أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - قاطع الطريق














المزيد.....

قاطع الطريق


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 13:43
المحور: الادب والفن
    


إنه يدرك، أنها ليلته الأخيرة في هذه الحياة.
" ولكن، أيّ حياة كانت تلك، التي قضيتها دائماً في مواجهة الموت أو في رفده بضحايا كان ذنبهم الوحيد هو مصادفة مرورهم من درب الجبل "، هكذا فكّر قاطع الطريق المحكوم بالإعدام. إلا أنّ تشبثه بالحياة، كأيّ كائن حيّ، جعل الجدارَ يتلقى ضربات رأسه اليائسة.
في مكان آخر، لا يُمكن مقارنته بحال مع مقر إقامة السجين المحكوم بالإعدام، كان رجلٌ متوسط العمر يبدو منشغلَ الفكر بأشياء تمتّ في المقابل لمسألة الموت، الخالدة. قبل قليل، كان مقدّم السجن يجلس بمواجهته على الأريكة الوثيرة، المُظهرة بالديباج الأرجوانيّ، وقد أرخى يدَه المثقلة الأنامل بخواتم حديدية فظة لا ريب أنها تساعد صاحبها في التنكيل بلحوم المحكومين البائسين.
" وإذاً، فأنت على ثقةٍ أنّ ذلك المحكومَ بالإعدام لم يخبر أحداً غيرك بالأمر؟ "؛ هكذا سبق وسأل المقدّم قبل أن يأذن له بالانصراف إلى عمله. " بيْدَ أنّ الرجلَ، في آخر المطاف، لن يصل إلى المكان المقصود إلا وهو جثة بلا نفَس "، فكّرَ متنهداً بارتياح. على الأثر، رفعَ الوزيرُ رأسه وصرخ بالحارس، الملتزم بالتسمّر أمام باب حجرته. قبل هذه الحركة الأخيرة، كان قد أجهدَ دماغه جيداً في تدبير مخرجٍ مناسبٍ للمعضلة: " المحكوم بالإعدام، يدّعي أنّ ناسكاً في الجبل، عارفاً بأمور الفلك، قد تنبأ له ذات يوم بأنه سيموت هو والسلطان في ميقاتٍ واحد. سننتحدث للأول بعد قليل، ومن ثمّ نسلم رأسَه لسيف الجلاد كي يُطوى السرُّ أبداً. فلو صدقت النبوءة، فإنني سأكون من الغد وصياً على وليّ العهد فأحكم الدولة العظيمة باسمه وبمساعدة السلطانة الأم ".
في مكان آخر، أكثر نأياً، كان ثمّة رجل يستقبل أولى سهام الشمس وهوَ مدججٌ بسيفٍ مُرهف النصل. من مكمنه، وراء صخرةٍ صديقة تتعرش عليها الطحالبُ الداكنة الخضرة، راحَ يُصغي بانتباه إلى صوت خطىً مُريبة. وقد صدَقَ حدَسُهُ. فهوَ ذا عابرُ سبيل، عاثر الحظ ولا مَراء، قد دفعَهُ القدَرُ إلى المرور من درب الجبل. كذلك فكّر قاطعُ الطريق، فيما كان يُتابع سيرَ الآخر المُتجه إلى مضاءة الغابة، أين ينتهي الدرب.
" قفْ عندك، يا هذا! "، صرخَ بعابر السبيل وهوَ يقفز نحوه شاهراً السيف المصقول. ولم يكن الآخر، كما سيخمن صائباً قارئُ الحكاية، سوى صاحبنا الوزير. لقد بدا هذا، على دهشة قاطع الطريق، هادئاً وغيرَ هيّابٍ للخطر الفاغر الفم.
" لا تخشَ شيئاً، أيها الناسكُ العارفُ، فإنني لستُ سوى رجل مسالم أتى إليك لتساعده على استكناه ما تخبئه الأيام له "، قال الوزيرُ المتماهي بملبس التجار. خطوةٌ واحدة حَسْب، كانت إذاك تفصل بين الرجلين؛ وكانت هيَ الخطوة ذاتها، المؤدية إلى ظلمات المصير الحَتْم، العَدَم.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجب
- الكوري الشمالي والكوردي الشمالي
- السقاء
- المدينة الغريبة
- أنا الإله
- عالم واقعي، عالم افتراضي 3
- مرآة صغيرة
- الرهط
- عالم واقعي، عالم افتراضي 2
- حقيبة يد
- حُمّى البَحر
- عالم واقعي، عالم افتراضي
- الملك الأسير
- كنت معهم؟
- صاحب الزمان
- داليدا
- الحسن باكور
- بائعة الورد
- الكنز
- الفونسو


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - قاطع الطريق