أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - الدولمه بين كرات النار وكرات الثلج














المزيد.....

الدولمه بين كرات النار وكرات الثلج


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 00:12
المحور: كتابات ساخرة
    


كلما طبخنا (دولمه) تنتشر الرائحة في الزقاق فتبدأ الحركة في المنطقة , عدت من رحلتي اليومية وقت الظهر ولم أكد أدخل حتى دُقّت بابنا , كانت جارتنا بثينة ذات الوجه (النوراني) المدوّر تطبق بأيديها على عبائتها من منطقة الرقبة , ما أن رأتني حتى رفعتها الى الحنك , داهمتني بسلام أزال الكآبة التي لازمتني منذ آخر نشرة أخبار بعبارتها (شلونك خويه) , عبارة سحرية تبرّد أكبر مفاعل نووي , كنت منزعجاً من كل شيء وللأنصاف فأن نشرة الأخبار لم تكن مصدر الأزعاج , فالأزعج منها الذعر الذي نشره نظرائنا القلقون يوم أمس على صفحات التواصل في حالة هيستيرية تجعل أشد الرجال يُمسخ قطّاً ثم فأراً وبالعكس يحصل ذلك مرات عدة في الساعة الواحدة , نشروا في كل مكان عبارة (بغداد أحسن من أربيل) , هلل لهم أهل بغداد و أغتاظ منهم أهل الشمال وبدأ النقاش ثم السجال وبعدها المعركة , كانت فرصة لهواة القمار والميسر للتحرش بحرس التقاليد المتوثبين كما الوشق فنشر الخليعون على الفور (بغداد أحسن من لاس فيغاس وأفضل من شواطيء العراة في فلوريدا) , صارت حينها معركة أستخدمت فيها كل الشتائم والمقذوفات التي لايمكنني ذكرها , ولم يصمتوا حتى سمع الأمريكان بذلك فتوقفوا عن قصف داعش , بل أنهم حاولوا الأنتقام برمي الأمدادات لهم بالخطأ , فأمريكا أيضاً لم تسلم من داء الشتم والمقارنة والفخر , أكثر من شخص أعرفه أطلق عليهم لقب (نغوله) ونحمد الله أنهم لم يسمعوا , وقبل (مهاويلنا) قال الملا عبّود الكرخي (بغداد مبنيّه بتمر) فأعتبرها الأنكليز شتيمة سببت للأول معاناة طول العمر , وغيرهم وكانوا خجلين يحاولون أرتداء ثوب الأم تيريزا , كتبوا (بغداد بخير) وسكتوا ! , وهي بخير فعلاً فلماذا تكتبونها, هل هي مناغاة للعصابات كي يأتون لقتلنا , أم كلمة سر متفق عليها لفتح الطريق أمامها , أراها تشبه كثيراً عبارة (أخواننا) حين يطلقها المسعورون في وقت يقتلون عشرين في مكان وثلاثين في مكان آخر من ربوعنا , إن كنتم أخواناً فمن قتل الآلاف المؤلفة , الجميع يعرف أن لكلمة (أخواننا) تكملة هي (مشعولي الصفحة) يهمسون بها مع التكبيرات التي هجّرت العصافير وأضاعت الثقة , (ذاك الصوب) و (هذا الصوب) كل يذبح الآخر دون رحمة , أغلب الحملات متشابهة , ذكرتني حملتهم بنكتة (هد ثويره وأجاني) تلك التي حصلت مع الأعرابي حين رأى في طريقه حيزبون مغناج غانية وكيف أتهمته بأنه (يحاول) أغتصابها , ترادف نكتة أخرى عن أمرأة (من أيّاهم) قابلت حامل الدجاجات و(السطلة) أغلبكم يعرفها , ليست سوى مفردات أستهلكت وفقدت قيمتها , كما حلمنا في بلد (طبيعي) ذلك الحلم الذي تبخر على يد فطاحل الكذب الأحمر المعتاش على الدم والمدام بالصلف الرجراج الزئبقي , ومًن لم يمت بالذبح مات بكذبةِ , داعش (كومبارس الزومبي) معهم كم المعضوضين المتغلغلين في عمق المجتمع أبتيلنا بهم بعضهم بثوب الذباح واضح نعرفه والبعض متخفي بثوب المتثيقف المنقوص المرتزق , مستشفيات الأرض لا تكفي لهم , أصغرهم يحتاج محمية صحّية مع رحلة نقاهة لاتقل عن مئة سنة , وهل تصير الوحوش ملائكة , أين أطباء النفس و علماء مجتمع , نحن الربع الخالي من العلاج بعد أصابة الأغلبية بالعقم الفكري , هل يمكن أن يهزم بلد تعداده ثلاثون مليوناً وأكثر على يد حشرات مؤذية , مالكم تجارونهم في فكرهم , لو أخذنا بتلك الأخبار التي تنشرونها سأقابلكم بتبني فكرة أخطر منها , وهي أن وباء أيبولا سيجهز على الكوكب يوم غد , هل تستسلمون يا من تملكون العقول التي تهزم كل التحديات أولها أخطرها , لاتكونوا مجرد بيادق فارغه تملئونها وفق مايشتهي الجاهل المتوحش , رسالة ليس لها محل عند المسوقين للرعب بين أهلنا لكني أصر على أرسالها , وبعدها دعوني أعود الى جارتي بثينة كدت أنسى وجودها وتركتها واقفة , عفواً سيدتي تفضلي , طلبت ماعون (دولمه) متذرعة بأبنتها غفّوره فقد خرج الأمر عن السيطرة بمجرد أن شمّت المذكورة الرائحة الصادرة من منزلنا , وأسترسلت بخجل (حلفت ماتاكُل الا منها) وأن (طبخكم للدولمه) فيه نكهة لاتوجد في كل مأكولات المنطقة , أصابني الأطراء مقتلاً كما كل العراقيين الـ (مشايفين) فأنا لا أعرف من الدولمة الا أكلها , صرت على حين غرّة من الموغلين في أسرارها وبعد أن تنحنحت أنتهزت الفرصة وجهزت نفسي لألقي خطاباً تاريخياً أشبع به بعض أمراضي المزمنة , أسمعي أم غفران , كنا نجلب (السلق) من بستان جدّي حسن (مو حنش) من (بزايز) اليوسفية وبعد أن أستولى عليه صالح الداوود صرنا نشتريه من علوة الرشيد , أما البصل فهو من (الحلة) نجلب منه (كَونيّه) أم قلم الأحمر مرة بالشهر , والبهارات من الشورجة قصتها لوحدها فلم ,أذهب أليها راجلاً وقبلها بيوم أتمرن , فأقرب موقف للسيارات يبعد عنها (ثلاثة كيلومتر) في ساحة الوثبة , حتى الملح نجلبه من منطقة على الطريق الدولي تخرجه نساء رشيقات ليس لديهن (كرش) , أما دبس الرمّان فنعصره من رمان (شهربان) مباشرةً , عندي صديق قديم .. , أما اللحم .. أما الخضرة , لا أعرف كم مضى من الوقت وأنا أتفلسف أمام تلك المسكينة التي تأففت عشراً , وراوحت عشرات وهي تغيّر مكان أرجلها , حين غادرت كانت مسرعة وكأنها سجينة أطلق سراحها , ربما أخذت (الدولمه) أو لم تأخذها , وهكذا يا أحبتي وبسبب مرض الفخر وهواجس الشعور بالنقص ورغم أني نطقت بالحقائق , تسرب الضجر الى محدّثتي فضاعت مصداقيتي مع جارتي , وأنا على يقين بأنها كرهت (الدولمة ) ورائحتها وأهلها , أنا أعرف وأنتم تعرفون لكننا للعقلانية لا نخضع و للآن لم نبدأ , لا تذهبوا بعيداً أحبتي , عن أكلة (الدولمة) أتحدث .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى حرب تشرين
- هل أتاكم حديث الأسحاقي
- فرج آيدول وحرب الخليج الثالثة
- لغز الموازنة ولطم شمهوده
- بيتنا وبيت أبونا والغربه فرهدونا
- العراق وحرامي البيت الأخطر من أمريكا
- الهالووين ينقذ بلاد الرافدين
- في ذكرى هادي المهدي كوكب العراق
- جنّه بالهوسات ما تسوى فلس
- جماجمُ قومٍ عند قومٍ قلائدِ
- بيان نگرة السلمان
- سبايكر وبزونة حلب وين أهل الغيرة
- فرشاة الأسنان والأنف الكبير والكلب
- القيمر والتمر يهزمان الشر
- أزمة العراق مشاكل عائلية فحسب
- طار نتن گوگل
- لاعزاء مع لصوص الله
- رسالة الى رجالات العراق
- يوميات سفيه
- حكايات الحصى والذئاب وتاريخ الخراب


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - الدولمه بين كرات النار وكرات الثلج