أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - العراق وحكاية الرقّي والمجنون والحوائج الكريهة














المزيد.....

العراق وحكاية الرقّي والمجنون والحوائج الكريهة


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4789 - 2015 / 4 / 27 - 23:56
المحور: كتابات ساخرة
    


فَزِعت القرية حين أكتشفت بأن مزارع الرقي فيها قد دمرت , كانت تنتظر المحصول منذ أشهر طويلة عسى أن يأتي الصيف لينضج وتبيعه في المدن وتشتري بثمنه الطعام والقماش والدواء والحلي الكاذبة الزهيدة , كانت صدمة جعلت الناس تتسائل من الذي له مصلحة بـخراب المزارع , ومن يملك تلك الدنائة التي جعلته يكسّر (الرقّي) ذلك المحصول الحلو اللذيذ لمجرد التسلية بأخراج اللب وألتهام الجزء الصغير منه ورميه بمافيه وتهشيمه
أجتمعوا في المساء في مضيف مختار القرية ودار بينهم حديث :
الأول وكان المختار صاحب الدار :
- أخاف واحد منكم مطلوب نذر خل يعترف , نذوركم عثوركم وراح يعم علينا
الثاني : بويه الفاعل معروف ومامش غيره , أبو الحصّين دولبنا ولعب بينا
الثالث: أخوتي هاي الگاع مسكونه , والطنطل شافه جدّي حريمش بعينه
الرابع : خايبين هاي الدگه مايسويها الا ذاك الصوب , يطلبونا ثار عتيج , وتتذكرون هايشتهم الماتت برفسة جاموسة كويظم , يظلّون حاقدين علينا
الخامس : عمي أذكر الله , چا منهو الأكل من لحم هايشتهم ! , كلنا أكلنا منها ولو حاقدين ماطعمونا !
كان مجنون القرية الصامت مستلقياً بثوبه اللالوني الممزق واضعاً ساقاً فوق أخرى في زاوية جعلته يسمع أحاديثهم جميعاً , وفجأة خرج عن طوره و صرخ :
- ولكم , ولكم , من كون عمى العماكم كلكم , خايبين أسمعوني
بهت المجتمعون وفغروا أفواههم ففاحت رائحتها الكريهة , مع صمت قطعه المجنون بعد أن خفف من حدة الصراخ الى كلام هاديء فقال كما الواثق وهل هناك أوثق من مجنونٍ :
أسمعوا ياجماعه ,اليوم أطلعلكم البايكَ بس أبختوني
تردد البعض حتى أتفق الجميع على إطلاق كلمات من نفس الجنس :
- بويه مبخوت , هيّه بقت عليك , مبخوت وروح بفالك يالمسودن
أسترسل المجنون :
- اليوم أريدكم تلتمّون بهاي الربعه , كلكم ولاواحد يفلت , وممنوع على كل واحد يروح للخلا وينگل بريج .
- هههه , طاح حظك , صدكَ مسودن , ههههه
- شمالكم أتمزهدون , وين حظكم وبختكم , جاموش على أساس بختّوني !
- عمّي مبخوت و قابلين بفريضتك , أسكتوا , لحّد يداهر خلي نشوف وين يوّدينا
مر الزمن وشعر الجالسون بالنعاس فنام الجميع , عدا المجنون كان يراقب حاملاً الفانوس والأبريق جيئة و ذهاباً في المكان الواسع الذي توسده الرجال بعد يوم شاق كانت معه مصيبة , ربما كان الوقت منتصف الليل أو أقل أو أكثر فلا أحد يمتلك ساعة لنعرف الوقت حين صرخ المجنون :
- طلع الحرامي , عرفت البايكَ , أگعدوا , أگعدوا
فزع الجميع بعد أن رشّهم المجنون بالماء من الأبريق الذي منعه عليهم , سألوه بوثبة رجل واحد :
- منهو .. ياهو .. إحچي خايب شمالك صافن أمبحلج علينا
- الحرامي مختاركم وعندي الدليل وفريضتي شهودها بيها
وأشار الى المختار الذي كان يجلس بطريقة غريبة يحاول أن يغطي شيئاً تحت (دشداشته) الثمينة , حتى رفعها المجنون بالقوة ليتكشف أهل القرية أن المختار قد قضى الحاجتين تحت نفسه , فقد شخّ - خرج أدراره طوفاناً - و أصيب بإسهال حاد , عرف الجميع أنه الفاعل فبطونهم لاتخرج الا مرة بالأسبوع وماحصل تحته مؤكد من أثر أكله لـ (لب) الرقي بعد تهشيمه لغاية في نفسه , ربما كان يريد تفقيرهم أو إذلالهم , أو للعبث والحسد والغيرة , لم نعرف الغاية لحد اللحظة , فالغايات السيئة في قرية مثل (العراق) غريبة كثيرة رغم رائحتها المقرفة لازال البعض لايميزونها رغم أنوفهم الطويلة !



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواسم الإعلام الخليع
- أخطاء جسيمة في المشهد الدولي
- حوبة العراق ومايحصل في اليمن
- العالم يحتضر فيما نحن ننتصر
- عاجل مستشفى الرشاد
- كوميديا الفواتح العراقية
- السيد العبادي وما يجب أن يقال
- مفاتيح الأسرار لمايجري خلف الستار
- أبتسموا ولا تتألموا على آثار الموصل والنمرود
- حين صرنا مضحكة لأطفال كندا
- عشيّة أربعينية الراتب وشجون الفقراء
- يوميات عراقيّة جداً / حين لبست حنوشه ثوب كلوش
- عيد الحب عند الأسود المتقاعدين
- تسليح العشائر أم الحرس الوطني والخيار المرير
- مي عراقي بارد يخلّي العجوز تطارد
- الحاسبات الألكترونية في العراق تلتهم المواطنين
- المعتقلون العراقيون والواجب الأخلاقي لأصحاب القرار
- أحاديث رئاسية في أزمة الغاز الطبيعية !
- لاتظن عند العراقي ديانه ولاتصدق لو سمعت آذانه
- رسالة من تحت الماء الى بشوش السلف


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - العراق وحكاية الرقّي والمجنون والحوائج الكريهة