دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 14:41
المحور:
الادب والفن
المريد، قال لأستاذه الشيخ الحكيم:
أمس، مررتُ على صراط التجربة.
كنتُ في خلوة حجرتي، حينما حثني النسيم المنعش، المنسل خِلَل النافذة، أن أنهضَ فألقي نظرةً على الأفق.
وكانت " هيَ " ثمّة في الجانب الآخر من موقفي، وكما لو أنّ أحدهم قد دعاها تواً بما دعاني. رأيتُها كحورية الجنان، وبأبهى ملبس، ترنو نحوي بعينين ساحرتين قد قُدّت حدقتاهما من جمر الغضا. عندئذٍ، مبهورَ الأنفاس، خيّل إليّ أنني أنسل بدَوري كنسمةٍ منجذباً بقوّة إليها، فأرتفع في الفضاء الفاصل بين موقفينا، ثمّ لا ألبث أن أتعلق بأضلاع نافذتها. فلا يكون منها إلا أن تضم رأسي بكلتا يديها، فتخفيه بين طيّات القماش المهفهف. عندما رفعت رأسي ثانيةً، كي أنظر إليها عن قرب، إذا بها قد اختفت وكأنما ذابت في العتمة المكتنفة أعماق حجرتها. صحتُ كالمجنون، وما أسرع أن رأيتني أرتفع مجدداً في الفضاء وهذه المرة مدفوعاً بقوّة ريحٍ عاصفة. بقيتُ أتقلّب برهة في الأجواء، قبل أن أقذف في حجرتي عبْرَ النافذة. حينما أفقتُ من ذهولي، كان عبق عطرها ما يفتأ عالقاً بشَعر رأسي.
على الأثر، أدركتُ أنّ ما رأيته لم يَعْدُ عن كونه نذيراً؛ أنني عبرتُ بلمحةٍ الصراط المستقيمَ، القائم بين داريّ الفناء والبقاء.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟