أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - حديث الباب














المزيد.....

حديث الباب


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4879 - 2015 / 7 / 27 - 17:03
المحور: الادب والفن
    


خرجت للتو من غرفة الحمام. رشيقة القوام، ممشوقة القد، بياض بشرتها لفه روب وردي اللون. قـفـزت الى غرفة الجلوس. شغلت موسيقى صاخبة...
باب الشقة يكاد يقـتلع من مكانه. اسكتـت الموسيقى و توجهت ناحية الباب.
ـ من ؟
ـ أنا.
ـ من انت ؟
ـ أتسكنين لوحدك في العمارة؟
أدركت انه احد الجيران لم تعجبه الموسيقى التي تعـشقها.
ـ انها موسيقى رائعة.
ـ حقا؟ انها لم تعجبني.
ـ لماذا لا تعجبك؟ انها جميلة. انها الاحدث.
ـ اسمعيها لوحدك.
ـ لا. اريدكم جميعا ان تستمعوا معي.
ـ لماذا ؟
ـ لأنني سعيدة جدا و اريد ان يكون الجميع سعداء مثلي.
ـ شيء رائع ان تـتمني السعادة للآخرين.
ـ طبعا. السعادة لا تكتمل إلا مع الاخرين.
ـ انت انسانة رائعة و لكن الموسيقى التي تريدين اسماعها للآخرين مزعجة.
ـ بالعكس. حسن ذوقك يا مسيو.
ـ انا اعشق الموسيقى الهادئة التي تطرب القلب اما هذه فلا تـثير إلا الحواس..
ـ بالعكس. انها موسيقى حية تعبر عن وجدان حي، اما الموسيقى الهادئة فهي تخدر الحواس و تغرقك في الاحلام و الخيالات. انا شخصيا احبها و لكن قبل النوم فقط او في الاوقات التي اقرأ فيها كتابا او مجلة، اما حين اخرج من الحمام فاني لا احتملها اطلاقا.
ـ أكل هذه السعادة اذن لانك اخذت دشا؟
ـ بل حمام..
ـ فقط؟ أتكونين سعيدة الى الدرجة التي تـتمنين فيها السعادة للجميع لأنك اخذت حماما؟
ـ نعم.
ـ هذا جنون.
ـ لا.. حسن الفاظك.. ثم فليكن ذاك جنونا. نعم جنون و لكني سعيدة. بكل بساطة انا سعيدة لاني اخذت حماما..
ـ اه.. الى درجة تـتمنين فيها السعادة للجميع.. بلغة اخرى ان تـتمني فيها النظافة للجميع..
ـ نعم بالضبط.
ـ ألا تـفـتحين الباب؟ هل سنـتحدث طويلا هكذا؟
ـ لم لا؟ شيء رائع جدا ان نخترع طريقة جديدة في الحديث. ألم تلاحظ اننا تحدثـنا و كأن تعارفا سابقا بـيننا؟ ألم نـتـفـق ان الجنون جميل و بان الحمام من الممكن ان يسبب السعادة؟
ـ و لكننا لم نـتـفق على الموسيقى الافضل.
ـ يرجع ذلك الى اللحظة التي تعيشها و الى ثـقافـتك و الى حالتك النفـسية.. على كل يمكن ان نـتـناقـش في ذلك..
ـ و لكن ألن تـفـتحي الباب؟
ـ لا.
ـ لماذا؟
ـ هكذا.. بدون سبب.
ـ سأكسر الباب و ادخل.
ـ لن تـقدر. لا تملك القوة الكافية.
ـ حسن.
قـفـزت الى غرفة الجلوس بـينما بدأ قـرعه العنيف للباب. شغلت الموسيقى الصاخبة من جديد و بنفس درجة الصوت المرتـفعة. كان يكاد يهز الباب هزا بضرباته العنيفة. جعلها امره تـنـتـشي في رقصها اكثر فأكثر على ايقاعات الموسيقى الصاخبة و ايقاعات الباب.. بل ان اللحظة المروية عبر اختلاجات النفس الغائرة في تصاعـدات النرجـسية الفائحة جعلتها تـشـتعل اكثر فأكثر حتى كادت تـتخمر من شدة توقدها الاخاذ بعذوبة حارقة نشأت عن الالتـذاذ بوجود شخص أوقدت جنونه وراء الباب. كانت كمن يرقص على النار..
صخب الموسيقى ينقطع فجأة و الهدوء التام يسيطر على الموقف. لم تكن هناك طرقات و لا اختلاجات لدقات على القلب، على الباب.
توجهت ناحية الباب و فتحته.كانت المفاجئة. صديقها الذي تـنـتـظره واقف امام الباب بوجه محـتـقـن، و امرأتان و كهل ينظرون اليها باندهاش.. كان ينظر اليها بعينين عاتبتين اما الاخرون فكانوا ينظرون باستـنكار اليهما.
ابتعدت عن الباب ناحية الداخل. بعد برهة لحقها و اطبق الباب. كانت واقفة في غرفة الجلوس..التقت العيون فانفجرت منهما ضحكة واحدة..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقهى الشعب
- في ذكرى اغتيال الحاج -محمد البراهمي-
- المنبتون يهددون الثورة
- السؤال النووي
- الله و الانسان
- الموت المعقول
- شكري حي
- من الفن ينبثق العالم
- إمرأة -المترو-
- فضيحة العرب
- أزمة المثقف
- التفاحة الساقطة
- الاعلام التونسي الناقص
- سوريا في مواجهة الصحراء
- القراصنة
- التنورة المتمردة
- محاولة الاستئناس في تونس بحزب -سيريزا-
- اللوحة الغريبة
- هل القرآن دستور الدم المراق؟
- قصتي مع الفتاة الروسية


المزيد.....




- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...
- مصر.. انتقادات على تقديم العزاء للفنان محمد رمضان بوفاة والد ...
- الإمارات.. جدل حكم -طاعة الزوج- ورضى الله وما قاله النبي محم ...
- ساحة المرجة.. قلب دمشق النابض بتاريخ يتجدد
- جلسة شعرية تحتفي بتنوع الأساليب في اتحاد الأدباء
- مصر.. علاء مبارك يثير تفاعلا بتسمية شخصية من -أعظم وزراء الث ...
- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - حديث الباب