أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - من انت؟














المزيد.....

من انت؟


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قـد تميل النـفس البشرية إلى الاعتـقـاد في شيء غير موجود، و لكنها تستطيب وجوده لغاية التوازن الداخلي. فمن نافـلة القـول ان الإنسان لا يحتاج أكثر من جرعة من الوهم ليؤسس قـدرته على التعايش مع الواقع. فمثلا أنت قادر على تمثل دور مسرحي في الحياة تعـودت عليه و عودت الآخـرين عليه، و بالتالي لا يمكنك ان تمشي في الأرض إلا بعنوانك ذاك. لكنه في الحقيقة هو دور مسرحي أي ليس أنت. فعنوانك كمدرس أو جزار أو موظف إداري بائس. هذه الصفة لها مكوناتها الموضوعية التي تحـددها طبيعة الوظيفة، و هي تلك المحـددات التي تـنصاع لها النـفـس و تطبع نـفـسها بها حتى تـنسى نفسك. لكن ما هي نـفـسك أيها الإعلامي مثلا؟ قد يمتد بك الوهم إلى اعتبار نـفـسك ذا سلطة على الاشرف منك و الأقـدر و الأعـلم، و لكن قـد ترعبك نـفـسك أنها مجرد خواء عند أول صفعة حقيقية تـقـزمك إلى حقيقة الجرذ داخلك.

و هكذا تـدب الحياة عبر تـناسي نفـسها بارتمائها في الواقع المموه. التمويه الساحر جدا و المخادع إلى درجة ان لا ينتابك أي شك في حقيقيته. فأنت سيدي الوزير تـنسى نـفـسك التي تـنـطبع بعنوانها شيئا فشيئا مثلك مثل ماسح الأحذية في الشوارع. عملية التماهي مع وهم العنوان الذي يغـدو واقعا دون ان تـشـك للحظة انه مجرد فـقـاعة مموهة. إنها وهم من لا يفكر في نفسه بما هي رغباته الذاتية و إرادته و تصوراته الخاصة به.

العـظماء فـقـط يصرون على الوقـوف خارج دائرة الوهم. العـظماء فـقـط يصرون على محاورة أنـفـسهم ليستـدلـوا على طاقاتها الكامنة و إرادتها و رغباتها و مجمل تغيرات تـفكراتها. من بين هؤلاء العـظماء الزعيم الفينزويلي الراحل " هوغو تـشافيز".

هذا العـظيم كان ماسحا للأحـذية في الشوارع. ذات مرة مسح حذاء عربي في إحدى مقاهي كاراكاس. قال له هذا العربي : أنت لـست هذا.

في الحقيقة وجد مرآة رأى من خلالها نـفـسه. من حينها اشتغل في شركة و أصبح زعيما نقابيا. ماسح الأحذية نظر إلى العالم من زاوية أخرى. ليس من زاوية العنوان الذي فرضه الواقع عـليه ليعيش خارج نفـسه بوهم الواقعية و الله غالب، و إنما بالتساؤل حـول نـفـسه و البحث فيها ليجد قارئا نهما و نفـسا رقيقة إلى درجة الإعصار فيما يخص قضايا استغلال الإنسان للإنسان. وجد نفـسا ترفض بقوة كل قدرية و أهمها قـدرية الفـقـر و البـؤس و جميع العناوين المموهة التي يتم تسويقها على أنها حقائق واقعية. لم يجد في نـفـسه رئيس جمهورية لـذلك حين غـدا رئيسا لم يكن إلا ثوريا عـظيما جديرا بحب الفـقراء الذين أحبهم و عمل على كسر أطواق استغلالهم.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكائن و الإيروتيك
- عالم عربي يحتضر
- متى يخرج العربي من كهفه
- العالم مقذوف الى المستقبل
- ثقافة الجامع و ثقافة الكتاب
- الرأس العربي الأجوف
- المسلم الكافر
- معترك اسلامات
- النفس الواحدة القرآنية و الإسلام
- تهافت الإسلام التقليدي
- الفلسفة هي إكسير الحياة
- دائرة الإسلامي الجحيمية
- انك في عصر الإنسان العالمي
- ماذا يخفي العنوان الداعشي؟


المزيد.....




- تحذير أممي من -تداعيات كارثية- بشأن توسيع الهجوم الإسرائيلي ...
- تحذيرات من تسارع تفشي الكوليرا غربي السودان
- مصرع 4 ركاب بتحطم طائرة نقل طبية بولاية أريزونا
- ترامب لـCNN: لم أعلم بنقل غيسلين ماكسويل إلى سجن إجراءاته ال ...
- ما خيارات الحكومة اللبنانية للتعامل مع قضية سلاح حزب الله؟
- الاحتلال يصيب 3 فلسطينيين برام الله ويعتقل صحفية بالخليل
- خبراء أمميون يدعون إلى تفكيك -مؤسسة غزة الإنسانية- فورا
- محللون: نتنياهو يؤجل عملية احتلال غزة أملا في التوصل لاتفاق ...
- ملفات جيفري إبستين.. -النواب- الأمريكي يستدعي مسؤولين سابقين ...
- أول تعليق لترامب على التقارير بشأن -اعتزام إسرائيل احتلال قط ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - من انت؟