هيثم بن محمد شطورو
الحوار المتمدن-العدد: 4822 - 2015 / 5 / 30 - 17:03
المحور:
الادب والفن
فتاة شقراء طويلة القامة و نحيفة بتـنوره بنـفـسجية اللون قصيرة . تجـلت ساقاها كشمعـتين مضيئـتين. تأمل وجهها ذو الأنف الصغير و ذقـنها الحاد و فمها الصغير و عـينيها السوداويـين. لم تـنظر إليه و تابعها و هي تمر كـقمر بطيء الحـركة بالـقـرب منه و كم كان عـطرها أخاذا. قال:
ـ يا للروعة.
ـ كأنك هبطتي من السماء.
ابتسمت دون أن تـتوقـف و عرجت ناحية فـوهة العمارة. تساءل إن كانت ستلج إلى الشقة الأرضية شبه الأسطورية فلحقها. توقـفت عند فوهة العمارة و قالت:
ـ عندي ساعة ابحث عن مكان أدخن فيه سيجارة. راسي بش يتـفـلق.
قال:
ـ أنت الآن في أروع مكان يمكن أن يدخن فيه الإنسان سيجارة العمر.
رمقـته بنظرة متسائلة فيها الإعجاب و رغبة في التهكم، إلا انه عاجـلها بـدفعها برفـق إلى الفـوهة المظلمة تحت المدرج، و تـدافعا إلى الظـلمة ليمر لسانه و شفـتيه عبر مساحة ساقيها الرائعتين، ثم ليناولها سيجارته الغير قابلة للتـدخين و إنما للمص... بعـدها احـتـضنهما مقهى شبعت فيه هي بالسجائر و السخرية من العالم و شبع هو معها بالنسيان...
#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟