أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - أزمة المثقف














المزيد.....

أزمة المثقف


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4861 - 2015 / 7 / 9 - 08:26
المحور: الادب والفن
    


إن أزمة الثـقـافـة في الوطن العـربي لا يمكن النظر إليها إلا من خلال كونها أزمة مثـقـفين، يبدو أنهم قد اختاروا لأنفسهم الابتعاد عن قضايا شعـوبهم و عن المسائل التي تهم مجتمعاتهم. تبدو الحياة الثـقـافية كمنطاد يتجـول في السماء لمجرد الفرجة. فعزوف القارئ العربي عن انتاجات مثـقـفيه هو انفصال الإنـتاج عن مشاغله. يمكن الاستدلال على قول كهذا باستعمال المنطق المعكوس.
هناك أسماء كان لها انـتـشار و صدى كبير في الساحة الثـقافية العربية. نذكر مثلا الشاعر "محمود درويش" الذي كان بالكلمة الفاعلة و المنـفعلة بجزئيات قـضية وطنه قد تمكن من أن ينشر أريج كلماته من المحيط إلى الخليج.
نجد كذلك الشاعر "نزار قباني" الذي عبر عن تطلع الشباب العربي إلى تكسير أقـانيم ثـقـافة الكبت، حيث ادخل النهود في صميم العملية الإبداعية، و حيث أصبح الوطن يبدأ من الفراش و حريته تبدأ من الثورة على المرأة الوليمة إلى المرأة الكائن الرائع الجميل، و من حيث تضاريس الجسد الأنـثوي هي تضاريس الحياة و أنما تـتـقـد الأنوثة تـزهـو الحياة، فغـدا الحب قـضية القـضايا.
نورد كذلك اسم الروائي الكبير "نجيب محفوظ" المتحصل على جائزة نوبل للآداب. انه الأديب الذي التحم بطبيعة حياة أحياء القاهرة فتوجه إلى أولئك الناس البسطاء ينسج من خلالهم أحداث و عوالم رواياته. و أصبحت شخصية السيد في الثلاثية شخصية عربية مشتركة من خلالها تم التعرف إلى حياة النفاق و الازدواجية بين المحافظة الظاهرة و الفسوق المتخفي. كما عبرت كلمة " طز" لبطل رواية القاهرة الجديدة عن الشخصية الانتهازية الزاحفة في الإدارة و المتخلية عن القيم و الرجولة، و قد عبر بذلك عن الجرثومة التي انبنت عليها الإدارة العربية مما يجعـلنا لا نـندهـش من حجم الفساد الكبير فيها. إنها إدارة الولاء و ليس الكفاءة و حتى إن وجدت الكفاءة فهي تموت بفعل المناخ المتعفن أو تـظهر كاستـثـناء يحـفـظ و لا يقاس عليه إن كتب لها الاستمرار..
هذه الأسماء و غيرها التي التحمت بالشعب، و عبر كل منها عن وجه من وجوه قـلقه و أفكاره و حياته و تطلعاته حقـقت لنفسها الرواج.. الكلمة الصادقة و العقل الباحث عن فك شفرات الواقع و المهموم بحق بالبحث عن كـشف العاهات و الأمراض، و بالتالي البحث عن حلول واقعية. الالتحام الحقيقي الفاعل و المنفعل.
إن أزمة المثــقــف العربي اليوم تكمن في عدم اختيار موقع له داخل الجغرافيا العربية. يدرك الجميع ان الإنسان لا يمكنه أن يكون طائرا. الحرية تدخل ضمن نسيـج عملية الإبداع نفسها. على المبدع أن يحدد له موقعا محددا و بالتالي قـلقـا معينا يكون هو في ذاته سر العملية الإبداعية عنده التي هي قضيته الأصلية التي يكرر التعبير عنها بإيضاح أكثر كلما تـقدم في إبداعه، ذاك أن المرء لا يمكنه أن يقول جل ما يريد قـوله..
من هنا يكون للمبدع لونه الخاص. هذا اللون الذي يجب عـليه أن يعمل على إيضاحه دوما و على إيصال إشعاعاته إلى أكثر ما يمكن من البشر. فالإنسان لا يعيش حياته إلا بالرمز و فـقر الرموز هو افـتـقار إلى الإبداع الأصيل المشع. و هنا فالإبداع لا يكون إبداعا إن لم يكن أصيلا أي نابعا من الذات و حقيـقيا بالنسبة لمنتجه و ليس تـقـليدا أو محاكاة أو إتـباع. بذلك فـقط يلتـقي في عمقه بالذوق الجمالي العام. عند هذا المستوى يكون المثـقـف مبدعا حقيقيا...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاحة الساقطة
- الاعلام التونسي الناقص
- سوريا في مواجهة الصحراء
- القراصنة
- التنورة المتمردة
- محاولة الاستئناس في تونس بحزب -سيريزا-
- اللوحة الغريبة
- هل القرآن دستور الدم المراق؟
- قصتي مع الفتاة الروسية
- النجاح الأوتوماتيكي لفشل الحكومة التونسية
- من الاستكلاب البشري إلى التأله الإنساني
- ثورة محجبة
- ضرورة الانفتاح الوطني في تونس
- شهادة حية لحرب 1967
- -وينو البترول- في تونس
- السيجارة
- سخرية جادة
- العراق بين العمامتين
- المأزق التونسي الحالي
- بهجة الحياة


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - أزمة المثقف