أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - مي عراقي بارد يخلّي العجوز تطارد














المزيد.....

مي عراقي بارد يخلّي العجوز تطارد


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 23:32
المحور: كتابات ساخرة
    


أن تعرف أكثر تتألم أكثر , كالحالم بوطن سعيد , كلما يعتلي تلّة الرقيب يرى من قمتها بلده الأغنى وهو ينفق بصمت جزء من كينونته بعد كل شلل يصيب أحد أعضائه من ماء و أرض وسماء ومقدرات أخرى , وأحد تلك الأعضاء المهمة ثروته من المياه العذبة وهي يراها تتلوث هباءاً وتبدد (والمتسائل هنا ربما يتهمني بالبطر وسط هذا الكم من التبدد) , لكن الباحث فيه رغم مايلقى من الشتائم سيفوز بمقياس الحرص ليكون الشاهد الوحيد على تلك الحالة الشنيعة من الهلاك للسبيل الأهم في حياة الفطرة .
كثيرا ما جلب أنتباهنا أبو الماء (السقّا) بائع الماء وليس قاريء مقاييس الماء فالأخيرة مهنة أنقرضت منذ مدة , نراه متشلّحا أكمامه وهو يضع الـ (خاولي) على منكبيه حاملاً الـ القربة التي تطورت مع الزمن الى (سطل) مليء بالماء والثلج تطفوا فوقه (طاسة ستيل) في الرشيد و كراج العلاوي أو النهضة وهو يصيح :
برّد قلبك ياولد .. بررررد ياولد
مي بارد يخلّي العجوز تطارد
كنا على ثقة بأن مائه نظيف حتى وإن ملئه من (دورة المياه) ولنا أن نتخيل المشهد لوجازف أحدنا وأعاد في أيامنا الحالية تلك الكرّة !
كانت كل العوائل العراقية تشرب الماء من (حنفيات) الإسالة , وجدوا أنفسهم الآن راضخين لشرائه في قناني نظيفة زرقاء بعد أن ضاعت الثقة بما توصله الأنابيب (الحكومية) للبيوت من ماء , وشمل ذلك كل المدن بل حتى سكان الريف والهور و البدو فمن لايشرب الماء المعقّم بقناني سيرمى منبوذاً في أقرب صالة للطواريء !
ثقل آخر أضيف الى ضرائب التطور , فالجراثيم تطورت في وقت شحّ فيه الكلور ووسائل التطهير فهي شبه محظورة لأستخدامها من قبل (المتطرفين أولئك الذين تطوروا مثل الجراثيم التي تتمرد على طرق الخلاص منها ) في التسميم أو صنع القنابل الخانقة !
بات الأحتراز من التلوث بالأذعان للشراء اليومي للماء المستورد أمرا" قسريا فرضه الواقع , فمن لم يسمع بنداء ربة البيت وهي تصدح كما الخنساء أيام حروب الجهل الأولى لتنادي بلهجتها العراقية الصارمة (اليوم خلّصنا مي والفتلر حاشر والأنابيب أنسدّت والقناني فرغت وقد أعذر من أنذر ) , تلك المناشدة أصبحت تستخدم أكثر من عبارة السلام عليكم عندنا ومن منكم لم يلق التوبيخ على نسيان تجهيز الماء لأسرته
سألت أحد أصدقائي العائد من أيطاليا على رأس وفد لشراء منظومات حديثة لتجهيز الماء الصالح للشرب في صفقة تقدر ببضع مئات من ملايين الدولارات :
ماجدوى شراؤكم لتلك المنظومات فيما شبكة الأنابيب التي توصلها للبيوت ملوثة حتى أنها تسحب مياه المجاري و الطين وهذا ما نراه يوميا" حين نفتح الماء في بيوتنا ؟
صمت صاحبي , فقد كان منشغلا" في تأمل سلحفاة عجوز يبدو أن عمرها أكثر من مئة سنة ظهرت في منزل أحد المواطنين , وباب الحيرة التي أذهلته لم تكن بسبب العثور على (كائن حي) في بلد مثل العراق عمره مئة سنة , بل عن الكيفية التي دخلت بها سلحفاة عملاقة عن طريق أنبوب لايتجاوز قطره (الأنجين) مماحدا به للهروب ليرتب له إيفاد جديد يعود به الى أيطاليا لينتقم من مافيات الفساد (هناك) بطلب عمولة أضافية ومعها يأكل مئة طبق بيتزا , مقرمشة وساخنة !



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاسبات الألكترونية في العراق تلتهم المواطنين
- المعتقلون العراقيون والواجب الأخلاقي لأصحاب القرار
- أحاديث رئاسية في أزمة الغاز الطبيعية !
- لاتظن عند العراقي ديانه ولاتصدق لو سمعت آذانه
- رسالة من تحت الماء الى بشوش السلف
- سنبقى رغم مابيننا من خيط رفيع
- هوب هوب طفّي
- النجاة بالملح - يوميات عراقية جداً
- أعطوهم كي لاتبتلون
- لقاحات للديماغوجية في البلاد العربيّة
- حكايات أهل العراق
- الدولمه بين كرات النار وكرات الثلج
- في ذكرى حرب تشرين
- هل أتاكم حديث الأسحاقي
- فرج آيدول وحرب الخليج الثالثة
- لغز الموازنة ولطم شمهوده
- بيتنا وبيت أبونا والغربه فرهدونا
- العراق وحرامي البيت الأخطر من أمريكا
- الهالووين ينقذ بلاد الرافدين
- في ذكرى هادي المهدي كوكب العراق


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - مي عراقي بارد يخلّي العجوز تطارد