أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - وصفُ أصيلة 3














المزيد.....

وصفُ أصيلة 3


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 12:30
المحور: الادب والفن
    


عند الغروب، خرجنا من منزل مضيفينا ويممنا وجهنا صوبَ المدينة القديمة. الدرب، الممتد إلى تلك الجهة، كان مرصوفاً ببلاط صقيل وزاهٍ. فيما أن جانبيّ الدرب، المظللين بأشجار البرتقال، قد غرسا بعشرات الكرات الحجرية وكأنما ترمز للعوالم المختلفة، التي يتدفق منها السيّاح إلى هذه المدينة.
الأبنية الحديثة، تتطاول من خلف المشهد، ومن أهمها المكتبة الكبرى الممنوحة اسمَ أمير من الأسرة السعودية. نسير إذاً في الدرب المزدحم، المترامي على طرفه الأيمن محلات بيع التحف التذكارية والمقاهي والمطاعم الراقية. إلى أن لاحَ سورُ المدينة القديمة، وقد فُتِحَ فيه إحدى بواباتها الثلاث. هذه البوابة، المطلة برأسها الضخم كتنينٍ خرافيّ، تتميّز بأحجارها البنية اللون عن بقية أجزاء السور، المطلية بالأبيض الناصع كما والأبنية جميعاً. عريشة مجنونة، ذات أزاهير أرجوانية، تعانق شجرة نخيل هائلة الحجم تبدو كأنها حارسُ تلك البوابة. بإزاء السور، تتوالى محلات شعبية للأطعمة وقد صُفّ في كلّ منها الطاولات والكراسي تحت سرادق من قماشٍ ملوّن. لاحقاً، سنؤوب إلى هذا المكان كي نتناول عشاءنا.
ما أن يدلفُ المرءُ إلى المدينة القديمة عبْرَ مدخلها الرئيس، " باب القصبة "، حتى تبهره أبنيتها الناصعة، المطعّمة بالأزرق، كجميع المدن البحرية المغربية. إلا أن باعث الدهشة، ولا شك، هو نظافة الدروب وجدّتها ورونقها. سأعلم فيما بعد، أن هذه المدينة مُدينةٌ في تجديدها وترميم جميع أبنيتها الأثرية، لابنها البار محمد بنعيسى، الوزير السابق؛ الذي أحيى فيها أحد أهم المهرجانات الثقافية في العالم. والتقليد هنا، أن يقوم الأهالي بإعادة صبغ أبواب وجدران منازلهم التقليدية قبل موعد المهرجان ( شهر يونيو / حزيران )، كما والاعتناء بنظافة دروبها وساحتها. فلم يكن بالغريب إذاً، أن تمنح المدينة جائزة " آغا خان " لفن العمارة. هذا الفن، من ناحية أخرى، لا يمكن القول أنه محليّ تماماً. ففي " أصيلة "، تتجاور المنازل المغربية الطابع، المكونة من دورين غالباً، مع الأبراج الكبيرة المبنية في زمن السيطرة البرتغالية. " منارة القامرة "، الكائنة على طرف ساحة ابن خلدون، هيَ من تلك الصروح الأوروبية الطراز ( القرن الخامس عشر ) وتذكّر المرء بأبراج القلعة البحرية في مدينة " الصويرة "، الجنوبية. بيْدَ أن التهجين هنا، ليسَ في العمارة حَسْب. إذ ما أن توغلنا في أزقة المدينة، إلا وتجلّت لأعيننا اللوحات العملاقة، المزينة جدران أبنيها والمُبتدعة من لَدُن فنانين مشهورين من مختلف الجنسيات. في اليوم التالي، سيكون لي لقاءٌ مع أحد أولئك المبدعين؛ وهيَ فنانة أمريكية مخضرمة تملك مرسماً في المدينة القديمة.

للرحلة صلة..



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهرم
- العبيد
- وصفُ أصيلة 2
- النبوءة
- القط
- المسرح
- أقوال غير مأثورة
- الطائر
- وصفُ أصيلة
- ملك العالم
- صراط التجربة
- الإرهاب هو الحل
- المهدي والخليفة
- عالم واقعي، عالم افتراضي 4
- قاطع الطريق
- الحاجب
- الكوري الشمالي والكوردي الشمالي
- السقاء
- المدينة الغريبة
- أنا الإله


المزيد.....




- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...
- المعمار الصحراوي.. هوية بصرية تروي ذاكرة المغرب العميق
- خطه بالمعتقل.. أسير فلسطيني محرر يشهر -مصحف الحفاظ- بمعرض إس ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - وصفُ أصيلة 3