي بانها غير كافية لاقناع العراقيين، وهي في الحقيقة محاولة منه لتسويق بضاعته، بشكل اخر.

وبالنتيجة، حتى لو استطاعت حزمة الاصلاحات للسيد العبادي ان تهدئ من غليان الشارع العراقي، مؤقتا، فانها لن تكون الحل النهائي، لان الخلل لم يكن في وجود مناصب النواب هذه ابدا، وانما في النظام الاداري الذي اوجدها، وبدون اصلاحه فان حزمة الاصلاحات، ليست سوى التفاف على المطاليب الحقيقية، لا توقف انتفاضة العراقيين ضد احزاب الدين السياسي مطلقا، وانما تؤجلها فقط...



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية بين الشعبين.. التركي والاسرائيلي
- تركيا وخياط الفتق من دون خيوط
- عام المالكي الكئيب
- الغرقى العراقيون في التايتانيك
- الشتاء للنازحين... اقسى من هجوم داعش
- مدى الواقعية في المطالبة باقليم للتركمان في العراق...
- الجعفري في تركيا... اسمع كلامك اصدقك...
- الشرق الاوسط... داعشي وان لم ينتمي
- داعش في بغداد.. للتغطية على كوباني
- كوباني تكشف اسرار داعش
- اللعبة الامريكية القذرة في كوباني
- نائب لا ضرورة له.. لمنصب لا صلاحيات له
- ابوبكر البغدادي.. هل هو المهدي المنتظر؟ سؤال للشيخ جلال الدي ...
- تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة
- الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة
- كش مالكي
- هل انتحرت داعش بدخول سنجار
- دخول داعش.. الفاتيكان تعلم والمالكي تفاجأ!
- اسرائيل واستقلال كردستان
- المالكي.. تهديد خجول لاربيل


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - العبادي... اصلاحات ام التفاف حول مطاليب المتظاهرين