أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - شمع الخيط














المزيد.....

شمع الخيط


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( شمّع الخيط)
عبد الله السكوتي
يحكى ان لصا سطا على منزل يعود الى حائك، فامسك به الحائك، وعلم اللص انه مأخوذ، بعد ان رأى سيفا ماضيا بيد الحائك، فقال: انا لم ارد السرقة، وانما جئت لارشدك الى كيفية جعل النسيج ناعما باستخدام الشمع، واخرج قطعة شمع من جيبه وقال للحائك امسك طرف الخيط، وراح هو يكسو الخيط بالشمع ويتراجع للخلف، حتى خرج خارج الدار وربط الخيط باكرة الباب، ولما جاءت زوجة الحائك رأته ممسكا بالخيط، فسألته ماذا تفعل عندك، فقال: لقد شمّع الخيط، وحتى الان لم يعد، فصارت مثلا للذي يفلت من خطر محيق انه شمع الخيط.
ونصيحتي لمن لم يشمع الخيط يعد العدة لتشميعه، وطن سيبقى للكلاب السائبة والمتسولين، جميع ابنائه يريدون الحاق الخراب به، لم تبق مواطنة حقيقية، ولم يعد الوطن يتحمل احمالا اكثر من هذا، في التسعينيات هربت الناس من الجوع، والآن الجوع والموت، تسع عوائل من الانبار هبطت في مدينتنا، وبسبب الكفالة، ستشمع الخيط باتجاه الخالدية، بعد ان رحل آخر مسيحي من مدينتي، ودعت اليوم صديق طفولتي، كان سنيا لم يعد يطيق عزلته واغلاق بابه خوفا من الاحتكاك بالجيران.
كان واقفا لايعرف مايفعل بعد ان سمعنا انا واياه مشاجرة داخل المدرسة، طلاب في الصف الاول المتوسط، امام اولياء امورهم، فقال الاول للثاني: ( اذا ما اتحول احرك بيتك الليلة)، كيف تريدني ان ابقى، انا الجبوري السني،لم ادفع فصلا ولا اعرف من هو شيخ عشيرتي، انت تطلب مني المستحيل، وعشائركم سعرت ( الراشدي ) بخمسةعشر مليونا، ويأتون دوما بمتفننين، رأيت بعينك كم دفع صديقنا الكردي صاحب المولدة، لمشاجرة بسيطة، البقاء هنا صار انتحارا، برحيل صديقي انتفت صفة الاختلاط لمنطقتي العزيزة، وصارت مقفلة تماما.
سيرحل الانباريون صباحا، واضعين ارواحهم على اكفهم الى الخالدية، ليست الكفالة هي الوحيدة التي دعتهم الى هذا القرار، هناك لغط محموم عن ان داعش هي من امرتهم بغزو بغداد، فصاروا يخافون من سوء الفهم، واحتمالات تسلل عناصر من داعش ربما يقومون ببعض التفجيرات، فيكونون حصة الشعب الغاضب، خصوصا وان بعض الفضائيات تشحن بهذا الاتجاه، فصارت النار تضطرم وتحتاج الى من يكشف عن اوارها، ولذا فالوضع خطير جدا على النازحين.
لم نكن يوما ضد الفقراء لاننا منهم، وقد عانينا كثيرا من العوز، لكن الفقراء الآن تغيروا، لم يعودوا يعتنقون حركات التحرر التي سلاحها الفقراء انفسهم، صار الفقراء اليوم كالحرافيش، يهرولون خلف الفتوات، ويهتفون باسماء كثيرة، فضاع الخيط والعصفور، وصار تشميع الخيط في العراق ضرورة من ضرورات حق النفس على الانسان، بلد ينوء تحت وطأة الطائفية والمحاصصة والجهل، والسرقة ، بلد مملوء بالقتلة والطائفيين واللصوص وعديمي الذمة، الرشوة والتخلف ، لم تكد تنتهي معركة سياسية حتى تبدأ الاخرى.
آهِ اميركا، لم يكن انسحابا من العراق، كان قرارا بتدمير هذا البلد، الجميع ينتظر ويتوجس من مابعد داعش، والاجدى ان داعش اقوى بعد داعش، طائفية مقيتة وتدخلات اقليمية سعودية وايرانية وقطرية وتركية، لم اكن زرقاء اليمامة في يوم ما، لكنني ارى موتا محدق وفقرا مقلق، وشعبا يقتل بعضه بعضا، ودولا تدخل وحروبا تستعر، وعلى هذا الاساس فتشميع الخيط هو الخيار الاخير.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قررت انسه الشعر وآكل شعيرْ
- خصر النملة
- المبغى العام
- تهي بهي
- يا عرّيس لاتفرح
- ايجد ابو كلاش وياكل ابو جزمهْ
- بالعافيهْ يمّهْ
- اللهم لاشماتهْ
- ركْ جا للشامت ظلينهْ
- تمر التاكله نواه ابجيبي
- لو بيه خير جان صار باشا
- الشيخ هادي احوج
- مو آني ناعل دينه
- بعد ماننطيها
- الحجي ماكله الثور
- بس كلّي دينك شنو
- عيسى انتجل على موسى وضاعت الجاموسهْ
- بيان كانت هنا
- منين اجيب له اربعين سطرهْ
- ضيّع المشيتين


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - شمع الخيط