أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - المنبتون يهددون الثورة














المزيد.....

المنبتون يهددون الثورة


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 04:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهل الغربة ينـتابهم الحنين الى الوطن. هكذا الامور بعكـسها تـتوضح. داخل الوطن هناك ارتباط بالوطن لكنه لا يتجلى إلا في اوقات المحن حين يتملكنا الخوف من فقـدانه. من هنا تـتأتى اشكالية الاسلاميـين و التجمعيـين و الارهاب و خبر انشاء قاعدة امريكية في تونس و الزيارة غير المرغوب فيها شعبيا للرئيس الفرنسي السابق "ساركوزي" الى تونس، و لحراك شعب المواطنين الذي يشتغل على اشعال الحرائق بصيغة الحق او بعضه او متوهمه الذي يراد به الباطل. من هنا كذلك نستـشعر ارادة قـتل الثورة و قـتل تمتعنا بأرضنا و وطننا بتصاعد المافيا من جديد و تحكم الحفنة الخفية التي اشترت بالمال السياسيـين الاجراء عند هذا و ذاك.. لكن ما أصل هذا الحنين و الارتباط بمسقط الراس؟
يبدو الانسان كشجرة نابتة في بقعة ما في الارض. الفارق ان الشجرة ثابتة في مسقط رأسها لذلك تـشبه بها الانسان. و انك تجد العراقي يتـفاخر بشجرة النخيل و يأخذ منها وقوفها و صمودها امام الرياح العاتية. من هنا وجدت اشجار مباركة في القرآن كالتين و الزيتون. لهذا السبب نعـشق الشجر اضافة الى ما تـقدمه لنا من ثمار و لون اخضر جميل و كميات من الاوكسجين. و ربما يكمن الحل الجذري للمناطق الصحراوية و المتصحرة في استـنبات الشجر فيها، فالشجرة تلطف الاجواء في الطبيعة و تلطف الاجواء النفسية للإنسان...
من هنا و هناك يعشق الانسان ان يكون شجرة جذورها في الارض و اغصانها في السماء. الشجرة تعبـير عن ازدواجية التركيـبة الانسانية ما بين أديم الارض و السماء..
من هنا كان التعبير الشعوري الامثل في الارتباط بالأم، ذاك ان الرحم بقدر ما يمثل من منطقة شعورية في ظلمات النفس، بقدر ما يحقـق استمراريته الشعورية الغامضة في الصيرورة البشرية من الولادة الى الموت. يكبر عبر رائحة الام و الارض فمنهما يولد و اليهما يعود ماديا و شعوريا لذلك خلق الانسان للقبر حياة منذ الفراعنة و الاغريق الى اليوم. تلك الرائحة التي توطن الانسان في مسقط رأسه، في أرضه..
و من هنا ، كانت لعنات الحياة و كوارثها و احزانها الكبرى تعود الى من يبعدنا عن ارضنا سواء غصبا او باختيار اضطراري. انه من يريد اقـتلاعنا من الرحم و الرائحة الاصيلة و الراحة الشعورية الصميمية. من هنا تـتأسس قيم الوطنية. قيم تبني لذاك الشعور الصميمي ابعادا وجودية و فكرية و سياسية...
من هنا، تبا للمنبتين عن ارضهم. تبا لبائعي اوطانهم. تبا للمنبت الضعيف امام الاجنبي و الاعـشاب الضارة. و يا ويل الوطن حين تعمه الاعـشاب الضارة و يا ويل من يرى فيها مراعي..
من هنا، تأسست جميع مناهج الرؤى الفكرية السياسية. المنبت الذي يقول عن الاصيل رومنسي. المنبتون عادوا ليفتـكوا منا ارضنا و ليفـسدوا علينا نكهة الثورة...
و من هنا، فالثورة ما هي إلا استعادة الارتباط بالأرض. استعادة امتلاكنا لأنفـسنا و لأرضنا التي وجدناها تـفـتك منا. الامتلاك هنا ليس عينيا فقط، بل اعظم من ذلك بكثير. انه امتلاك شعوري. امتلاك السير حرا في وطني الحر..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السؤال النووي
- الله و الانسان
- الموت المعقول
- شكري حي
- من الفن ينبثق العالم
- إمرأة -المترو-
- فضيحة العرب
- أزمة المثقف
- التفاحة الساقطة
- الاعلام التونسي الناقص
- سوريا في مواجهة الصحراء
- القراصنة
- التنورة المتمردة
- محاولة الاستئناس في تونس بحزب -سيريزا-
- اللوحة الغريبة
- هل القرآن دستور الدم المراق؟
- قصتي مع الفتاة الروسية
- النجاح الأوتوماتيكي لفشل الحكومة التونسية
- من الاستكلاب البشري إلى التأله الإنساني
- ثورة محجبة


المزيد.....




- حادث مأساوي في حفل محمد رمضان بالساحل الشمالي.. الأبرز في أس ...
- بسبب مداهمات الهجرة.. إيداع حيوانات أليفة في مأوى بلوس أنجلو ...
- الصين: العاصمة بكين تصدر أعلى مستوى تحذير تأهبا لخطر حدوث في ...
- السودان يتهم الإمارات باستقدام وتمويل مرتزقة كولومبيين لصالح ...
- إسقاط المساعدات الجوية عشوائيا يفتك بالمجوعين في غزة
- السودان يتحدث عن مشاركة مرتزقة أجانب مع الدعم السريع
- شاهد.. بنغالي يؤكد منع علاج متظاهري العام الماضي ضد الشيخة ح ...
- الأردن يتهم المستوطنين الإسرائيليين بنهب شاحنات مساعدات لغزة ...
- قوات خاصة إسرائيلية تغتال أحد مقاتلي كتيبة جنين في قباطية
- بين المملح والمدفون.. أبرز 10 أطعمة ساعدت على النجاة خلال ال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - المنبتون يهددون الثورة