أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - في ذكرى اغتيال الحاج -محمد البراهمي-














المزيد.....

في ذكرى اغتيال الحاج -محمد البراهمي-


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اربعة عشر رصاصة اندفعـت كزخات من الحقد و التآمر على الثورة التونسية المجيدة صوب جسد الحاج المناضل التـقدمي القومي العروبي "محمد البراهمي". الحاج ابن شرعي للثورة و رمز ساطع من رموزها، فهو ابن سيدي بوزيد حيث شرارة الثورة و توقـدها. سيدي بوزيد التي ألهب فيها مناضلو الاتحاد القلوب المكلومة المصدومة باحتراق جسد البوعزيزي بالنار التي وجدها ارحم من اهانة نظام الاستبداد و القهر له. النار التي اضرمها في جسده كانت في ظاهرها بفعله و لكن الفعل لا يكون فعلا إلا اذا صدر عن وعي و ارادة. لا اتصور ان البوعزيزي اراد حرق نفسه. لكنها روح علية تـتجاوزه بكثير ادركت ان المكان و الزمان يحمل بين طياته نار ستمتد عبر كل البلاد لتحرق اهانة الانسان للإنسان و من تونس الى مصر قلب العالم، و من هناك ستكون نارا عالمية تسري في كل مكان ليدخل الانسان في كل مكان عصر الانسانية. من تونس الى نيويورك حيث خرج الامريكيون في شارع "وال ستريت" تحديدا ليرفعوا شعار الثورة التونسية العالمية و باللغة العربية : الشعب يريد اسقاط النظام".
بالثورة التونسية قـفز العربي في لحظة واحدة الى صدارة المشهد العالمي. في لحظة واحدة قـفزت اللغة العربية الى نيويورك لتكون عنوان الثورة على نظام استغلال الانسان للإنسان في سبيل ارساء نظام محبة الانسان للإنسان
من هنا كان الحاج "محمد البراهمي" رمزا للثورة من خلال وعيه بالنشوة العروبية في العودة الى اهداء العالم نحو السبيل القويم. من هنا امتـزج الحلم العربي في دولة واحدة اشتراكية تكفل انسانية الانسان في كل مكان بكل زمنيات الثورة منذ لحظة اللهب المقدس الذي انبعث من جسد البوعزيزي امام مقر الولاية في سيدي بوزيد. في تلك اللحظة التي تـشبث بها الثوريون ليخطبوا في الجماهير و يوقدوا نارها حماسة و قوة و ارادة في الذهاب قدما نحو ازالة نظام الفساد. من تلك اللحظة التي عرفت الاصرار و التحدي لينـتـشر اللهيب.
و كان حكم حركة النهضة الاسلامية لا يمثل عند الحاج محمد البراهمي إلا مؤامرة صهيونية امبريالية للقضاء على المسار الثوري. مثله مثل الشهيد "شكري بالعيد" كان يصرح كل مرة ان حكومة النهضة او الترويكا النهضوية هي حكومة الالتـفاف على الثورة. بل ان الحاج البراهمي صرح في عدة مناسبات و اخرها قبل ليلة من اغتياله في اجتماع للجبهة الشعبية بمدينة صفاقس انه اعلن الحرب على حركة النهضة و ختم خطابه بترديد الاية القرآنية التي تحث على الحرب، و التي فيها، عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم.
و ان كان اغتيال شكري بالعيد قد اقتصر على اربعة رصاصات، فذاك انه يساري شيوعي واضح، اما الحاج البراهمي الذي يستـشهد بالقرآن و المعروف بصلاته حتى في المجلس التاسيسي، فان الحقد عليه مضاعف عدة مرات. ذاك انه متدين بحق و يمثل خطرا اكبر على تجار الدين..
و لكن دماء المتـدين الحقيقي قلبت البلاد رأسا على عقب، فلم تـقدر القوى السياسية المختـلفة إلا على الاتحاد في جبهة الانـقاذ لإنـقاذ تونس. و كان اعتصام الرحيل بلياليه و نهاراته المتـتالية، و كانت الجماهير الغاضبة تملئ الشوارع، و كان اعلان الانقلاب من طرف القوى الامنية.. و كان ان رضخت حركة النهضة في الدخول الى الحوار الوطني..
انتصر شكري بالعيد و الحاج البراهمي. لن ندخل في منطق لو كانوا احياء لكان الانتصار اكبر. في التاريخ لا نفكر بمنطق لو.. الحاصل ان الشهداء رسخوا منطق الثورة في الوعي الجماهيري و الذي لن يتمكن اي لون سياسي من الالتـفاف عليه او إحباطه خاصة في تونس المعروفة منذ قرون باستـقلالية المجتمع فيها عن منطق الدولة و دين الدولة و قوانينها، مثلما ذكر الدكتور "محمد الشرفي" في كتابه "الاسلام و الحرية"..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنبتون يهددون الثورة
- السؤال النووي
- الله و الانسان
- الموت المعقول
- شكري حي
- من الفن ينبثق العالم
- إمرأة -المترو-
- فضيحة العرب
- أزمة المثقف
- التفاحة الساقطة
- الاعلام التونسي الناقص
- سوريا في مواجهة الصحراء
- القراصنة
- التنورة المتمردة
- محاولة الاستئناس في تونس بحزب -سيريزا-
- اللوحة الغريبة
- هل القرآن دستور الدم المراق؟
- قصتي مع الفتاة الروسية
- النجاح الأوتوماتيكي لفشل الحكومة التونسية
- من الاستكلاب البشري إلى التأله الإنساني


المزيد.....




- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...
- إسرائيل: أخّرنا إمكانية امتلاك إيران سلاحا نوويا سنتين أو 3 ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - في ذكرى اغتيال الحاج -محمد البراهمي-