أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن لفته الجنابي - رحلة قطار التاسعة














المزيد.....

رحلة قطار التاسعة


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 00:58
المحور: الادب والفن
    


ألقيت نظرة خاطفة على ساعتي بعد أن نقدت قارئة الكف الغجرية بخمسة وعشرين دينار شعرت بعدها براحة نفسية ليس لما وجدت من وقت متبقّي , ولا لما تنبأت به العرّافة الشابّة التي نادتني بصوت غنجي لتقرأ طالعي في تلك الحديقة الملئى بالسكارى وشذّاذ الأطوار بأني سأعيش طويلاً لأكون شاهداً على أحداث جسام , بل لأني تخلصت من الورقة النقدية الممزقة بأعطائها لها فهي لاتليق بأن تتوسط نقودي الجديدة التي أحرص أن تبقى حادة كشفرة سكين فلا أقوى من أناقة المال لمسافر للمجهول لايعرف ما يلقى في طريق تجتمع فيه الأهوال بالجمال ,وحين دخلت للمحطة العالمية طويت الصحيفة وتأكدت من وجود حقيبتي ,ملابسي العسكرية متربّعة كما هي , البسطال أخذ منها أغلب حجمها, الأهم من ذلك وجود الفرشاة ومعجون الأسنان, وكرّاسي الذي أكتب فيه الآن تلك الكلمات, تناسيت لبرهة الهاجس المرعب ذلك الذي يراود المساق الى مقصلة الأعدام , (الحياة حلوه بس نفهمها) , صوت لم أعرف مصدره , ربما من محل مرطبات صاحبه متفائل لازال , المهم أنه أتى في وقته ليمنحني زخم أكمال المشوار , ليس مشوار بل رحلة طويلة نحو الجبال , أو بالأحرى الغابات , فالموصل محطتي الأخرى لم أرها سوى مرتين كزائر (ترانزيت) حين ألتحقت بمعسكرات الطلاب في تلعفر وسنجار ,حاولت لملمة كياني , تبخّرت عند البوابة سخريتي التي تعينني دوماً على هزم الأشياء , جلست على مقعد شاغر في مقصورة كان يحتلها رجل كهل بسحنة بغدادية ذو رأس مثلث ينبيء بشخصية صعبة المراس وأمرأة عجوز توقعت أنها نقيبة ساحرات بغداد, ربما لأنها سافرة بشعر رمادي حاولت أن تغطي رأسها في محاولة لم تحجب ربع الثمار , الى جانبها كانت تجلس فتاة بخدود ورديّة رمقتني بنظرة أستطلاع قابلتها بفتح الصحيفة , أفكاري الخلّاقة لايحدها القلق ولا التداعيات فالطموحات تؤجل لكنها لاتموت فهي مثل الفيروسات التي تحفظ في علبة ملح لتعود للحياة بعد عقود طويلة, والمهم أنا ذلك المصنوع من الأنا , صعلوك مكابر غريب الأطوار لا أكترث للعالم فجلّه سافل أو محتال ,رجل مميز أنا أحاول أقناع نفسي لأفوز عليها كل الأوقات , رجل مميز فعلاً كان يقف على رأسي , ببدلة عمّال الكهرباء , طلب مني البطاقة , دون شعور أعطيته أحدى بطاقات الهوية , لا أعرف لمَ أستغرق الثلاثة في موجة ضحك خادش للأعصاب , الرجل ذو الرأس المثلث والعجوز السافرة ومعهم ضحكت فيما كانت تضع يدها على فمها ذات الخدود الوردية تلك الآية من الجمال , لم يضحك الرجل الواقف على رأسي وأكتفى بترديد كلمات كأنها قادمة من بئر سحيق , أخي عليك أن تدفع غرامه فأنت لم تقطع بطاقة الركوب في القطار , دفعتها له على الفور وتواريت خلف الصحيفة , وأنا واثق بأنني لازلت أعظم شخصية عرفتها البشرية رغم غرقي ببحر الطرهات والأوهام ذلك الذي غرق به الجميع من زمان , فلم أعرف بأن المسافر بقطار عليه أن يقطع تذكرة قبل الصعود إلا الآن
قصة قصيرة لم تنشر كتبتها في كرّاسي العتيق بتاريخ 13 / 11/ 1993



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين وكارثة التبشير
- موجز أخبار الإختطاف
- حكاية من عمق الأزدواج
- ليلة إبتزاز نبيل جاسم
- خايف عليها تلفان بيها
- إستشراء تحت الغطاء
- رسالة مفتوحة الى الدكتور حيدر العبادي المحترم
- نبوئة نيويورك بالتيمور طويريج
- العراق وحكاية الرقّي والمجنون والحوائج الكريهة
- مواسم الإعلام الخليع
- أخطاء جسيمة في المشهد الدولي
- حوبة العراق ومايحصل في اليمن
- العالم يحتضر فيما نحن ننتصر
- عاجل مستشفى الرشاد
- كوميديا الفواتح العراقية
- السيد العبادي وما يجب أن يقال
- مفاتيح الأسرار لمايجري خلف الستار
- أبتسموا ولا تتألموا على آثار الموصل والنمرود
- حين صرنا مضحكة لأطفال كندا
- عشيّة أربعينية الراتب وشجون الفقراء


المزيد.....




- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن لفته الجنابي - رحلة قطار التاسعة