أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ابو خلف














المزيد.....

ابو خلف


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 17:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وهذا هو اسم الجرذ الذي غزا مطبخنا المعدني القابع هناك في زاوية الدار غير المكتملة البناء، ابو خلف هذا اتعبنا كثيرا، وصار زائرا لنا في كل وقت، فاطلقنا عليه اسم (ابو خلف)، جربنا معه انواع السموم، صار لايهرب ولايخاف اعتاد على صيحاتنا الكاذبة، فنحن بمجموعنا لانجرؤ ان نضربه، فقط نضرب الارض ونصرخ عاليا علّه يهرب، او يذهب الى عائلته في الدار الفارغة المقابلة، لم تنفع السموم فقد اعتاد عليها (ابو خلف)، تعبنا من الذهاب في كل اسبوع الى الخلاني لجلب سموم جديدة، المبلغ الذي صرفناه على السموم يكفي ان يبني مطبخا داخل الدار، ومشكلة (ابو خلف) انه يجرد الطباخ والثلاجة من الصوف الاصفر الذي يوضع كمانع لتسرب الحرارة.
قضية (ابو خلف) العويصة ذكرتني بالسياسيين لدينا، اكثر من ثلاثين مليون عراقي يدعو عليهم في رمضان وسواه من الاشهر: اللهم افقرهم كما افقروا العراق، اللهم شتت عوائلهم كما شتتوا العوائل العراقية، اللهم يتم ابناءهم كما يتموا اطفال العراق، دعوات متكررة، ولكنهم يزدادون قوة وشبابا، والسم كما لم ينفع مع ( ابو خلف)، صار الدعاء لاينفع مع السياسيين، فربما اعتادوا عليه، او ان الله اعتاد ان يسمعه كل يوم فصار غير مهم، رمضان الجوع والنازحين خلف غصة في افواه العراقيين، وما كنا نخاف منه وقع، في ان يجمع علينا سياسيو الغفلة الجوع والموت معا.
لا تستغرب ان ترى مثلا الدكتور حسين الشهرستاني بعد اربع سنين، وزيرا للنقل، ولاتستغرب ان ترى الدكتور الجعفري رئيسا للوزراء مرة اخرى، اوان ترى باقر جبر صولاغ وزيرا للنفط، وان ترى هوشيار مثلا وزيرا للدفاع، او رئيسا للجمهورية، وترى فؤاد معصوم رئيسا لاركان الجيش، وترى المالكي وزيرا للنفط، وترى الاعرجي مثلا وزيرا للكهرباء، وترى وترى وترى، فالعراق حمل من اميركا وايران حملا ذميما ولم ينجب غير هؤلاء الذين لاينفع معهم دعاء، ولاتنفع معهم صرخات عالية، اوضرب الجدار، او ضرب الباب ، مثل ( ابو خلف).
ستبقون ايها المساكين تحت حكم هؤلاء، فهم لايموتون كالآخرين، ولايستقيلون مثل بقية الدول، ولاتسقط بهم طائرة مثل الطيار العراقي في اميركا، ولاتغرق بهم باخرة مثل اللاجئين الى دول اوربا، ولايأتيهم صاروخ تائه كما في بيوت الحواسم في بغداد الجديدة، ولايسقط عليهم هاون مثل النازح من الرمادي الذي اظهرته قناة البغدادية في برنامج حزورة بليرة ، فنسي المقدم الحزورة او تناساها وبكى بكاء مرا على نازح الانبار المسكين، ولايمكن ان يكونوا كضحايا سبايكر ويحتجزهم ارهابي في مناسبة فطور رمضاني كلف الدولة ملايين الدنانير.
هكذا هم خلقهم الله ولم يخلق سواهم، يسرقون وسرقاتهم واضحة للعيان ولكن المرجعية لاتصرح باسمائهم، في كل خطبة جمعة تذكر الفساد وتعلم من يمتلك الفلل والابراج، ولكن لاتقول فلان لص، يمتلكون عصابات، وصار مشروعا لاي منهم ان يرتدي الملابس العسكرية، كما يرتدونها اتباعه، ويحملون السلاح في اي وقت وفي كل مكان، صار العراقي لايعرف مع من يتكلم، حتى العمالة الذين يعملون في البيوت، يرتدون الزي العسكري، والمقاولين كذلك والخلفات.
وصاحب الاسواق الذي يأمرك ان تشتري مايريد، وليس ماتريد، وابو خلف في الحياة، ولا ادري كم يعمر الجرذ، لاعرف متى خلاصي منه، اعرف ان الكلاب مع فائدتها تعيش عشر سنوات، عمرها قصير، ولكن ابو خلف مع اصراره على الحياة وتناوله جميع السموم التي جلبتها له، لايمكن ان يكون خاضعا للموت كما هم السياسيون في العراق.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجن أواه، نجن ععّاه
- شروة ليل والتكان اظلم
- ياهله ابدعبول شيّال الحزن
- الشك جبير والركعه ازغيْرهْ
- كالت وهاي الدجاجهْ
- زنتْ حمدهْ، كتلوا احميّد
- هزني الوكت بحبالهْ
- يثرد ابصف الماعون
- اتقوا الله والوطن
- شمع الخيط
- قررت انسه الشعر وآكل شعيرْ
- خصر النملة
- المبغى العام
- تهي بهي
- يا عرّيس لاتفرح
- ايجد ابو كلاش وياكل ابو جزمهْ
- بالعافيهْ يمّهْ
- اللهم لاشماتهْ
- ركْ جا للشامت ظلينهْ
- تمر التاكله نواه ابجيبي


المزيد.....




- حصلا على قطعة منها.. صائدا نيازك يبحثان عن شظايا بعد سقوط إح ...
- شاهد.. دبان تسلّلا خارج حظيرتهما للاستمتاع بالعسل ووجبات خفي ...
- رحلات -اليوم الواحد الفائقة-.. صيحة سفر ذكية أم مغامرة مرهقة ...
- -ما الجملة الأخيرة التي قالها لك قبل أن يستشهد-؟ غزيون يستحض ...
- مقتل خمسة فلسطينيين أثناء انتظار المساعدات، وترامب يحث الطرف ...
- نتنياهو يشكر ترامب: معًا سنجعل الشرق الأوسط عظيمًا من جديد.. ...
- استمر ثلاثة أيام وقوبل باحتجاجات... حفل زفاف باذخ لمؤسس أماز ...
- -وحدة سهم- قوة أمنية غزية تلاحق عملاء الاحتلال الإسرائيلي
- تعرف على الآلية الأميركية الإسرائيلية في توزيع المساعدات على ...
- أميركا وإيران.. اتهامات متبادلة يتخللها حديث عن مباحثات بينه ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ابو خلف