أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - عالم عربي يحتضر














المزيد.....

عالم عربي يحتضر


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4767 - 2015 / 4 / 3 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العالم العربي عالم الفوضى. عربي اليوم يرفع راية الإسلام حتى غـدا وجهه أقبح من ضفـدع. و وجه القبح نفاقه الكبير و سيره في الخط المضاد لما أنـزله الله في قـلب رسوله في قـوله:" و تعاونوا على البر و التـقوى و لا تعاونوا على الإثم و العـدوان"..
عرب اليوم يتـشدقون بالإسلام لكـنهم يتعاونون على الإثم و العـدوان و لا يتعاونون على البر و التـقوى. و انه متى ما تم القبول بهذا الوضع و اعتباره من عاديات الأمور فان الأمر قـد استـفـحل فيهم و فسادهم قد استوطن في قـلب وجودهم و أنهم لا محالة أمام الانـدثـار و التـفـتـت الكامل.
و ان الوصف يتـلون درجات من القاتم المظلم إلى الألوان المنـفـتحة. فـمن خـطب الجمعة إلى الساكـنين في الجبال المتربصين بأمن مجتمعاتهم إلى قصور الحكم إلى دوائر الأنـشطة الاقـتـصادية و الإعلامية. فمن هنا و هناك و بتـناقضات الصراع و ان كان بالإيضاح أحيانا و التستر أحيانا أخرى. انها مهزلة المتـزلفين عند كل لون. من لايـزال يدعـو الى الدولة الإرهابـية لشعـوبها باعتماد منهج التخـويف في الحكم هو سواء لمن يعـتبر الشرطة و الجـيش طاغـوت. ذاك ان رهاب الأمن هو الذي أنـتج وصفية طاغـوتيته. ففي تونس الحرية اليوم هناك من يكـتب ان الدولة يجب عـليها ان تحكم بالتخويف و الترهيب، و هذا الكلام في اكبر جريدة و بقـلم كاتب قار فيها. و نـفس الكاتب يسخر من شعار "لا خوف بعد اليوم" الذي رفع في الثورة و في الاعتصامات التي كان لها الفضل في الوصول الى التغـيـيـر السياسي الحاصل الذي مكنه هو شخـصيا من الحفاظ على كـلمته الحرة و على المنبر الإعـلامي الذي يكتب فيه.
و الجماعات الاسلاموية المتـقاتـلة في سوريا و اليمن و ليبيا و العراق تخوض صراعات الفوضى و ليس الحـرية. فوضى إرادة النفوذ. لكن بوصف أعمق فوضى الانشطار و التـشضي و هي بعيدة كل البعد عن مبدأ الحرية. بل هي فوضى الارتعاب من الحرية و هو الرعب الكامن عند جميع العرب ذاك انهم لا يفـقهون معنى الحرية. فالحرية لازالت تـنحصر في حريتي تجاه الآخر و ليس حريتـنا جميعا. الفارق بين المفهومين شاسع. فالأول يفـضي إلى التعاون على الإثم و العدوان و الثاني يفتح على مفهوم التعاون على البر و التـقوى. انها المسافة بين التـقاتـل و التـناحر و تعبـيرات النفي و الإقصاء و احتـقار الآخر، و بين مفاهيم التحاور و الإصغاء و احترام الآخر في وجوده.
مسلكين متناقـضين. دولة الإرهاب و الإرهاب و دولة الحرية و الأحرار. أما ان تكون هذه أو تلك و لا يمكن أبدا خلط ما لا يختـلط. هنا يكون كاتب الجريدة الموقرة في تونس على نـفـس خط الإرهاب الذي يدعي انه أتى بحل له ناسيا انه ينـطـلق من نفس أرضيته و هي الإرهاب و لكن في صف الدولة. من هنا كذلك الهجوم على السيدة الحقـوقية المحترمة "راضية النصراوي" لانها دعت الى عـدم إقرار التعـذيب للإرهابـيـين. فالإرهابي قبل ان يكـون كذلك هو في نهاية الأمر نتاج الوضعية الاجتماعية و السياسية الفكرية التي أنتجته. هذا الوضعية ثبتها الجميع و اهمها الدكتاتورية السابقـة و المناخ الـفكري المتأزم القائم على إقصاء الآخر، و منها الى اليوم عـدم القـدرة على تمثل مفهوم الحرية بما هي تعـددية و اختلاف و قبول مبدئي بذلك و حصر الصراع في الحوار و ليس في الإقصاء. الحوار القائم على البحث عن التـفاهم.
هناك ضيق أفـق و شلل في التـفكير و ادعاء بالإيمان بـينما الحـقيقة ان العالم العربي هو أزمة عميقة في الإيمان و الاعتـقـاد لأنه لا يفكر. هذه الأزمة تـتـأسس على أزمة الوجود التـفـقيري و التهميشي للفرد و المجتمع الذي يعي بالاستغلال له و لكنه يحس بالعجز عن التغيـير. الألوان تـتابع هنا. الثورة، الاحتجاجات و الإضرابات و منظومة مهترئة على جميع المستويات التربوية و الثـقافية و لازال خطيب الجمعة مزهوا بابي صخر و بلال الحبشي و الأسياد و قال فلان عن فلان برداءة في المخيال و التـفكير بل تعطيل للتـفكير.
و الكيان الضائع هنا هو العمل و العمل بجدية و شرف و اقـتـدار. و الذين يتـزلفون باسلامهم لا يقـفون عند الرسول فيما أوصى بالإتـقـان في العمل و ان الله قـد دعا في قرآنه الى العمل.. و بدل التـفكير في تعـذيب الإرهابيـين كان من الأجدى التـفكير في سجـنهم للعمل بالسخرة، فالعمل المضني و الشاق من شانه ان يضيء المناطق الخيرة في النـفس، لان الراحة بعـد العمل الشاق تجعل الإنسان يحس بربه بصدق و يحمده بصدق، و لان رؤية الشيء المنجز على يديه يؤصل علاقة جديدة له مع العالم قائمة على الوثوق في الذات و امكاناتها التي كانت مجهولة و حينها يحب ذاته فيحب الحياة و ينكر ترانيم الموت الاسلاموية. و ان السجون العربية عوض ان تكون مدرسة للإجرام بوضعها الحالي لو تـتحول الى معتـقـلات عمل و تـثـقيف عصري فإنها تـتحول الى المهمة الإصلاحية. ساعتها لن تـفـرخ المجرمين و الإرهاب. و من جهة أخرى فان البلاد تحتاج إلى المشاريع الكبرى التي تـقوم بها الدولة. فالمعتـقلات التي تسخر عمل المساجـين من شانها تـشجـير الصحاري و مد خطوط سكة الحديد و إنشاء الطرقات و تأهيل المناطق المختـلفة للصناعة و الإنتاج.
و هنا تقوم عملية التحول نحو البناء و التنمية و بالتالي صناعة الثروة من هنا و هناك و بالتالي حرب ضد الهزال و الفقر الروحي و المادي و ما من هدف اخر هو الحل..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يخرج العربي من كهفه
- العالم مقذوف الى المستقبل
- ثقافة الجامع و ثقافة الكتاب
- الرأس العربي الأجوف
- المسلم الكافر
- معترك اسلامات
- النفس الواحدة القرآنية و الإسلام
- تهافت الإسلام التقليدي
- الفلسفة هي إكسير الحياة
- دائرة الإسلامي الجحيمية
- انك في عصر الإنسان العالمي
- ماذا يخفي العنوان الداعشي؟


المزيد.....




- مباشر: ضربات إسرائيلية تستهدف طهران وغرب إيران
- مطرقة منتصف الليل: الضربة الأمريكية لحظة بلحظة
- لماذا اضطرت إيران إلى استخدام صاروخ خيبر ضد إسرائيل لأول مرة ...
- خبير: -إيران تُخفي النووي المخصب على الأرجح في منشآت تحت الج ...
- هل نتانياهو الفائز الأكبر من الضربة الأمريكية لإيران؟
- تضارب في تصريحات ترامب قبل الضربة لإيران وبعدها
- أبرز ردود الفعل الإيرانية بعد القصف الأميركي للمنشآت النووية ...
- أول تصريح لترامب عن إمكانية -تغيير- النظام الإيراني بعد الضر ...
- مقتل وإصابة 72 شخصاً بتفجير انتحاري بكنيسة في دمشق والداخلية ...
- مقتل 20 في تفجير انتحاري بكنيسة في دمشق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - عالم عربي يحتضر