أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - عالم واقعي، عالم افتراضي 2















المزيد.....

عالم واقعي، عالم افتراضي 2


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4789 - 2015 / 4 / 27 - 23:40
المحور: الادب والفن
    


1
خلال فترة دراستي بموسكو، في الثمانينات، كان الرفيق عمار يحاول ترشيح الموالين لجماعته في مؤتمر منظمة الحزب، الذي كان مقرراً انعقاده آنذاك. وكوني قد اصطدمت معه في النقاش أكثر من مرة، فإنه سبق ورشح رفيق آخر في انتخابات اتحاد الطلبة. ولكن، في موضوع المؤتمر، اذا به يغيّر رأيه فيّ بعدما أقنعه بعضهم بأنني أفضل من غيري، خصوصاً ونحن أولاد حارة واحدة.
قبل انعقاد المؤتمر بيوم واحد، أصبت بآلام مبرحة في معدتي. عند ذلك، حضر الرفيق عمار بنفسه مع الدواء. ولما ساءت حالتي، وأراد أحد الشباب أن يتصل بالمستشفى، فإن الرفيق عمار منعه قائلاً أن ذلك لا داع له. كان ما يزال يأمل فيّ، وأنني الرفيق المناسب. لكن الاسعاف حضر ونقلوني الى المشفى، حيث بقيت فيها اسبوعين. ويا فرحة ما تمت..!
بعد عودتي إلى الوطن، في بداية عام 1986، التقيت الرفيق عمار صدفةً خلال حضوري لمهرجان دمشق السينمائي. وإذا به يشيح بنظره جانباً، وكأنه لا يعرفني. وبالصدفة أيضاً، كنت أجلس في صالة المهرجان بالصف الأول. وإذا بالرفيق عمار يأخذ مكانه خلفي مباشرة. كانت ثمة فتاة جميلة تجلس بقربي ومشغولة بقراءة برنامج المهرجان. بعدما انتهت من القراءة، استأذنتها باستعارة الورقة. على غرة، مدّ الرفيق عمار يده بطريقة فظة، مغمغماً بما يفيد أنه بحاجة أيضاً لقراءة الورقة. فما كان مني سوى إعادة الورقة لصاحبتها شاكراً، دونما أن ألتفت قط لليد الكريهة التي كانت ما زالت معلقة في الهواء.

2
في الثمانينات، خلال فترة دراستي بموسكو، كان الرفيق عمار قد انهى دكتوراه اقتصاد سياسي. إلا أنه بقي هناك لسبب غير معروف، حيث وضعوا سيارة وسائق بتصرفه. كان معتاداً على الجلوس في مقهى السكن الطلابي ( وهو اوتيل فخم )، ممسكاً بجريدة " البرافدا "، فيما هو يلقي نظرات مواربة على رفاق حزبه وكأنه يتجسس عليهم. في الاجتماع الحزبي لاحقاً، كان يتبجح بالقول وهو يتفحص وجوه الآخرين: " يا رفاق، الحزب يعرف كل شيء عنكم!! ".

3
هذه الواقعة الحقيقية، رواها لي ابني اليوم:
منذ أن استلم ستالين مكتبه في الكرملين ( بعدما صار الحاكم المطلق )، أوصى الحراس بعدم الدخول عليه إلا حينما يطلب منهم ذلك. وكي يختبر مدى التزامهم بالأمر، قام ذات مرة بإصدار أصوات عراك في مكتبه، فاعتقد الحراس أنه قد تعرض لهجوم. فما أن دخلوا المكتب وقد اشهروا أسلحتهم، حتى كان ستالين بمواجهتهم كي يذكرهم بالأمر. ويقال، أن الحراس أعدموا على الأثر بتهمة الخيانة.
في نهاية عهده بالسلطة، سقط ستالين مريضاً ثم راح في غيبوبة لم يفق منها أبداً. لأن الحراس رفضوا أوامر المقربين من ستالين بأن يدخلوا المكتب للاطمئنان عليه. وهكذا لم يحصل الطاغية على الاسعاف الضروري، فهلك نتيجة وساوسه وشكّه بكل من يحيطون به من رفاق وحراس.

4
في ربيع 2006، أثناء دعوتي لمؤتمر ثقافي في كردستان العراق، تعرفت في الفندق على مطربة من أنصار أوجلان، اسمها الفني Cane هذه المطربة ( وهي من كردستان تركية )، لم تكن تفوّت أي زيارة لوفدنا إلى الأماكن الرسمية والسياحية والأثرية داخل وخارج مدينة هولير ( أربيل )، وعلى الرغم من كونها غير مدعوة من قبل المؤسسة الثقافية التي نظمت هذا المؤتمر.
إلى أن حل صباح اليوم الأخير من المؤتمر، حيث تقرر عندئذٍ زيارة ضريح ملا بارزاني في بلدته الواقعة إلى الشمال من هولير. عند ذلك، تصنعت جاني المرضَ حينما أطلت من باب حجرتها في الفندق كي تعتذر عن مرافقتنا إلى ذلك المكان. فما أن عدنا من تلك الزيارة مساءً، حتى رأينا مطربتنا بأبهى زينة وأروع مزاج تمهيداً لاشتراكها بالغناء في الحفل الفني، الذي سيختتم أعمال المؤتمر.

5
قبل نحو دزينة من السنين، كنتُ في سهرة عند صديق من القامشلي. وكان لديه ضيف من كرد تركية. تحدث هذا عن مشكلة توسّط فيها لأحد " الرفاق "؛ وطبعاً هوَ يقصد جماعته الآبوجية: " قلت له، ابنتك أحبّت ابن أحد الرفاق؛ فما هيَ المشكلة؟ فأجابني غاضباً أنها هربت من المنزل، وستدفع الثمن غالياً هي وذلك العديم الناموس! ". ثمّ تابع كورد اوغلو الحكاية: " سألتُ والد الفتاة، الذي كان قد أمر شقيقها بملاحقتها وقتلها: ألا يوجد حل وسط نحل به المشكلة؟ فكّر طويلاً وهو يفتل طرفي شاربه الثخين، قبل أن يجيب: سأرضى عن هذا الشاب، وأزوجه ابنتي، في حال دفعت لي اسرته 300 ألف قرون! ". هنا سأل حضورُ السهرة ذلك الرجل، ما إذا حلّت المسألة بسلام، فقال بزهو وفخر: " طبعاً..! لقد دفع أهل الشاب المبلغ ثمناً لشرف والد الفتاة، وبعد ذلك احتفلوا بعرسهما على أحلى ما يكون!! ".

6
باتريك سيل؛ الصحافي والباحث البريطاني، الذي توفي يوم أمس:
اشتهر بكتابه " الصراع على سورية "، الذي سرد فيه أحداث الخمسينات بشكل رئيسي وبصورة موضوعية وشيّقة. الكتاب، الذي يُبرز صورة سورية آنذاك، المتعددة الأحزاب والمتنوعة الأطياف، لم يعجب حافظ الأسد بطبيعة الحال. فتمّ تكليف البرميل البليد، وليد المعلم، بتأليف كتاب يتحدث عن نفس المرحلة ولكن بمنطق بعثي، عنصري وطائفي.
ثمّ قام حافظ باغراء باتريك سيل على الحضور لدمشق، من اجل اجراء حوارات معه. وكانت النتيجة كتاباً جديداً، يحمل اسمَ " حافظ الأسد والصراع على الشرق الأوسط ". وقد تمت ترجمة الكتاب للعربية من قبل مؤسسة تشرين الحكومية، ولكن تم حذف ثلاثة أرباعه؛ ومنه فصل من 120 صفحة تحت عنوان " حرب الأخوين "، يعرض فيه الصراع على السلطة بين حافظ وشقيقه الأصغر رفعت. ثمّ قام باتريك سيل برفع دعوى قضائية على فضائية " الجزيرة "، بسبب مقابلة مع الرئيس الأسبق أمين الحافظ، صرّح خلالها بأن مؤلف الكتاب حصل على 300 ألف دولار كرشوة من حافظ الأسد. وختم الرجل حياته، حينما وقف وهو في أرذل العمر مع الأسد الصغير في حربه الوحشية على الشعب السوري المطالب بالحرية. فقام بالتسويق لهذا السفاح النازي على صفحات الجرائد وفي المحطات الفضائية، الأوروبية والأمريكية، على أنه علماني يواجه المتطرفين.

7
نيسان وموسيقى فارسية، صوفية:
النبيذ، الذي اشتريناه للتوّ من المخزن، كأنما كان على موعدٍ مع أشعار الصوفيين، المشفوعة بالموسيقى الساحرة؛ أشعار، تتغنى بالساقي وكؤوس السلافة....!
إذ ذاك، انبعثت الموسيقى من القانون الفارسيّ الشجيّ، المطروق الأوتار بأنامل عجوز موهوب في منتصف الحلقة السابعة من عمره، يرافقه عازف ايقاع ومغنّ. هذا الأخير، استهل أناشيده الصوفية الرائعة، فجعل جميع من يمرون بالمكان يتوقفون مبهورين. بعض هؤلاء عمد الى اخراج موبايله للتصوير، فيما الآخرون أخذوا في مواكبة الغناء والعزف. أما النبيذ، فكان عندئذ يحن الى أمه؛ كرمة العنب..!



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيبة يد
- حُمّى البَحر
- عالم واقعي، عالم افتراضي
- الملك الأسير
- كنت معهم؟
- صاحب الزمان
- داليدا
- الحسن باكور
- بائعة الورد
- الكنز
- الفونسو
- سيرَة حارَة 53
- سيرَة حارَة 52
- سيرَة حارَة 51
- سيرَة حارَة 50
- سيرَة حارَة 49
- أربع حكايات
- سيرَة حارَة 48
- سيرَة حارَة 47
- سيرَة حارَة 46


المزيد.....




- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - عالم واقعي، عالم افتراضي 2