أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم بن محمد شطورو - الداعشية ديدان جثثنا














المزيد.....

الداعشية ديدان جثثنا


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 17:29
المحور: كتابات ساخرة
    


هل يمكـنـنا ان نـفـترض ان الدولة الإسلامية ما هي إلا ديدان تـنهش جثة ميتة ؟ سيكون الأمر صعبا على التصور. سيكون الأمر صادما. الصدمة ستجعل الجميع يقـف أمام موته الروحي فيـبحث عن سبل ولادته من جديد.

أليست الشعـوب العربية كـثـقـافـة عامة هي بحكم الميت؟ أليست هي شعوب العجز عن تجاوز ماضيها الذي يثـقـل كاهلها و يمنعها عن الحركة الحرة الطليقة؟ أليست الظاهرة الداعشية هي وليدة أحشاء هذه الشعـوب الجثـة؟ العـقول التي تـفكر ماضويا بما فيها من يعتبر نـفـسه عـلمانيا؟ التـفكير الماضوي الذي يستـنـد إلى ما تم و ليس إلى ما يمكن ان يكون في المستـقـبل.

أليس مظهر حجاب المرأة في عصر البورنو و الميني ـ جيب و الموضة التي تكتسح البيـوت من خلال الشاشات فضيحة تكشف مدى الخور و النفاقية؟ كيف بربك كيف تستحضر لباسا قبل سنوات و ليس قـرون و تـقول انه لباسك الأبدي و موضتـك الأبـدية؟

أليست عـنعنة خـطباء المساجد في عصر صعـود الإنسان إلى القمر فـضيحة معرفية بل جريمة تـقـترف كل يوم جمعة يوأد فيها العصر لتـتم النـقـلة عبر القالات المقـدسة إلى ماضي لم يوجد أبدا إلا في المتخيلات؟

أليس اعتبار الإسلام ديار المذاهب الراسخة في عصر التغير الجهنمي المتسارع للمفاهيم عار بأتم ما تحمله هذه الكـلمة من معنى؟ فـقـد مات يا سادة الجثث عصر العلم الراسخ و اليقـيـن الداحض لكل ريـبة. انـك أيها الميت روحيا في عصر الايقين.. انك في عصر القـلق..

انه التاريخ يتحرك بواسطة السلب فـسلب السلب ينتج الإيجاب. العقـل الهيغلي الماكر يتوارى وراء مشهـدية الدم هنا و هناك في العالم العربي. ليس من دماء تراق عـبثا إذا أردنا ذلك..

السلاحف تريد ان تـقـول ان الثورة العربية مؤامرة، و ان داعش مؤامرة ، و إن عالم اليوم كله متآمر على أفضل أمة أخرجت للناس. فـلماذا كل هذا التسحـلف من هنا و هناك؟

ذاك ان الحقيقة مرعبة. الداعشيون يحرقـون ما يسمى بأضرحة الأولياء الصالحين. أصبح للاه قنطرة و قد بليت و حان وقت تهديمها فهدمتها الدواعش.

قامت الدواعش بإعلان الخلافة الإسلامية و هي ذات سحر في الوجدان العربي و المسلم باعتبار الخلافة رمز القوة و الوحدة التي كانت، و انـتهج الداعشيون طبعا نهج الإرهاب المتوحش فاحرقـوا فكرة الخلافة و نبه الجميع إلى توحـشها و كثرة إراقـتها للدماء، و هو فعلا ما حدث في التاريخ الذي يصورنه بالزهو و ما هو إلا زهو لون الدماء لان اللون هو نفسه يرمز إلى الايروس..

قام الـدواعش بذبح الناس كالخراف و احرقوا الأردني "معاذ الكساسبة" و هو حي و هنا جـسدت ممارسات وجـدت في التاريخ الإسلامي المجيد.

قام الدواعش بتحطيم التماثيل أو الأصنام في الموصل مثـلما حطم المسلمون أصنام مكة و كأن في تحطيم الأصنام انتـقـال فعلي إلى مرحلة جديدة من الوعي و التـفكير. تـقـوم داعش بإحياء سوق العبيد من بـيع و شراء للنساء السبايا و يا عـرب ذاك تاريخ الفاتحين الميامين..

و هي رقصات الداعشية المرعبة و صولاتها و جولاتها هنا و هناك لترفع الحجاب عن التوحش الأعرابي البدوي القابع بين طيات التاريخ الشهواني بامتياز. التاريخ المدنس المقـدس. بالصورة و الصوت يستـنسخـون التاريخ. ها هو تاريخك المظلم أمامك أيها العربي..

أمة أثـقـلها تاريخها. عاجزة عن التـفكير فيه بنـقـدية و عاجزة عن التخـفـف منه و الحسم مع كل ما يعتبـر اليوم شائنا. الأرض هي التي تـتـحرك و تـدور و ليست الشمس هي التي تـشرق و تغـيب. أنت على الأرض و ما عليك إلا ان تهرول بخفة مبتعـدا عن جثـتـك المتعـفـنة.. فالدكتاتورية لم تكن إلا قبرنا يخفي جثـتـنا المتعفنة و القبور تصدعت بالثورة على الدكتاتورية و أفصحت عن مشهد الديدان التي تأكل جثـثـنا..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صنم -بورقيبة- أم تمثاله ؟
- لوثة العبادة أم نقاؤها ؟
- الإنخطاف بالأنثى و الخطف
- جدار الدكتاتورية و مستنقع الأخوان
- مطرقة التعري على الرأس العربي المنافق
- الإرهاب و أزمة الانتماء
- دائرة الوهم في العالم العربي
- من انت؟
- الكائن و الإيروتيك
- عالم عربي يحتضر
- متى يخرج العربي من كهفه
- العالم مقذوف الى المستقبل
- ثقافة الجامع و ثقافة الكتاب
- الرأس العربي الأجوف
- المسلم الكافر
- معترك اسلامات
- النفس الواحدة القرآنية و الإسلام
- تهافت الإسلام التقليدي
- الفلسفة هي إكسير الحياة
- دائرة الإسلامي الجحيمية


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم بن محمد شطورو - الداعشية ديدان جثثنا