أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - حقيبة يد














المزيد.....

حقيبة يد


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


كل شيء، كان يوحي بأن السهرة ستكون مبذولة لمفاجأة ما.
صاحب الدعوة، هو من أشار أولاً إلى ناحيتي برصانة " لعل بعضكم لا يعرف صديقي، فلاناً ؟ "، قالها ثم راح يعدد ما زعمه أنها مواهبي. الفتاة الحسناء، التي كانت بمقابلي، اهتز شعرها الأشقر على الأثر. هكذا ابتدأ حديث التعارف. لأمر لا يعلمه إلا واهبُ الأسرار، نهضتُ على غرّة كي أعتذر من صاحب الدعوة بأمر مهم عليّ المضيّ لتحقيقه، واعداً بسرعة العودة.
" ماشي جار! سننتظرك على العشاء اذاً "، قال الرجل بمزيد من الاحتفاء. هكذا رأيتني أتجه نحو مركز الحيّ، المشتعل بالأضواء والحركة، كي أشتري غرضاً من السوبر ماركة. وإذا بقدمي تتعثر بغرض ما. كانت حقيبة يد نسائية. غيّرت طريقي نوعاً، لأسلم الغرض لأحد حراس المبنى الكبير. ذلك الرجل، ما لبث أن طلب مني رقمَ موبايلي " للضرورة ". بعد ذلك، عدت مجدداً إلى طريق الأضواء الساطعة، المؤدي إلى السوبر ماركة. ومن المؤكد أنني اشتريتُ ما تمنيته، وإلا فما كان من " ضرورة " لإيابي الى منزلي. ثمة، وفيما كنتُ أتهيأ للعودة الى دعوة العشاء، إذا برنين الموبايل ينبعث فجأة. كان الصوت انثوياً، فيه رجّة رجاء: " أنا صاحبة حقيبة اليد. لو أنك تطل من النافذة لرأيتني! ". ما أن التفت الى تلك الناحية المطلوبة، حتى سطع ضوء قوي من الخارج. خِلَل بلور النافذة، رحتُ أتطلع مندهشاً إلى امرأة في مقتبل العمر، شقراء، كانت ما تزال تقبض بيدها على الموبايل. ثمّ سمعتها تخاطبُ شخصاً آخر، يبدو أنه كان يقف على مدخل البناء. " أهو زوجها؟ "، فكّرتُ ببعض القلق. عادت الحسناء لمخاطبتي وهيَ تثبت عينيها بعينيّ عن بعد: " عليك بمرافقتي الى السنتر. الحارس لن يسلمني الحقيبة إلا بحضورك "، قالتها هذه المرة بنبرة أخرى أشبه بالأمر.
" اسبقيني أنتِ؛ فعليّ الآن قضاء أمر مهم! "، أجبتها بشيء من الحرَج. وعادت لتقول لي برقة هذه المرة، أن بامكانها انتظاري. ثم أقفلت الخط. كنتُ آنئذٍ أدور في حجرة الصالة في حيرة، طالما أشْكِل عليّ: " من هيَ هذه المرأة؟ وهل كان عليّ أن أرفض مرافقتها؟ "، رحتُ أخاطب نفسي وقد اجتاحني ما يشبه تأنيب الضمير. وهيَ ذي فكرة أخرى تداهمني: " ولكن، كم هيَ شبيهة بتلك الفتاة، التي قابلتها تواً في السهرة! ". ما أن ومض هذه الخاطر في ذهني، حتى رن موبايلي ثانيةً. كان صاحب الدعوة على الخط الآخر: " ها جاري العزيز! ماذا جرى في أمر حقيبة اليد؟ "، سألني متفكّهاً وسط قهقهة من كانوا حوله. لم أجب المتصل، بل رحتُ أتخيل وجه الشقراء الضاحك وكأنما هو بمتناول عينيّ الحزينتين.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُمّى البَحر
- عالم واقعي، عالم افتراضي
- الملك الأسير
- كنت معهم؟
- صاحب الزمان
- داليدا
- الحسن باكور
- بائعة الورد
- الكنز
- الفونسو
- سيرَة حارَة 53
- سيرَة حارَة 52
- سيرَة حارَة 51
- سيرَة حارَة 50
- سيرَة حارَة 49
- أربع حكايات
- سيرَة حارَة 48
- سيرَة حارَة 47
- سيرَة حارَة 46
- سيرَة حارَة 45


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - حقيبة يد