أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - ثورة محجبة














المزيد.....

ثورة محجبة


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 19:27
المحور: الادب والفن
    


كان مناما خفيفا. صورة مبهرة مضيئة التمعت كالبرق و اختـفت و لكنها أفاقت على إثرها من نومها. رأت نفسها تصلي في الجامع صحبة الرجال بشعرها الحريري المنسدل على كتفيها و بتنورة سوداء اللون طويلة بعض الشيء.
أفاقت تتحسس نبضات قلبها المتسارعة, تتحسس عذوبة في القـلب دافئة. كانت في فراشها متخففة من كل لباس ففي كل ليلة حين تأوي إلى فراشها تدب في جسدها نار تدفعها إلى التعري خلسة فتتسلل إلى جسدها خائفة من صورة أبيها الماثـل دوما كحاجز بغيض ما بينها و ما بين نفسها .
الأب القاسي الطيب الخاضع بالتمام و الكمال لسلطان ميتافيـزيـقـا الرعب. انه ذاك المدرس بالابتدائية. طويل نسبيا, يرتدي جبة زرقاء اللون و كأنه عامل في التدريس و ليس بمدرس. أدواته بما فيها مسطرته الصفراء اللون الطويلة و التي لا يستعملها أبدا و لكن تجده مزهوا بحملها دوما- مستحضرا دوما العصا المتهاوية على جسده و عقـله و قـلبه- في قفة بلاستيكية زرقاء اللون يستعملها الناس عادة في حمل مشترياتهم من خضار و لحم.
تتذكر دوما حصته المرعبة كلاميا و خاصة في مساءات الشتاء المظلمة. حين يخفت ضوء النهار تجده يتلضى بذكر الزبانية و تعذيبهم للبشر. استبدال الجلد بعد حرقه بآخر لنفس الذات البشرية- المستـقـلة تماما عن مكوناتها المادية و لكنها المتألمة في نفس الوقت بواسطتها- لإعادة حرقه إلى ما لا نهاية و محرمات إلى ما لا نهاية...
أخواتها البنات أمر بانقطاعهن عن الدراسة في السادسة ابتدائي أما هي فكانت لامعة جدا في الدراسة و رغم ذلك أراد فصلها إلا أنها أصرت فحبسها في الدهليز فلدغتها عقرب و اللسعة كانت ثمن إتمامها للدراسة. كانت اللسعة حجته أمام عقله الخائر فهي العقاب الذي نالته مسبقا لتجسيد ارادتها.
تطالع الكتب الحرة خلسة منه على فراشها فإذا دخل عليها تدفن الكتاب تحت الغطاء. في الفراش فقط تجد نفسها تفكر بحرية, في الفراش تتحرر من الحجاب الذي تحس به يشكم عقلها و تتحرر من كل ملابسها بدغدغة لذيذة تسري في كل خلية من خلايا جسدها هي دغدغة الحرية البريئة. روعها المنام..
النور المنبعث في المنام أحست به نور الهداية. في الجامع دون حجاب فما بالك في غيره من الأمكنة؟ " لماذا يفرض علي هذا المعتوه ارتداء الحجاب؟ لماذا يفرض علي خوفه و رعبه وجبنه أمام ذاته الحرة الطليقة؟ هل الإيمان بالله يلزمه لباس معين؟ هل عبادة الله يلزمها لجام للعقل؟ اليس الله عارفا بالنوايا؟"
تندفع ليلا بحرية في التفكير و نهارا يلجم عقلها و لكن لذة الفراش تسري في قلبها على مدى النهار. تتسائل و تجيب إلى أن أيقضها ذات ليلة منام رأت فيه ثعبانا جميلا يزحف بالقرب منها. قالت: لدغة العقرب جعلتني أكمل دراستي و لعل هذا الثعبان ينزع عن رأسي نهارا هذه الخرقة البغيضة. أوه, متى ترى يا شعري الجميل ضوء النهار؟



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة الانفتاح الوطني في تونس
- شهادة حية لحرب 1967
- -وينو البترول- في تونس
- السيجارة
- سخرية جادة
- العراق بين العمامتين
- المأزق التونسي الحالي
- بهجة الحياة
- فاجعة العري و لذته
- بين الأصنمة و الحرية
- مأزق اليسار
- المشهد السياسي الغائم في تونس
- المتسربل بالموضوعية
- المثقف البائس
- إخوان الكذب في حضرة السخرية الجليلة
- حلبة التنافس السياسي في تونس اليوم
- من مآثر المفكر - يوسف صديق-
- إبداعات الدم
- الداعشية ديدان جثثنا
- صنم -بورقيبة- أم تمثاله ؟


المزيد.....




- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - ثورة محجبة